الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوت على نفسي بعدم الزواج ظنا مني أني فقدت عذريتي

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أرجو النظر في استشارتي فلعل الله أن يفتح على قلبي ببرد حديثكم، أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، جامعية، وموفقة في دراستي والحمد لله، كنت متدينة شديدة التدين في فترة من عمري، إلا أن تديني قل، وأسأل الله المغفرة والرحمة، مشكلتي هي أنني أفكر كثيرا في المستقبل، وأنني من الممكن أن لا أتزوج بسبب أمر حدث في صغري، فعندما بلغت الحادية عشرة أتتني العادة الشهرية -أعزكم الله-، ولم تعلمني أمي أو أخواتي كيف أتصرف، وكنت أظنها جرحا ينزف، وكنت ألف إصبعي بالمنديل وأدخله لأمسح آثار الدم، ولم أكن أعلم أنها عادة شهرية، واستمرت الأيام، وعندما وصلت إلى المرحلة المتوسطة تعلمت كل شيء في دروس الفقه، ولكني تفاجأت بأن معلمتنا تحدثنا عن العذرية، وتحذرنا من إدخال شيء أو اللهو بالمنطقة لأن هذا سيؤثر على مستقبلنا كأمهات، عدت إلى المنزل، وانفجرت بالبكاء، فدعوت على نفسي جهلا ظنا مني أني لست عذراء، فدعوت ربي أن لا أتزوج حتى لا ينكشف أمري، ويُظن سوءا بي وبأهلي، ولكني لم أتقيد بشروط الدعاء إنما كان كلاما تلفظت به.

والآن وبعد بلوغي ال22 من عمري أدركت جهلي، وأني والحمد لله عذراء، ولا ينقصني شيء، تقدم لي خاطب وقبل موعد العقد اعتذر عن إتمام الزواج، ولا أعرف السبب، والآخر حدثتنا أخته وقبل الرؤية الشرعية تراجع.

سؤالي: هل دعائي على نفسي سبب في انصراف الخاطبين عني؟ وهل تجاب دعوتي إذا كانت مبنية على جهل؟

علما بأنني أدعو الله الآن كثيرا، والتزم بشروط الدعاء ونحوه، لا أريد أن أقول أنه لم تجب دعوتي معاذ الله ولكنني دائما ما تساورني أفكار بأن دعائي لن يستجاب، و لن أرزق بزوج ما دمت قد دعوت على نفسي حتى وإن كنت جاهلة، فأرجو إيضاح الأمر.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحزينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختي المباركة في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وأود منك بداية أن تغيري هذا اللقب (الحزينة) فلست كذلك أختي المباركة بل أنت وبنات المسلمين الصالحات أسعد الناس بالله وبإسلامكم وبتدينكم، لا ينبغي لك وأنت الأخت الصالحة -إن شاء الله- أن تحزني وأنت تعلمين أن لك ربا يدبر كل شيء، ويملك كل شيء، وقد رزقك الإسلام والتدين، وهذا من فضل الله عليك.

وبالنسبة للمستقبل فلا تعلقي قلبك كثيرا به ولا تنشغلي به عن مرضاة الله، فما في الغد مكتوب ومقدر في علم الله، وليس عليك العيش في الغد تاركة عبادة اليوم، علقي قلبك برب الغد ساعتها تهنئين وتسعدين.

وأما ما دعوت به على نفسك فالله كريم حليم، لا يعجل ربنا سبحانه كعجلتنا بل يمهل العبد ويحلم عليه، وخاصة وأنت قد دعوت على نفسك متأثرة بحدث خاطئ لم تفهميه، فأبشري وأملي من ربك خيرا، ولا تربطي ما حدث من ذهاب خاطب أو اثنين أو أكثر عنك بدعائك على نفسك، فالله يختار لعبده ما يصلحه، وهو سبحانه أرحم علينا من أهلينا ومن أنفسنا؛ لذلك عليك أن تؤمني وتعتقدي بأن من صرفه الله عنك من الخطاب هو خير لك لا محالة (لأن الله يحبك).

أكثري من الدعاء لنفسك، واحرصي على تقوية علاقتك بالله -عز وجل-، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك زوجا صالحا تسعدين معه ويسعد معك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً