الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يسيء معاملة والديّ... فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أود البدء بشكركم على المجهود الرائع الذي تقومون به، وأرجو أن يكون لي نصيب من مساعدتكم.

ثانيا: أنا شاب في ربيعي التاسع عشر، متدين والحمد لله وشديد التعلق بالقيم السمحة.

مشكلتي -وكم أتألم أن أقولها- هي أخي 14 سنة، هو الأخ الوحيد لي، أراه ينحو إلى طريق الهاوية، ليس بيدي فعل شيء، فهو في سن المراهقة، وكل شيء قد تغير فيه، أعلم خصوصيات هذا السن، ولا أنكر أني قد مررت بنفس التجربة، لكن الأمر معه مخالف تماما، حيث إنه في سن مبكر من هذه المرحلة، وأراه يفعل ما يفعله المنحرفون من مخالطة للجنس الآخر.

كما أني أشك في تناوله للسجائر، كما أنه لا يحترم أحدا، وتصل به الجرأة إلى رفع صوته حتى على أبويه.

كلما أردت التدخل أفقد أعصابي، ولا يمنعني عنه إلا تأثري بأبي وأمي المسكينين اللذين رغم تحملهما لجزء من المسؤولية عن المشكلة إلا أني أشفق عليهما؛ مما يتسبب فيه لهما شقيقي من آلام، والتي لم يألفاها معي.

أعاني في صمت فأنا إنسان حساس، أي مشكلة قد تشتت تفكيري، مع العلم أنني في مرحلة متقدمة من دراستي تستدعي التفرغ التام.

مجرد التفكير أنني بعد سنة سأترك البيت للدراسة في الخارج، يرعبني وأصير أفكر في مصير والدي مع هذا الأخ الصغير الذي أصبح -والعياذ بالله- يلعب دور العدو بالنسبة لي.

أعينوني أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يهدي أخاك إلي الطريق القويم.

أخي الفاضل: إن أخاك في هذه المرحلة لا يصلح معه الصدام، وإنما الحوار، وإشعاره أن له أهمية في البيت، وإكسابه الثقة بنفسه أكثر، وعليه فأتمنى عليك عدة أمور:

أولا: أن تنمي العلاقة الطيبة بينك وبينه، وأن تذيب الفوارق التي بينكما، وأن تتحمل بعض هفواته في مقابل هذا التقارب.

ثانيا: أن تبحث في أصدقائه عن أخ صالح أمين، فإذا وجدت له أخا صالحا فاجلس إليه، وحدثه أن يكلم أخاك عن البر بالوالدين وعقوبة العاق، وعن الاهتمام بدراسته ومستقبله.

ثالثا: لا بأس أن تذهبا لصلاة الجمعة معا وتكون قد أخبرت الشيخ مسبقا أن يتحدث عن مشكلة العقوق، وخطورة رفع الصوت على الوالدين حتى يسمع ذلك.

رابعا: اجتهد في أن تدخل بين أصدقائه شبابا يخافون الله، فإن القرين بقرينه متأثر.

خامسا: حاول أن تربطه بمدرس أو شيخ أو أخ عاقل أو قريب، ودعه معه ليتأثر به.

سادسا: أكثر من الدعاء له أنت ووالداك، ولا تملا الدعاء فإن الله كريم حليم مجيب دعوة المضطر إذا دعاه.

نسأل الله أن يوفقك ويوفقه لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً