الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على شاب عن طريق الانترنت... فهل أخبر والدي بذلك وهل أقبل به زوجا؟

السؤال

السلام عليكم.

أود أن تفيدوني في مشكلتي، وأجد الحل لديكم لقد تعرفت علي شاب عن طريق الانترنت، وقابلته، وكان نيته خيرا؛ حيث تقدم لخطبتي، وقد تعلقت به كثيرا، ويشاء الله أن يتقدم لي أحد أقاربي في ذلك الوقت ومعروف بأخلاقه ودينه، ولكني رفضته لأجل ذلك الشاب، ولا أعلم لماذا فعلت ذلك لقد ندمت كثيرا لأني رفضته، وحاولت أن أعيده، وكذلك والدي لكنه رفض لكرامته.

فأشعر بالذنب كثيرا تجاه نفسي، واستغفرت الله كثيرا، فهل يعاقبني الله لأني رفضت هذا المتدين الخلوق؟

وكيف أتخلص من إحساسي بالندم؟ علما بأني وقعت تحت ضغط كبير، وحدثت مشاكل بسبب هذا الموضوع.

أما الشخص الآخر فقد كان موجودا، ولكني جاء علي وقت ترددت في ارتباطي به عندما فكرت بعقلي، ولكنه ظل معي حتى يقنع أهلي به، وأنه يحبني كثيرا.

حتى اتفق مع أبي على ميعاد الخطوبة، ولكن مازلت مترددة؛ حيث أنه لا أحد يعلم أني عرفته على الانترنت غير والدتي، والتي نصحتني ألا أخبر والدي؛ حتى لا يعلم الجميع، ويتحدثون علي بلا داعي؛ لأني أدرك أن والدي سوف يخبر جدتي أو عمتي.
فلا أعلم هل يجب أن أخبره؟ وإن لم أخبره سوف يعاقبني ربي.

علما أنني أفعل ذلك من باب الستر..أفتوني أفادكم الله وجزاكم كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أيتها الفاضلة في موقعك إسلام ويب ويسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه .

وبخصوص سؤالك فأود أن أطمئنك أولا أن الأمور تسير بقدر الله، وما دام الأخ المتقدم الذي تعرفت عليه عن طريق الإنترنت متدينا وصاحب خلق فأنت إن شاء الله على خير، ولعل الله صرف قريبك لعلة فيها الخير لك.

وأما موضوع إخبار والدك فأرى أن هذا لا يعد من قبيل الكتمان المحرم سيما إذا ترتبت عليه بعض المضار المحتملة، ووالدتك أدرى بالأمر؛ فلذلك لا حرج في عدم إخباره، لكني أود منك عدة أمور:

1- التأكد من تدين الشاب وحسن خلقه قبل أي أمر، فإن هذا من الأسس التي ينبغي عليك التأكد منها، ويكون ذلك بسؤال أهل الثقة ممن عايشوه وعرفوه.

2- الاستخارة بأن تصلي لله ركعتين، وأن تقولي: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - وتسمي حاجتك - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به ".

3- بعد أن تتأكدي منه، وبعد أن تصلي الاستخارة أخبريه أن والدتك على دراية بالأمر كله حتى لا يسيء الظن بك.

وأخيرا اربطي حبالك بالله يا أختاه، واسأليه من فضله أن يبارك لك في الزوج، وأن ييسر الأمر لك إن كان فيه خير.

نسأل الله أن يبارك فيك ونحن في انتظار رسائلك، واستفساراتك في أي أمر يقلقك، وفقك الله وييسر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً