الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة عند الكبار... علاقتها بالوراثة وما هي الأدوية المناسبة لها؟

السؤال

السلام عليكم..


مشكلتي إن عندي تأتأة في الكلام، والمشكلة هذه وراثية، كانت عند جدي وحاليا عندي أنا وأثنين من أولاد أعمامي, وهي تقل بتقدم السن، يعني حاليا تقريبا خفت من عند أولاد أعمامي بشكل كبير إلا أنا فما زالت موجودة عندي بنسبة بسيطة (أنا عمري حاليا 20 عاما، وأولاد أعمامي متقاربون منى في السن), وتكون واضحة خاصة عند بداية الكلام، وعند الكلمات التي تبدأ بحرف التاء.

عندما أتكلم ببطء وهدوء أستطيع أخفاءها ليس كليا، ولكن بشكل معقول، ولكن المشكلة الكبرى، والتي تضايقني كثيرا أنني عندما أتكلم أمام حشد كبير من الناس في الكلية مثلا: (علما بأني في كلية هندسة)، أو أصلي إماما بالناس أحيانا, أو أنفعل أو أندفع في الكلام وأتحدث بسرعة أشعر بشعور غريب في صدري غير مستقر، لا أدري ما هو؟!

وأحيانا أشعر أن التنفس غير منتظم وصعب (هذه النقطة ليست دائما ولكن أحيانا), وعندها تزداد التأتأة بشكل ملحوظ مما يشعرني بالضيق والإحراج، ويضطرني إلى أن أختصر في الكلام أو أصمت.

أرجوكم أفيدوني ماذا أفعل لأتخلص منها بشكل نهائي؟ وقد قرأت على موقعكم الممتاز هذا أنواعا كثيرة من الأدوية في هذا الشأن، فهل تنصحونني بنوع معين من هذه الأدوية؟ وهل لهذه الأدوية أي آثار جانبية؟

ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله عنا خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن درجة التأتأة والتلعثم التي تعاني منها وحسب ما ورد في رسالتك هي من النوع البسيط، والجوانب الوراثية تلعب دورًا في التأتأة، لكن يمكن التغلب عليها من خلال ما نسميه بالتعليم المعرفي، وهذا نقصد به أن الإنسان يمكن إذا أصر أن يتغير يتغير، وذلك من خلال المزيد من الثقة بالنفس، ولا تراقب نفسك أثناء الكلام، وتتكلم ببطء، وتتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جدًّا، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت للتدرب على هذه التمارين، ويمكنك أيضًا أن تطبق تمارين (المواجهة في الخيال):

تصور أنك بين جمع كبير من الناس، واجلس في الغرفة، وحاول أن تخاطب هذه المجموعة الخيالية، ويمكنك أن تسجل ما تقوم بالتحدث فيه، وبعد ذلك استمع لما قمت بتسجيله.

هذه تمارين في ظاهرها مضحكة وعبثية لكنها مفيدة جدّا، فالمواجهة حين تكون في الخيال، وبعد ذلك يعقبها المواجهة في الواقع هو أمر جميل.

وعمومًا أنا لا أرى هنالك إشكال بالنسبة لك، فأنت الحمد لله تعالى تُقدم على الصلاة بالناس، وإن كان ذلك يسبب لك بعض الحرج والتردد، ولك المقدرة بتفاعلك مع زملائك في الدراسة، وكذلك على النطاق الاجتماعي.

نصيحتي لك: أن تحدد الكلمات التي تبدأ بحرف التاء، وإذا قلنا مثلاً حددت خمسين كلمة: قم بترديدها وأدخلها في جُمل، وحاول أن تصرف انتباهك لشيء آخر حين تنطق هذه الكلمة، مثلاً لا تركز على النطق ذاته، ولكن اصرف انتباهك لشيء آخر كالقبض على يديك مثلاً. تمارين بسيطة ولكنها فاعلة جدًّا.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك وهو جيد جدًّا، خاصة الأدوية التي تساعد في علاج ما يسمى بالخجل أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهذا نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، كما أني أتفق معك أن الكثير من الذين يعانون من التأتأة يجدون صعوبة في المواقف التي فيها مواجهات اجتماعية.

عقار مودابكس والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) سيكون دواءً جيدًا ومفيدًا لك، وهو متوفر الحمد لله في مصر.

ابدأ بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرين يومًا ارفع هذه الجرعة إلى حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلاً يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

جرعة حبة واحدة هي جرعة بسيطة، وتساوي ربع الجرعة الكلية، والتي هي أربع حبات في اليوم، ولكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.

الدواء يعتبر دواء سليمًا وغير إدماني وغير تعودي، ويجب أن تتناوله على نفس النسق الذي ذكرناه لك، وهذا مهم جدًّا.

من آثاره الجانبية والتي لا نتوقعها مع هذه الجرعة الصغيرة، هي ربما تحدث لك زيادة في الشهية للأكل قليلاً، وربما أيضًا تحس بزيادة بسيطة في النوم في الأيام الأولى، وحوالي خمسة وعشرون إلى خمسين بالمائة من الرجال يذكرون أنه حدث لهم تأخر في القذف المنوي، وهذا قد يكون مفيدًا بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف، لكن الدواء لا يؤثر أبدًا على هرمون الذكورة لدى الرجال، فأرجو أن تطمئن، وقد ملّكناك الحقائق كاملة، وهذا من حقك، فعليك بالتطبيق وتناول الدواء.

كلمة أخيرة وهي: أن قراءة القرآن بتؤدة وترتيل وتمعن وتفكر يؤدي إلى طلاقة اللسان.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: 265295 - 266962 - 280701 - 2102145.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يحلل العقدة من لسانك يفقهوا قولك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً