الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني أن أنشئ علاقة صداقة مع الأخريات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أشكركم على هذا الموقع الرائع.

أنا في الثانوية، وأريد أن أتعرف على بنت لأنها دخلت قلبي وأحببتها كأخت، ولكنها ليست معي في نفس الشعبة، وأيضا إذا ذهبت لأتعرف عليها سوف يفكرون أنني أحبها ( حب البنات لبعضهم)، وطبعا أنا ضد مثل هذا النوع من المواضيع، ولكن أريد أن أتعرف عليها، ماذا أفعل؟

أريد شيئا حتى أتمكن من التعرف إليها، وأريد أن أصبح اجتماعية أعرف كيف أتعامل مع الناس.

ساعدوني

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإنسان مدني بطبعه كما يقولون، وهو بحاجة إلى أن يأنس ويؤنس ويألف ويؤلف، والفلاح للناس يحصل بتوفيق ربنا الفتاح، ثم باختيار من يعين على الخير من أهل البر والصلاة والصلاح، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك وأن يجعلك للهداية مصباحاً وللخير مفتاحاً، والمسلمة بحاجة إلى من تذكرها بالله إذا نست، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت.

والصداقة الناجحة أساسها الإيمان والتقوى، وكل أخوة وصداقة لا تقوم على تلك الأركان تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، وتكون في الدنيا سبباً للخذلان والندامة. قال تعالى: { الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين}.

ونحن في الحقيقة سعداء في رغبتك في أن تكوني اجتماعية، لأن هذا الميدان رئيس في نجاحات الإنسان، ونبين لك أن الإنسان قد يرتاح لآخر وينسجم معه؛ وذلك لأن الأرواح جنود منجدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولكن العلاقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله، وقد أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن نخبر من نحب بأننا نحبه، وهذا طبعاً بشرط أن يكون من الجنس نفسه أو يكون زوجاً أو يكون من المحارم، ثم يرد المحبوب بقوله أحبك الله الذي أحببتنا فيه، فهل ميلك إليها لسبب دينها وحجابها وتقواها؟ أم أنت تميلين إليها فقط لجمالها وشكلها أو لحسن مظهرها أو لكمال ذوقها؟

فإذا كان الميل لأجل الدين ثم جاءت بقية الأمور تبعاً فلا مانع، ولكن إذا لم يكن لصلاحها ودينها مكان فنحن ننصحك بالتوقف قبل الإقدام، والتوجه بالاستخارة والدعاء لمن لا يغفل ولا ينام.

ونتمنى أن تفكري في بناء علاقات ناجحة معها ومع غيرها من الصالحات، وأن يكون ميثاق كل علاقة هو التواصي بالحق وبالصبر، وقد أفرحني رفضك للعلاقات المنحرفة والصداقات الزائفة، وفي هذا دليل على ما عندك من الخير.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وإذا كان غرضك صحيح فلن يضرك كلام الناس، واعلمي أن الفاروق رضي الله عنه قال (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن) وصدق رحمه الله، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً