الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسوسة الدائمة.. ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا شاب أبلغ 24 سنة, أعزب، كنت أعيش حياة سعيدة وهانئة، لا أعرف الوسواس, ولا القلق, ولا الاكتئاب.

في ليلة وضحاها تغير كل شيء، رحت للفراش كي أنام مثل كل ليلة, لكن حدث شيء غير حياتي 360 درجة!

حيث استيقظت من النوم مرعوبا, وفزعا, أحس أن الموت قد حان، وأحس بضيق في التنفس, وهلوسة, وخفقان، سبب لي صدمة قوية جدا جدا.

أعاني من الوسوسة الدائمة في القلب، أحيانا أفكر أنه سريع، وأحيانا بطيء, وأحيانا أفكر في الضغط، أصبحت أخاف من الموت, خلال سنة كاملة كنت أخاف من عودة حالة الفزع، وقد عادت مرة أخرى بعد الحالة الأولى بثلاثة أيام بأقوى من الأولى، وعادت بعد سنة لكنها أخف وقعا من المرتين السابقتين.

أصبحت أوسوس بأي شيء: النغزة في اليد تأخذ مني الوقت والتفكير, وأبني عليها أنواع الوساوس والتخيلات أنه سيحدث شيء، لقد تعبت من هذه الحالة, والقلق الدائم، وأصعب مرحلة هي النوم, لدرجة أنني عندما أستيقظ من النوم أبدأ أفكر كيف سأنام المرة المقبلة؟!

لقد تعبت، حتى أمي تعبت مني, وأصبحت لا تحب مجالستي، وفي هذه الأيام أصبحت أتوتر وأقلق عندما أتناول الطعام، ودائما أرجعه كأني أتجشأ وأخرجه، أريد أن أعود كما كنت فقط.

وشكرا لكم على هذا الموقع الذي قدم خدمة عظيمة للمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنا أريد أن أطمئنك, وأبدأ بأن أذكر لك التشخيص لحالتك, النوبة الحادة المفزعة والمخيفة جداً التي حدثت لك نسميها بنوبة الهرع، أو نوبة الهلع وهي -أتفق معك- مزعجة جداً للإنسان ومخيفة، ولكن أؤكد لك في ذات الوقت أنها ليست خطيرة، بعد نهاية هذه النوبة الذي حدث لك هو ما نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف الذي آتاك أصبح فيه الطابع الوسواسي، الحالة ليست تشخيصات متعددة حين أقول لك قلق, ووساوس، واكتئاب, هذا لا يعني أنك تعاني من حالات متكررة, إنما هي حالة واحدة، ونسميها بداء القلق النفسي, ودرجة القلق التي لديك هي من النوع المتوسط، وليس من النوع الشديد، الأعراض الجسدية المتكررة هذه أيضاً مرتبطة بالقلق؛ لأن القلق والخوف لديه مكون نفسي, وهنالك أيضاً مكون عضوي، المكون العضوي يتمثل في انقباضات عضلية, وهذه قد تظهر في شكل القولون العصبي, أو التجشؤ.

البعض يشتكي من صداع, وضيق في الصدر, وهكذا، فيا أخي الكريم الحالة -إن شاء الله- حالة بسيطة، وسوف تستجيب استجابة ممتازة جداً للعلاج الدوائي, هنالك دواء يعرف باسم تفرانيل Tofranil والاسم العلمي هو امبرمينImipramine أرجو أن تبدأ تناوله بجرعة (25) مليجراما, تناولها ليلاً بعد الأكل, وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى (50) مليجراما، استمر عليها مدة شهر, بعد ذلك ارفع الجرعة إلى (75) مليجراما يومياً ,تناول (25) مليجراما صباحاً و(50) مليجراما ليلاً, واستمر على هذه الجرعة مدة ثلاثة أشهر, ثم بعد ذلك خفضها إلى (50) مليجراما يومياً مدة شهرين, ثم إلى (25) مليجراما يومياً مدة ثلاثة أشهر, ثم توقف عن تناول العلاج.

من الضروري جداً أن تمارس الرياضة, فهي ذات فائدة كبيرة، وأهم من ذلك -أيها الفاضل الكريم- أن تبحث عن العمل؛ لأن العمل يحرك الطاقات الإيجابية لدى الإنسان، ويقلل من الحفزات, والدفاعات النفسية السلبية، ويشعر الإنسان بالإيجابية في كل حياته، فكن حريصاً على أن تحصل على العمل، وأرجو أن لا تتنقل بين الأطباء, فحالتك هي حالة نفسية بحتة, وإن شاء الله تعالى سوف تستجيب للعلاج الذي ذكرناه لك.

وانظر علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً