الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوساوس الشديدة في الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ: أنا فتاة مصابة بوسواس قهري، - وبفضل الله - تخلصت من الكثير ولم يبق إلا القليل، وأتمنى أن تساعدوني للتخلص منه، الوساوس التي معي الآن هي وساوس تكبيرة الإحرام، ووسواس انكشاف العورة أثناء الصلاة.

أما وسواس تكبيرة الإحرام أصابني عندما قرأت فتوى لحضرتكم بأن الصلاة لا تصح عند زيادة حرف الواو في تكبيرة الإحرام، مثل: (الله و اكبر) وبعد ذلك أصابني وسواس شديد في التكبير، لدرجة أني أقطع الصلاة أكثر من عشر مرات بسبب الشك في زيادة حرف الواو في التكبير، ولا أدخل الصلاة إلا بعد جهد وتعب شديد.

أيضاً وبعد دخولي الصلاة أشعر بأن ثوبي ارتفع وظهرت ساقي، علماً بأن ثوبي طويل وثقيل، ولكن فكرة انكشاف العورة علقت في رأسي.

أرجوكم ساعدوني للتخلص من هذا الوسواس الخبيث، وجزاكم الله الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الشفاء والعافية من هذا الداء.

داء الوسوسة شر عظيم، إذا سيطر على الإنسان أفسد عليه دينه وآخرته، وأفسد عليه دنياه، وأوقعه في أنواع من العنت والمشقة، فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويرفع عنك هذا الضر.

من أعظم الأسباب - أيتها الأخت الكريمة - في علاج الوسوسة ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (فليستعيذ بالله ولينته) فمن جاءته الوساوس وألقى الشيطان في صدره الشكوك فالانتهاء عن هذه الوسوسة والكف عنها وعدم الاستجابة لها والاسترسال معها، هو العلاج الأمثل لهذه الوساوس.

ومن رحمة الله تعالى بنا أن أمرنا بسلوك هذا المسلك حينما يصاب الإنسان بالشك أو الوسوسة، وجاءت الشريعة بعدم الالتفات إلى الوسواس، لاسيما تكرر الوسوسة عند شخص ما، ولهذا فالعلاج الذي ينبغي لك أن تتمسكي به حتى يشفيك الله هو أن تعرضي عن هذه الوساوس وتتركيها ولا تعملي بمقتضاها، فإذا جاءك الشيطان وقال لك: أنت لم تكبري تكبيرة الإحرام أو كبرت تكبيرة الإحرام وزدت فيها، فقولي في نفسك: أنا كبرت ولم أزد فيها.

وإذا جاءك الشيطان وقال لك: إنك كشفت عورتك في الصلاة، فقولي: لم تنكشف، وهكذا حتى يشفيك الله، وكوني على ثقة بأن الكف عن الوساوس وعدم الانقياد لها هو السبيل والطريق التي يحبها الله عز وجل، ولا تستجيبي للشيطان حين يخوفك بأن صلاتك قد تكون باطلة، وأن الله قد يغضب عليك، فكل ذلك من وساوسه وحبائله التي يحاول أن يصيد الإنسان من خلالها، فالله عز وجل ما يريد بنا العسر، ولا يريد بنا الحرج، كما أخبرنا في كتابه الكريم، ومن هذا أمرنا بعدم الاستجابة للشك كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما شكي إليه الرجل يجد في صلاته أنه خرج منه شيء أو لا، قال عليه الصلاة والسلام: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً حتى يتيقن.

فعلاجك الوحيد هو الإعراض عن هذه الوساوس، واللجوء إلى الله تعالى ودعائه بأن يصرف عنك هذا الشر، وإذا ما مضيت في هذا الطريق واستمريت عليه فإنك ستشفين - بإذن الله تعالى - وسيزول عنك هذا المكروه.

نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً