الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم السعادة والتوافق...هل يبرر الزواج بثانية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا عمري 37 سنة، متزوج منذ 6 سنوات، لدي طفلة عمرها 4 سنوات، وزوجتي حامل في الشهر الأخير, وعمرها27 سنة، وأنا أعمل في دولة خليجية, وزوجتي وبنتي مقيمتان معي, وزواجنا كان تقليديا.

أرسلت منذ السنة الأولى من زواجي استشارة بأنني غير سعيد بحياتي الزوجية، وهناك عدم توافق, وتم الرد بالصبر, وعدم التسرع في الطلاق, ومع الوقت سوف يكون هناك تفاهم وحب.

لقد مر الآن أكثر من 5 سنوات, ولا أحس بأي تغيير, بل بالعكس المشاكل تتكرر, نفس المشاكل! أنا أعترف أني من الممكن أن أكون ظالما لها, ولكن دون قصد مني، إني أغضب من أي شيء، وهي لا تستطيع احتوائي، وأنا لا أستطيع أن أتأقلم وأحتويها, هي إنسانة طيبة, ملتزمة, وبنت ناس, ومخلصة, ومتعلمة، وتحاول قدر ما تستطيع أن تريحني، وأنا غير متقبل تصرفاتها من تراكمات سابقة, في آخر مشكلة بيني وبينها قلت لها: إني سوف أتزوج من أخرى، وأقسمتُ على هذا، وهي لم تأخذ الموضوع بمحمل الجد.

تعرفت على فتاة عن طريق موقع زواج، وهي فتاة محترمة, وبنت أناس, وملتزمة, ومتعلمة, من جنسية أخرى، حدث بيننا من أول محادثة تقارب كبير جدا، وتفاهم، وأحسسنا أننا نعرف بعضنا من فترة كبيرة, ونادر أن يحدث تلاقي أرواح بهذا الشكل، وأحسست أن هذه الإنسانة هي التي كنت أريدها من زمان.

واستمر هذا الموضوع 3 أسابيع إلى الآن, تطور الموقف, ونحن نحب بعضنا جدا، ونريد أن نرتبط ببعض، وفي خلال هذه الفترة اكتشفت زوجتي أنني أكلمها في النت، وسألتني, فقلت لها كل شيء عنها، وأني سوف أتزوجها, رفضت وحدثت مشادات، وذهبت على إثر آخر مشادة إلى المستشفى؛ لأنها تعبت, -والحمد لله- هي بخير الآن، هل هذا ظلم لها إن تزوجت امرأة ثانية؟

قلت للفتاه التي أحبها أن تفتح موضوع زواجنا لأهلها، وفتحت الموضوع فعلا, وأهلها رفضوا موضوع الزواج مني رفضا باتا؛ لأني متزوج.

ماذا أفعل الآن؟
هل أستمر في علاقتي مع الأخرى، لحين اقتناع أهلها بي؟
وهل هذا ظلم لها وظلم لزوجتي؟
وأيضا ماذا تفعل الفتاة الأخرى؟
هل هي مخطئة في مشاعرها وحبها لي؟
وهل هناك مشكلة إذا ضغطت على أهلها للزواج بي؟ لأني سوف أقوم بإرسال هذه الاستشارة لها لكي تعرف الرد .

أشكركم على اهتمامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك -أخي الكريم- على ثقتك بموقعك (إسلام ويب)، ومراسلتك لنا مرة أخرى تجعلنا حريصين فعلا على إبداء قدر كبير من التجاوب مع مشكلتك.

ولن نكون بعيدين عن الصواب إن قلنا بأن مشكلتك هي أنه لا مشكلة!

ولحل هذا اللغز العجيب نرجو أن تتأمل معنا هذه المحاور:

أولا: لا شك أن الزواج بالثانية إلى الرابعة جائز بضوابطه وشروطه، وحكم التعدد ليس مباحا في كل حال، فهو يخضع لما يسمى بالأحكام التكليفية الخمسة، فتارة يكون مباحا, وتارة يكون واجبا، وتارة يكون حراما, وهكذا, فليس هناك حكم واحد للجميع، بل كل شخص حسب حالته، فمن لم يقدر على العدل بين النساء, ولا القيام بالكفاية المالية والبدنية, فلا يجوز له التعدد؛ لأنه سيكون مقصرا وظالما.

ثانيا: لا ينبغي أن يكون زواجك بالثانية كردة فعل للأولى،وليس الزواج الثاني حلا لمشكلتك الأولى بالضرورة، بل ينبغي السعي في حل المشكلة الأولى، ثم تقرر لاحقا إن كنت ستحتاج للزواج الثاني أم لا.

ثالثا: بالنسبة لمشكلتك في الارتباط بالثانية، ورفض أهلها لك، فنرى أن هذا الموضوع يؤجل حاليا, مع تجميد وإيقاف التواصل بينكما، لحين اتخاذ قرار جدي بذلك، وبمعزل عن مشكلة الأولى، وحال توفر الشروط الضرورية الكافية للزواج بالثانية.

رابعا: ما يخص مشكلتك بزوجتك الأولى، والتي قلنا في البداية بأنه لا مشكلة!
نعتقد بأن الأمر لا يزيد عن موضوع التواؤم والتكيف بينكما كشخصيتين لهما نمطان مختلفان، وهذا شائع في كثير من العائلات والأزواج، والحل ليس في نقض عرى العلاقة الزوجية, أو بالهروب إلى زوجة ثانية، وإنما في معرفة طبيعة ونمط هذه الشخصية, وكيفية التعامل معها، وهنا تبرز أهمية الزوج كقائد وراعي لهذه السفينة، وعليه يقع الثقل الأكبر في تحمل المشاكل, والصبر عليها كما ورد في الحديث الصحيح:(لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر)، فمن الصعب أن تعثر على امرأة كاملة في كل شيء، وأنت بنفسك ذكرت زوجتك الأولى بخير, وفيها صفات طيبة تحمد عليها، فعليك بالتكيف مع بقية صفاتها، والسعي في إصلاح ما تراه يحتاج إلى إصلاح، وبطريقة مناسبة، وإصلاح نفسك أيضا، فقد ذكرت بأنك سريع الغضب، وهذه صفة تحتاج منك إلى علاج، فرب كلمة تخرج عند الغضب تفسد علاقة سنين.

إذن -أيها الأخ الكريم- أعد رسم خارطة الطريق المناسبة لك، وهي التكيف مع الأولى، وإصلاحها وإصلاح نفسك، والبحث في الأسباب الداعية للزواج من الثانية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية wasef

    السلام عليكم عزيزي الكريم انا تزوجت تسع نساء وما اختلف على غير الاسم والشكل واذا عندك اولاد تريس وارجع الى نفسك واوزن لانك قلت ان زوجتك فيها كل المواصفة الجميله اتمنا لك التوفيق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً