الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدرس في الغرب وأصدقائي يشجعونني على المعاصي... فماذا أفعل؟!

السؤال

أنا شاب أعيش في بلد غربي منذ سنتين، في الأشهر الأخيرة بدأت المشاكل تظهر في داخلي، أصدقائي بدؤوا يشجعونني على فعل الفاحشة، ولشدة سهولة الأمر هنا أصبحت منبوذا بينهم لأني لست مثلهم، فماذا أفعل؟

بدأت أميل معهم، علما أني أدرس وأعمل، أي أني أختلط مع الفتيات كثيرا، لكني أريد حلا يساعدني في مواجهة القادم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب بين آبائك وإخوانك، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يطهر قلبك ويحصّن فرجك.

نحن نشكر لك أيها الحبيب حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى، وخوفك من الوقوع في معصيته، وهذا دليل إيمانك، ونصيحتنا لك أيها الحبيب قبل أن تُقدم على هذه المعصية العظيمة تتلخص في أمور:

أولاً: ينبغي أن تذكّر نفسك بعواقب المعصية، وما تجني من ورائها، فإن المعصية تفسد عليك دنياك وستفسد عليك آخرتك، فبالمعصية تزول الراحة والسعادة والطمأنينة في هذه الحياة، ويعيش الإنسان حياة الضنك والقلق والاضطراب والحرمان من الخيرات، كل ذلك بسبب المعصية.

فتذكرك لهذه الحقائق والمعاني مما يردعك عن الوقوع في المعصية والتفكير فيها.

ثم ثانيًا: تذكّر عاقبة هذا الذنب في الآخرة، وأنك ستلقى الله تعالى وتقف بين يديه، وستجازى على أعمالك، وتذكّر الموقف العصيب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإنسان ينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدّم، وينظر عن شماله فلا يرى إلا ما قدّم، وينظر تلقاء وجه فلا يرى إلا النار.

فتذكرك لهذه المواقف وسماعك المواعظ التي تذكرك الجنة والنار والوقوف بين يدي الله والعرض عليه من أعظم الضمانات التي تحول بينك وبين الوقوع في المعصية والإقدام عليها.

ثم ثالثًا: تذكّر أيها الحبيب أن لذة المعصية لذة ضئيلة يسيرة وتذهب سريعًا، ثم يبقى بعدها الحسرة والندامة وآثار هذه المعصية التي سترافقك في حياتك ومماتك وبعد الممات. والعاقل لا ينبغي له أبدًا أن يُؤْثِر ويُفضل لذة يسيرة فانية تعقبها الحسرة والندامة إلى أن يلقى الله تعالى ثم بعد أن يلقاه.

كل هذه المعاني أيها الحبيب ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك، فإنها مما يحول بينك وبين الوقوع في المعصية.

ثم هناك أسبابٌ عملية ينبغي أن تأخذ بها لتكون سببًا في الحيلولة بينك وبين الوقوع في المعصية، منها:

1) اجتناب رُفقة السوء، فإن الصاحب ساحب كما قال الحكماء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). فاختر أصحاب الفضائل، وتحرى الرُّفقة الصالحة، وجالس الشباب الصالحين، وستجد أنك تتبدل أحوالك تلقائيًا، فإن طبيعة الإنسان التأثر بمن حوله.

فنصيحتنا لك أن تقطع العلاقات بهؤلاء الشباب الذين يحضونك على المعصية ويشجعونك عليها، فالشر كل الشر في مرافقتهم والإبقاء على صحبتهم.

2) أن تغض بصرك، فإنه سبب أكيد لحفظ الفرج، كما قال الله تعالى في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}. وتذكر قول الشاعر:

وكنتَ متى أرسلتَ طرفك رائدًا *** لقلبك يومًا أتعبتك المناظرُ
رأيتَ الذي لا كُلَّه أنت قادرٌ *** عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ

فغض بصرك بقدر الاستطاعة، وستجد أنك بذلك أرحت قلبك وأزلت عنه التشويش والتفكر في المعصية.

3) إن قدرت ملازمة الصيام والإكثار منه فإنه سبب أكيد في تقليل الشهوة وتضييق مجاري الشيطان في الجسد، وهي نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للشباب، حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

4) المسارعة في الزواج إن كنت تقدر عليه لنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق في الحديث، فحاول الإسراع فيه والأخذ بأسبابه بقدر الاستطاعة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك السوء والشر وأهله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً