الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلبت ابنة عمي للزواج ووقفت أمها عائقاً بيننا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، ولدي عم واحد وقد توفي منذ فترة بعيدة، ومنزله بجوار منزلنا، ولديه ابنة تبلغ من العمر 18 سنة، وأنا كنت أفكر على الدوام بأنها ستكون زوجتي في المستقبل، عندما كانت طالبة في كلية الهندسة، كوني أعرفها وأعرف أخلاقها وأحبها أيضا، ولم أفكر أن هناك ما يعوق زواجي منها، وبعد حصولي على وظيفة دائمة وراتب جيد علمت أن أمّ الفتاة قد تكلمت معها في موضوع زواجها من ابن خالتها، وكانت الأم طوال تلك الفترة تحاول ترغيب ابنتها بابن أختها، وتحاول في نفس الوقت إبعادها عني، وعندما أرسلت والدتي لطلب يد البنت كانت الفتاة قد وقعت في حيرة الاختيار بيني وبين ابن خالتها الذي ليس لديه شهادة ولا عمل، ففضلت أن ترفضني وترفضه هو أيضاً، وما أريد أن أعرفه هو سبب رفض الفتاة، هل كان الرفض منها أم بسبب ضغوط من الأم دفعتها لقول ذلك لكي أبتعد عنها وبعد ذلك تزوجها بابن خالتها؟

علما أن العلاقة بين عائلتنا وعائلتهم ساءت كثيرا بعد هذه المشكلة، وابتعد أبي الذي كان يقوم بأمر عائلتهم بعد وفاة عمي الوحيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنكون عونا لك.

أيها الفاضل: إن حسن اختيار الزوجة من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة الأسرية الهنيئة، وعلى الإنسان أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوجة، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله تعالى الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تبغيه خوفاً في نفسها ولا ماله).

وأنا لا أريدك أن تحزن أو تيأس، وهذا ما علمنا إياه رب العزة سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} فأمر الزواج قضاء وقدر، وأنت - ولله الحمد - شاب في مقتبل العمر، ولديك وظيفة مرموقة، فالحزن على الماضي لا يجدي، ولعله كان خيرا لك، ألم تسمع إلى قول الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

حاول أن تطوي صفحة الماضي ولا تقف عندها، امسحها من ذاكرتك، فالحزن والأسى لا يرجع شيئا بل يزيدك تعبا، وأنصحك أن تمارس الرياضة، وتشغل وقت فراغك بما يرجع عليك بالفائدة، وأن يكون لك برنامج غذائي جيد حتى تقوي ذاكرتك، ولا تجلس بمفردك، حاول أن تحتك بالآخرين؛ فالعزلة تجعلك تفكر في الماضي.

لا تفتح صفحة الماضي، عش يومك، وفكر في مستقبلك، والأبواب لم تغلق، فقد يرزقك الله تعالى خيراً منها، وربما قد يكون زواجك منها يسبب لك مشاكل ولن تهنأ في حياتك الزوجية.

توكل على الله تعالى ولا تحزن، ابتسم وامرح وعش حياتك، واعلم أن الفرج مع الصبر، وأن مع العسر يسرا بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً