الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبة بكاء حادة إثر رؤيتي لثعبان في التلفاز ... فما تفسير هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبعث إليكم سؤالي وأود الإجابة عنه من قبل المختصين -جزيتم خيرًا, ورزقتم برًّا-.

أشعر بخوف شديد من الزواحف, وخاصة الثعابين, ولا أتحمل رؤية صورها حتى في الكتب, أو المجلات, أو التلفاز, وقبل أسبوع كنت أتابع التلفاز مع زوجي, وأثناء البحث في القنوات وقعت عيني على برنامج وظهرت لقطة لثعبان ضخم يحمله مجموعة من الناس؛ ففزعت
وصحت بصوت مرتفع, وطلبت من زوجي أن لا يعلِّق, أو يتكلم عن الموضوع, وبعد دقيقتين دخلت في نوبة بكاء هستيرية, وكنت أردد: (بسم الله الرحمن الرحيم) وأنا أبكي, وأقبض يدي على صدري بشدة, واستمر الوضع حوالي عشر دقائق, وزوجي يحاول تهدئتي, وأنا إلى يومي هذا أحاول أن أنسى الموقف, وأسأل الله ذلك.

ما تفسير هذه الحالة - كتب الله أجركم, ورفع قدركم ـ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرًا لك على السؤال.

تكثر المخاوف أو الرهاب عند الناس، ومن كل الأعمار والأجناس، وتتعدد هذه المخاوف وتتنوع، بين الخوف من أمور غير محددة, كالخوف من شرٍّ سيحدث في المستقبل، أو الخوف من أمور محددة كالظلام, أو المرتفعات, أو مكان ما, أو حيوان من الحيوانات، وهي ربما أكثرها انتشارًا, كالخوف من الكلاب, أو القطط, أو العنكبوت, أو الأفاعي, أو الثعابين، وهي أيضا من أكثر الحيوانات التي يخافها الناس.

وفي بعض الأحيان يخاف الإنسان من حيوان معين بسبب حادثٍ مرّ به في ماضي أيامه، كأن يكون في طفولته قد تعرض لنباح كلب عليه, أو هجوم، وبالتالي نجد هذا الشخص قد أصبح عنده خوف شديد من الكلاب، بحيث إذا مرّ في طريق فيه كلب، ولو كان بعيدا عنه، فإنه ينصرف عن هذا الطريق فلا يقربه، وكذلك ربما شاهد فيلمًا ما في طفولته فيه مشهد لثعبان يقرص شخصًا ما، فإذا به يصبح يخاف كلَّ ما هو شبيه بالثعبان، وإن لم يكن ثعبانًا.

وفي كثير من الأحيان، يخاف الإنسان من شيء, أو حيوان ما، ولا ندري سبب هذا الخوف، ولا نجد في قصته أنه تعرض لحادث مرعب متعلق بهذا الحيوان الذي يخافه ويخشاه.

وسواء عرفنا السبب أم لم نعرف، فإن معظم من لديه خوف من شيء أو حيوان ما، فإن نمو هذا الشخص كفيلة بتجاوز هذا الخوف، ومن دون أن يترك عنده عواقب أو مشكلات محددة، ويحدث هذا بشكل طبيعي, وحتى من دون علاج محدد.

ومن لا تتحسن مخاوفه مع الوقت، بحيث يتدخل هذا الخوف في سير حياته بالشكل الطبيعي، فإنه يمكن أن يلجأ لطبيب نفسي, أو أخصائي نفسي لعلاج هذا الرهاب أو الخوف, والعلاج المعتمد عادة هو العلاج السلوكي, أو السلوكي المعرفي، والذي يقوم على تعريض هذا الشخص لهذا الشيء الذي يخافه، إما بشكل فجائي وسريع, ونسميه "الغمر" أو بشكل متدرج ومتأنٍ، وهو الغالب، ونسميه "نزع التحسس التدريجي", ونتائج علاج المخاوف عادة ممتازة في أكثر الحالات، صغارًا وراشدين.

إذا كانت مثل هذه النوبات من الذعر, أو الخوف غير متكررة؛ فيمكن مع الزمن أن يخف هذا الخوف، وخاصة أنك من غير المحتمل أن يعترضك ثعبان في حياتك اليومية، بينما إذا تكررت مثل هذه النوبة من الخوف والبكاء الشديد، وأردت أن تنتهي من هذا الخوف فيمكنك مراجعة طبيب أو أخصائي نفسي ممن يمكن أن يقوم معك بالعلاج السلوكي، واطمئني فالأمر لا يحتاج للعلاج الدوائي في معظم الحالات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً