الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجني إرضاء لوالديه، فكيف أجعله يحبني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تزوجت شاباً لم أرتح له بالكامل، وذلك لأني متدينة وهو لم يكن كذلك، يقول إنه يريد أن يتدين، وإضافة على هذا فإنه يوجد لديه صديقتان أوروبيتان بينهما علاقة الصداقة منذ 10 سنوات تقريباً! أنا لا أظن أنه زنا بهما، ولكني لا أحب أن يكون له صديقات، وأخاف أن تنقلب تلك الصداقة حباً في يوم ما، وتدمر حياتي.

تزوجته هروباً من ظروف البيت السيء وضغوط أمي علي، تركني عند أهله وذهب لبريطانيا بعد (15) يوماً من زواجي، لم يرجع لظروف مالية حتى اليوم بعد أن مضى تقريباً (7) شهور من زواجي، كوني أسكن في بيت أهله، وقلة التواصل معه كان سبباً أساسياً لكثرة الظنون والمشاكل بيننا، وأهلي يسكنون في مدينة ثانية، وأنا الآن عند أهلي.

حصل بيننا سوء الكلام فأصبح يكرهني الآن، بما أنه تزوجني فقط لإرضاء والديه، فإنه لا يريد أن يطلقني لأن ذلك سيؤذي والديه، وقال لي إنه لن يحصل بيننا أي علاقة، وأنه لا يحبني! ما زال يصر بأن أسكن عند أهله وأخدمهم، وأبي لا يريد أن يرسلني عند أهله بدونه، ظناً منه أن عدم وجوده معي ساهم في كثرة الاختلافات، انعدم الاتصال بيننا، وأنا محتارة ماذا أفعل؟! إن سكنت معه أريده أن يحبني بكثرة، ويعرف حقوقي ولا يطالبني بما ليس من واجباتي القيام به شرعاً، كخدمة كل أفراد أسرته، وإن لم يكن كذلك، فإن حياتي سوف تكون جحيماً لا يطاق.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كم تمنينا أن تذكر لنا بناتنا وأخواتنا الجوانب الإيجابية، مع ذكر الجوانب السلبية والشكاوى، حتى تكون الصورة متكاملة، وهذا ما نطالب به الأزواج عندما تكون الشكوى من سوء تعامل الزوجات، وأرجو أن يدرك الجميع أنه لا توجد امرأة بلا عيوب، ولا يوجد رجل بلا نقص ولا عيوب، فالكل بشر وكلنا خطاء، ومن هنا تأتي أهمية الموازنة في هذه الأمور، حتى يأتي القرار صائباً والحكم عادلاً.

ننصحك أن تنظري للموضوع بصورة شاملة، فتأملي الخيارات البديلة، والفرص المتاحة لك قبل أن تتخذي أي قرار، ونحن سعداء بقولك: (إنه لم يزن) ونتمنى أن يستمر هذا الظن الحسن، لأنه سبيل الإصلاح لأحواله، بخلاف سوء الظن؛ فإنه يدفع الإنسان لتصديق تلك الظنون وتطبيقها فعلياً، ولا يخفى عليك رفض الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة، إلا إذا كان ذلك في إطار الزوجية أو المحرمية، وتأكدي أن قربك منه وملاحظته بالكلام مما يبعده عن الأخريات، وليس من المصلحة أن يعلم أنك تزوجته هروباً من المشاكل، وأرجو أن تعلمي أن الرجل يحب التقدير، وسوف يبادلك الحب بالحب والاحترام بمثله، ونتمنى أن تكون البداية منك لأنك متدينة، وفيك الخير الكثير، ولذلك رفضت العصيان، وتواصلت مع موقعك، وإذا كان عندك نصائح فنحن نفضل أن تقال له عندما تكونين معه، وأشعريه بحاجتك إلى أن تكوني معه ويكون معك، لأن هذا من أهم أهداف الزواج.

لا يخفى على أمثالك أن الكلام الذي يقوله الإنسان في لحظات الغضب لا يبنى عليه، ونحن لا نعرف ما الذي دفعه إلى أن يقول إنه لا يحبك! ونعتقد أنه يحبك وإلا لما رضيك زوجة، وإذا قال إنه فعل ذلك طاعة لوالديه فهذا دليل على أن فيه شيئاً من الخير، فاستثمري ذلك واجعليه قاعدة للإصلاح.

أما بالنسبة لخدمة أهله فلا مانع من ذلك إذا كان في حدود المعقول، فاجعلي أهله مثل أهلك، ولا تعلني رفضك عمل أي شيء لأجلهم، وإذا أقررت عدم القيام بأي عمل فالتمسي الأعذار واستخدمي عبارات لطيفة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً