الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الإجهاض ومشاكله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود في البداية أن أشكركم على هذا الموقع، والتواصل الرائع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أما عن سؤالي: فأنا أم لثلاثة أطفال، الصغيرة عمرها سبعة أشهر، وأنا أرضعها، حدثت لي التهابات مهبلية شديدة، جعلتني أتوقف عن أخذ حبوب منع الحمل من تلقاء نفسي، وتأخرت على الدورة مدة أسبوع، ثم نزل علي دم قليل، ثم انقطع يوماً ثم جاء منه القليل لمدة خمسة أيام، ثم جاء شديداً لمدة يومين أو ثلاثة، وبألم شديد في أسفل البطن، والقدم اليسرى، وبعدها استمر نزول الدم ،ولكن ليس بالكثير، لمدة أسبوعين من بداية نزول الدم.

علماً بأن الدورة عندي ستة أيام بالكثير، ثم ذهبت للطبيبة، وعملت لي سونار، وقالت هناك دم، ولكن ليس بالكثير، وأعطتني (حبوب ميثرجين) لمدة ثلاثة أيام، ومضاد حيوي لمدة أسبوع، ومع ذلك لم يتوقف الدم بعد أسبوع من العلاج.

عملت (سونار) ثانياً، وقالت ما زال هناك دم، ونصحتني بعمل تنظيف حتى لا يحدث تلوث، ولكني فضلت أن أنتظر، وبعد أسبوع من زيارة الطبيبة بدأ يأتيني مغص شديد، وألم في الصدر الأيمن وقئ! وألم أثناء الجماع لم يأت لي سوى مرة واحدة منذ بدأ نزول الدم، وأصبح يأتي كثيراً.

ذهبت إلى طبيبة أخرى، وطلبت مني تحليل حمل، وتحليل هيموجلوبين، كانت نتيجة تحليل الحمل 208 والهيموجلوبين 12 وقالت لي كان هناك حمل، لكن لا تحتاجي لعمل تنظيف، وكتبت لي نفس العلاج الذي تناولته من قبل.

أنا الآن في حيرة من أمري، هل هذا المغص طبيعي أم أنه ممكن يكون حدث تلوث ما؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.ً

كان يجب الشك بحدوث الحمل في أول مرة نزل فيها الدم, وكان يجب عمل تحليل الحمل بالدم في ذلك الوقت ، وفي أي وقت يحدث نزول للدم بشكل غير طبيعي عند السيدة المتزوجة, فيجب دوماً وكخطوة أولى وهامة أن يتم استبعاد حدوث الحمل .

المهم الآن هو معرفة سبب الألم عندك, لذلك يجب أولاً نفي احتمال أن يكون هنالك حمل خارج الرحم, لأن هذه الحالة هامة, ولأنها قد تأتي بكل الصور وبأعراض مختلفة, ونحن نشبه الحمل خارج الرحم ب(القط الأسود في الظلام) لأنه قد يمر بدون الانتباه إليه.

الطريقة التي تساعد في اكتشافه هي أن يتم التفكير به والشك بوجوده, وهذا هو الأساس في تشخيصه, ولذلك يجب إعادة تحليل الحمل بالدم وبسرعة.

إن ارتفع رقم التحليل أكثر أو بقي بنفس المستوى أو حتى انخفض بشكل بسيط جداً فقط, فهنا يجب الشك بالحمل خارج الرحم, ويجب متابعة حالتك بحذر وإعادة عمل التصوير التلفزيوني بحرص، وبيد طبيبة ذات خبرة, أو حتى عمل تنظير للحوض لنفي وجوده في مكان ما, بالطبع هذا الاحتمال هو احتمال قليل لكن ولأنه هام فيجب استبعاده أولا.ً


إن انخفض الرقم أو أصبح سلبياً, فيكون ما حدث هو إجهاض, ولكنه إجهاض بطيء، وقد يكون حدث معه التهاب لا قدر الله, ويجب هنا أخذ عينة من الإفرازات وزرعها، وكذلك عينة من الدم وزرعها, للتأكد من عدم وجود التهاب.

إن كانت التحاليل سليمة والرحم فارغاً، وتحليل الحمل سلبياً, فهنا تكون الأمور مطمئنة ويكون الإجهاض قد حدث كاملاً -إن شاء الله- ويكفي حينها تناول المسكنات العادية لفترة بسيطة، وسيعود الرحم إلى طبيعته إن شاء الله.

أكرر على ضرورة إعادة تحليل الحمل بالدم ثانية, للتأكد من سير الحمل، ولنفي احتمال الحمل خارج الرحم.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً