الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاودني الوسواس القهري بعد السيروكسات فهل أعود إليه وبأي جرعة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكر لكم هذه الجهود التي تبذلونها, وأسأل الله سبحانه أن يجعلها في ميزان أعمالكم يوم تلقونه.

أنا شاب أعزب، أبلغ من العمر 25 سنة، أصبت بوسواس قهري يتصل بالعقيدة والوضوء والصلاة قبل حوالي ست سنوات، وذهبت إلى طبيب نفسي فصرف لي علاج سيروكسات 20مل، وأغلب الظن أن أعلى جرعة أخذتها هي حبتين في اليوم مساء بعد الأكل، وحقق هذا الدواء نتائج إيجابية, وواظبت عليه حوالي سنة وشهر أو تزيد قليلاً، إلا أني تركت الدواء بصورة غير منتظمة نوعاً ما، وبعد تركي للدواء رجع لي الوسواس بصورة تدريجية إلا أنه في الجملة أقل مما كان يصيبني في السابق، ولكنه ما زال يسبب لي الانزعاج والأذى النفسي, وصبرت على هذه الحالة عدة سنوات.

السؤال: هل أعود إلى هذا الدواء مرة أخرى؟ أم أن هناك دواء آخر أفضل منه؟ وأرجو منكم التكرم ببيان الجرعة المناسبة للدواء، وكيفية قطع الدواء بصورة صحيحة, والأدوية التي تتعارض مع الدواء النفسي الذي ستنصحوني به، علماً أنه يأتيني أحياناً إمساك، كما أنه يأتيني بين الفينة والأخرى هبوط في الضغط لكن ليس بصورة حادة جداً، أنا في انتظار إجابتكم, وشكراً لكم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن استجابتك للعلاج الدوائي لنوبة الوسواس الأولى كانت جيدة، وهذا دليل - إن شاء الله تعالى – أن النوبة الحالية التي تعاني منها وهي أخف سوف تستجيب أيضًا للعلاج بصورة ممتازة جدًّا.

أرجو ألا تتناسى أبدًا المواجهات السلوكية مع هذه الوسواس، فتحقيرها وتجاهلها مهم جدًّا، وعدم تكرار الوضوء أو الصلاة وتجنب سجود السهو بقدر المستطاع، هذه كلها مدعمات علاجية إيجابية جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن عقار زيروكسات جيد جدًّا، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، وفي بعض الأحيان أيضًا قد تكون هنالك صعوبات في التوقف عنه، لذا أنا أرى أن عقار بروزاك والذي يعرف باسم (فلوكستين) قد يكون أفضل لحالتك، فهو دواء ممتاز لعلاج الوساوس، خاصة الوساوس الفكرية، والتي تختلط مع الوساوس العملية.

الفلوكستين يتميز بأنه لا يؤدي إلى نوع من النعاس أو الشعور بالتكاسل، كما أنه لا يزيد الوزن، كما أن التوقف عنه لا ينتج عنه آثار انسحابية.

جرعة الفلوكستين المطلوبة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة المطلوبة لعلاج الوساوس، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة يوميًا، واستمر عليها لمدة عام، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه مدة علاجية معقولة جدًّا، ولا شك أن التدعيمات السلوكية سوف تساعدك كثيرًا في التخلص من هذه الوساوس.

ممارسة الرياضة أعتقد أنها ستكون مفيدة لك، لأن الرياضة تخفف من وطأة القلق والوساوس فيها جزء قلقي كبير، كما أن الرياضة علاج جيد للإمساك.

هبوط الضغط: هذا ربما يكون من الإجهاد، وإن كان أمرًا واضحًا وملاحظًا فيفضل أن تتناول أطعمة يكون فيها تركيز ملح الطعام عال نسبيًا.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول وسواس العقيدة والطهارة (2122960 - 2122960).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً