الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تريد التبرج والسفور في الجامعة.. فكيف أقنعها بالاحتشام؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي أخت في المرحلة الجامعية، وفي الجامعة عندنا البنات يلبسن ملابس غير محتشمة، ويضعن المكياج، وأختي تريد أن تقلدهن، فكيف أنصحها؟ وكيف أمنعها من ذلك؟ وكيف أراقبها وأتابعها في هذه المرحلة الحساسة من غير أن تلاحظ وتحس؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل / إبراهيم حفظة الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيدل سؤالك يا أخ إبراهيم على أنكم أسرة محافظة متدينة، لديها قيم دينية واجتماعية تحافظ عليها, كما يتضح من الرسالة أن أختك الفاضلة استمرت خلال دراستها من الابتدائية إلى أن أنهت المرحلة الثانوية وهي تحافظ على القيم التي تربت عليها منذ نعومة أظفارها، وقد نتفق معك بأن المرحلة الجامعية مرحلة تغير نظرا لتغير البيئة وانفتاحها على عادات وتقاليد متنوعة ومختلفة بعضها نتفق معه وبعضها نخالفه ونرفضه، ولذلك فأوصيك بما يلي:

1. الاتجاه إلى الله بالدعاء بأن يحفظ أختك وبنات المسلمين من هذا التغريب.

2. مصارحة أختك بما يشغلك، ويكون النقاش هادئاً، وفي جو من الإخوة والمحبة.

3. تعزيز المراقبة الذاتية لله سبحانه وتعالى لدى أختك، وإشعارها بثقتك الكبيرة بأخلاقها، وأنها ستؤثر في الآخرين، ولا تتأثر بهم.

4. اقترح لها البحث عن صديقات لها على نفس المستوى من الخلق والتربية.

5. عرض توصيلها للجامعة وإحضارها منها يومياً إن أمكن أو بعض الأحيان.

6. بيان خطورة الانزلاق مع الصديقات السيئات، وأثر ذلك على مستقبلها.

هذا والله أسأل أن يجزيك خير الجزاء على حرصك وغيرتك على أختك، كما أسأله عز وجل أن يحفظ أختك وجميع بنات المسلمين من كل سوء.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة المستشار ....( د. أحمد بن سالم باهمام) المستشار التربوي
وتليه إجابة المستشار د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++++++++++++++++++++++

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لأخينا الفاضل هذا الاهتمام بزي أخته وثيابها، ونشكر له هذه الغيرة، ومثله نفخر به، ونسأل الله تبارك وتعالى له التوفيق والسداد. ونؤكد له أن هذه الفتاة في هذه المرحلة العمرية ينفع فيها الحوار ولا تجدي فيها الأوامر والتعليمات، ولذلك ينبغي أن يقدر هذا الجانب ويجلس معها جلسة حوار، يذكرها خلالها بنعمة الله تبارك وتعالى واهب الجمال، ويطلب منها أيضًا أن تكون كما كانت على الرفعة والأخلاق الطيبة والفاضلة، وأن يجتهد كذلك بأن يضعها مع رفيقات صالحات، وفي هذه المرحلة عليه أن يعطي معايير كأن يناقشها في مستوى الصديقات، وأي صداقة تريد وأي نوع من الصداقة يصلحها، فهذه مرحلة مهمة في إعطاء المعايير، وعلى كل حال فنحن ننصحك أخي الفاضل بأن تقترب من هذه الشقيقة، وتبين لها شفقتك عليها وحرصك عليها، وتشعرها باهتمامك بها، وتشعرها بما تحتاجه من العاطفة والاهتمام والثناء على ما وهبها الله تبارك وتعالى من جمال ومن صفات جميلة ومن أسرة متدينة، فإن التذكير بهذه النعم له أثر عظيم جدًّا.

كذلك ينبغي أن تبين لها أن المتبرجات لا يشبهنها، وأنها من أسرة فاضلة، كما قال الله: {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوْءٍ وما كانت أمك بغيًّا} فهذا جانب له أثر كبير جدًّا، تقول لها (أسرتنا عرفت بكذا، ونحن نريد أن نحافظ على هذا التراث الجميل الأخلاقي القيمي الذي تمتاز به هذه الأسرة) ثم عليك أن تغرس فيها معاني الثقة حتى تكون هي ممن يقلدنها الأخريات ولا تقلد، بأن تؤثر ولا تتأثر، ونحن لا نؤيد حقيقة المنع البوليسي، ولكن نبدأ بالإقناع ونبدأ بالنقاش، ونبدأ بالتحبيب في القيم واللباس الساتر.

كذلك أيضًا نحذر من المراقبة البوليسية والمتابعة الدقيقة؛ لأن هذه تفقدها وتضعف ثقتها في نفسها، ولكن ينبغي أن تعطيها ثقة مشوبة بحذر، وتترك لها فرصة أن تعبر هي عن نفسها وعن واقعها، وتأخذ منها القناعات الأصلية، ونتمنى ألا تضطر إلى استخدام وسائل أخرى في المنع، وإذا اضطررت في ذلك فهذا في مرحلة متأخرة، ونتمنى أيضًا أن يكون مسبوقًا بحوار، ولكننا نطمئنك إذا كانت الأسرة طيبة وأنتم ولله الحمد أحسنتم التوجيه والحوار، وحرصتم على أن تعطوها مواصفات جيدة، وتناقشوها بإخلاص واتفاق على معايير وصفات للصديقات، فإن هذه الأشياء ستكون فيها العصمة بحول الله وقوته، مع ضرورة أن تتوجهوا لها وتكثروا لها من الدعاء قبل ذلك وبعده، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاحها، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد، وأن يجعل الصلاح ميراثًا في ذرياتنا وذرياتكم، ونشكر لك هذا الإحسان لأختك، وهذا لون من البر للوالدين أن يهتم الإنسان بصلاح أخواته، فبارك الله فيك، ونفع الله بك بلاده وعباده.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً