الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوي ثقتي بنفسي وأواجه الناس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا إنسان أبلغ من العمر 36 سنة, مشكلتي هي أني أعاني من ضعف شخصية, والخوف من مواجهة الناس, والمشكلة بدأت عندي بخجل, ثم تحول لخوف من الناس, وكان الخجل عندي هو بسب لون بشرتي السمراء في البداية, فقد تعرضت لعدد من المواقف المحرجة بسب لون البشرة, ثم أصبحت أتجنب الاختلاط بالناس؛ حتى لا أتعرض للإحراج بسب لون بشرتي, وهذا القصة كانت منذ عشرين سنة, وكان عمري 15 سنة تقريبًا, وصرت أحب الوحدة والعزلة, فلو عشت منفردًا سنة كاملة فلا مشكلة عندي, وأكون مبسوطًا عندما لا أرى الناس, وإذا رأيت شخصًا فأول شيء أفكر فيه أنه ستحصل مشكلة, وأنه سيضربني, وبسبب هذا الشيء صار عندي خوف من مواجهة الناس, وأنا لا أعرف كلمة (لا), فأي شخص يطلب مني شيئًا أعطيه, وبسبب هذا الشيء خسرت مالي, وأصبحت أعاني من الاكتئاب, وقلَّ الأكل, وفي كثير من الأوقات أفكر في الانتحار حتى أتخلص من الحياة.

أتمنى من حضرتكم إذا كان في الصيدليات دواء يساعدني على أن تكون عندي ثقة بنفسي وشخصيتي, وأتخلص من الاكتئاب, وتكون عندي شخصية قوية أن تدلوني عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يامن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

الخوف الذي تعاني منه هو نوع من الخوف الوسواسي، والأمر كله متعلق بتحسسك حول لون بشرتك, وأنا أرى أن هذا الموضوع قد أعطيته أهمية أكثر مما يجب, وهذا هو الذي أدخلك في الوساوس وافتقاد الثقة في النفس، لابد أن تصحح مفاهيمك حول هذا الأمر، الناس تختلف ألوانهم وأشكالهم وصفاتهم وطباعهم, ولله في خلقه شئون, يجب أن تكون معتزًا بلون بشرتك, فأنت خُلِقت في أحسن تقويم, وأؤكد لك وبصورة قاطعة أن الناس لا تنظر إليك نظرة سلبية, وأعتقد أنك أنت الذي أدخلت هذا القلق على نفسك والوساوس من خلال الحساسية, والناس يُحكَم عليها بطباعها وأخلاقها ومساهماتها في هذه الحياة, فكن مفيدًا لنفسك ولغيرك، طوِّر مهاراتك, وانظر إلى المستقبل نظرة إيجابية, وهذا هو المطلوب منك, وهذا هو الذي يفيدك, وعليك بالصحبة الطيبة.

أما فيما يخص خوفك من مواجهة الناس فحين تبدأ بمقابلة الصالحين الأفاضل من الناس فهذا يجعلك تعيش في جوٍّ فيه طمأنينة وسكينة ورحمة, ويزول منك الخوف - إن شاء الله تعالى- ويتبدد, وبعد ذلك تستطيع أن توسِّع من شبكة علاقاتك الاجتماعية, وتتعامل الناس من جميع الاتجاهات والطبقات.

أن يكون الإنسان متسامحًا وطيبًا وكريمًا فهذا أمر جيد, لكن لابد أن تضع لنفسك ضوابطًا, فكلمة "لا" مطلوبة في هذه الدنيا، ولا يمكن للإنسان أبدًا أن يكون طائعًا, ويقول: "نعم" دائمًا فيجب أن تضع لنفسك حدودًا, وأن تضع لنفسك ضوابط حيال هذا الأمر.

أيها الفاضل الكريم: ما دمت تأتيك هذه الأفكار الشريرة, أي التفكير في الانتحار, من الأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي, ووصف الأدوية وحده لكن يكون مفيدًا، ومن الأفضل لك المتابعة الطبية, والأدوية النفسية كثيرة جدًّا, ومعظمها مفيدة، وفي لبنان توجد خدمات جيدة للطب النفسي, فأرجو - أيها الفاضل الكريم- أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي.

من جانبي أقول لك: ليس هنالك ما يدعوك إلى التفكير في الانتحار، الانتحار مآله سيء, وسيء جدًّا, فأنت لك أسباب كثيرة وجيدة وعظيمة من أجل أن تعيش حياة طيبة وهانئة، لحظات من الكدر يجب أن لا تدفعك لأن تخسر حياتك, فهذا أمر غير مقبول, فأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب.

ومن جانبي: أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب جواد الشلي

    في البداية اسال الله ان يشفيك و يعافيك من كل ما تعاني منه...اما بالنسبة لموقفي الشخصي فهده الحالة ما زلنا نعيشها و بكترة...فيجب عليه ان يعيش حياة بعيدة عن الكوابس مثل ما يعيشه صديقنا وحبيبنا في الله واسال الله ان يقدم له كل الشفاء

  • السعودية محبة الله

    اهم شئ التوكل على الله والحفاظ على الاذكار وان تكلم نفسك وتحاور نفسك ولا تخيل نفسك اجمل انسان

  • السعودية السيره الصالحه

    تعمق بالدين وباصحاب الخلق ستشعر براحة وثقه وتفاءل في حياتك وجودهم بحياتك يسعدك في الدنيا والاخره وابتعد عن السلبيات اذكر الله وتوكل ع الله والله معك وسيشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً