الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي لا يحب سماع صوت الزيت، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

أخي لا يحب سماع صوت الزيت ويخاف منه، وأنا لا أعلم لماذا؟ حتى إنه لا يحب أن أطبخ له طبخات يوجد فيها زيت.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك مقتضبة ومختصرة جدًّا، والذي فهمتُه منها أن أخاك لا يحب صوت الزيت، ولكنك لم توضحي عمره، وإن كانت هنالك أي أسباب أو دوافع جعلته يتخوف من صوت الزيت، وبصفة عامة الذي أستطيع أن أقوله لك أن المخاوف دائمًا هي مكتسبة، والمخاوف في أثناء الطفولة كثيرة جدًّا (الخوف من الظلام - الخوف من الحيوانات - الخوف من الحشرات - الخوف من الأصوات العالية - الخوف من الغرباء).

هذه التجارب معروفة ومر بها الكثير من الأطفال، بعد ذلك قد تتحول هذه المخاوف إلى أنواع أخرى، مثلاً الخوف من صوت الرعد قد يستمر مع الإنسان حتى في فترات الشباب، وبعض المخاوف يتحول من مخاوف بسيطة إلى الخوف من الذهاب إلى المدرسة وفراق أمان البيت، بعد ذلك قد تتحول المخاوف إلى خوف من المرتفعات والشواهق.

فالمخاوف قد تستمر وتصبح مخاوف مركبة، فالخوف من ركوب الطائرات يتحول إلى الخوف من الأماكن الضيقة أو الخوف من المرتفعات أو الظلام أو الأماكن المزدحمة، وهكذا.

لا أريد أن أطيل عليك في طبيعة المخاوف، لكن أعتقد أن هذه المقدمة مهمة، وخلاصة الأمر:

إن أخاك هذا قد اكتسب هذا الخوف، والخوف من صوت الزيت قد يكون ناتجًا من أنه سمع أن شخصا قد حدث له احتراق جلدي نتيجة لتطاير الزيت المغلي عليه مثلاً -هذا يحدث- ومن هنا قد يكتسب الخوف من صوت الزيت.

فالذي أراه هو أن يُطمئن هذا الابن، وأن تشرحوا له أهمية الزيت وأنه يُستعمل في الطبخ وله فوائد كثيرة جدًّا، تكلموا معه عن زيت الزيتون وفوائده وأن الله تعالى أقسم بالتين والزيتون، واجعلوه يمسك بيديه العبوات الزجاجية الممتلئة بالزيت، وإذا كان بالإمكانية أن يذهب إلى البقالة مثلاً أو السوبرماركت أو مراكز التموين، ويشتري هو بعض عبوات الزيت مع بقية المتطلبات المعيشية، هذا كله يُقصد منه أن نعرضه لمصدر خوفه، لأن العلماء يقولون أن أحسن وسيلة لأن يعالج الإنسان من الخوف هو أن نعرضه للمصدر هذا الخوف وكل ما يتعلق به.

هذا هو الذي أنصح به، وإن شاء الله تعالى هذا الأخ يتخطى هذه المرحلة، ونتمنى أن يكون أمرًا عابرًا وليس أكثر من ذلك.

من المهم جدًّا أن تساعدي أخيك -وبعيدًا عن فكرة الخوف من الزيت- أن يجتهد في دراسته، أن تكون له أنشطة مع زملائه الطلاب، أن يرتب خزانة ملابسه بنفسه، بمعنى أن تكون له مهارات أخرى يكتسبها ويطورها، وهذا يساعد بصورة مباشرة وغير مباشرة في إزالة المخاوف أيًّا كان نوعها، فالمهارة دائمًا تقلل من فرص حدوث المخاوف وكذلك القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً