الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس وقلق وضيق وبكاء وتفكير سلبي..هل الفراغ هو السبب؟

السؤال

لي تجربة قاسية حيث إني كنت أعاني من الوسواس القهري لدرجة أني أحسست بأني أذنبت في حق الله عز وجل، ولكن والحمد لله حاولت جاهدة أن أتخلص من ذلك وتقربت إلى الله، لكن في كل عام يحدث لي هذا الانتكاس وأحس أني أفكر تفكيرا غبيا في حق خالقي، لست أدري ما يحدث لي لدرجة أن القلق يمنعني أحيانا من النوم؛ خوفا من النار وخوفا من عدم رضا الله وخوفا من إزعاج والدي... أريد حلا؟

طفولتي كانت حزينة ومليئة بالمشاكل، وحاليا خطبت أختي وبدأ الأهل يعايرونني حيث أنها أصغر مني سنا، أصبحت مليئة بالمخاوف أحيانا أحس بالضيق والبكاء يالله، هل يمكن أن يكون الفراغ هو السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تعبت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الوساوس القهرية في بعض الأحيان يكون مآلها أنها تأتي وتذهب، الوساوس لها روابط ولها مثيرات، بعض الأحيان إذا قلق الإنسان أكثر مما يجب هذا قد يكون مدعاة للوساوس وظهور التوترات العامة، الإجهاد الجسدي، هذه كلها بعض الروابط التي قد تثير الوساوس، أنت مجتهدة فيما يخص ما نسميه العلاج السلوكي، وهو محاولاتك الجادة لأن تتخلصي من الأفكار، وأفضل طريقة للتخلص منها هي قهرها وقهرها يكون من خلال الاعتقاد الجازم بأنها سخيفة، وهي بالفعل كذلك، وعدم مناقشتها كثيراً، هذا مهم جداً.

الشق الآخر في العلاج، وهو مهم جدًا، وهو العلاج الدوائي، الوساوس لا يمكن أن تنقطع من الإنسان إذا لم يتعالج دوائياً هذه حقيقة ثابتة، هنالك أسس علمية لهذا القول، -والحمد لله تعالى- توجد أدوية ممتازة فاعلة جداً وهي تساعد بصورة واضحة في إزالة الوساوس القهرية، الأمور الأخرى مثل الشعور بالحزن، وأن طفولتك لم تكن سعيدة.

الآن أهلك يعيرونك أن أختك الصغرى قد خطبت، أنا أعتقد أن هذه الأحداث وهذه الأفكار شغلتك الآن بصورة أكبر، وذلك كنتاج ثانوي وأساسي لوجود الوساوس القهرية، فعسر المزاج والشعور بالكدر، وعدم الارتياح هو نتيجة فعلية لوجود الوساوس، بالنسبة للطفولة يجب أن ينظر إليها دائماً إيجابياً، وخطبة الأخت خبر مفرح، وأنا متأكد أنك سعيدة بذلك، والذين يعايرونك من الأهل أو خلافهم هم من ضعاف النفوس، فيجب أن لا تكترثي لذلك أبداً، وأسأل الله تعالى أن يوفق أختك وأن يسعدها، وأن يهب لك الزوج الصالح.

العلاج الدوائي إذا تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وهذا مفيد جداً، وإن لم تتمكني فسوف أصف لك دواءً فعالا ممتازا مفيدا، علاج الوساوس الآن هنالك إجماع تام أن الدواء يجب أن لا يقل عن عام، والسنة ليست طويلة أبداً فيما يخص تناول الأدوية خاصة أن العلاج الدوائي له مراحل، وهنالك مرحلة تأسيس ومرحلة تمهيد، وهنالك مرحلة علاجية، ثم مرحلة وقائية.

الدواء الذي أفضله في حالتك هو عقار يعرف باسم فلوكستين له مسميات تجارية أشهرها بروزاك، اسألي عنه تحت مسماه العلمي، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، جرعة البداية كبسولة واحدة في اليوم يتم تناولها بعد الأكل، تستمري عليها لمدة شهرين بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وهذه جرعة وسطية وليست الجرعة القصوى، والتي تبلغ أربعة كبسولات في اليوم، ولكنك لست في حاجة إلى هذه الجرعة، استمري على جرعة الكبسولتين، وبانتظام والتزام لمدة أربع أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، وهذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك توقفي عن العلاج.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • باسين

    الله يشافيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً