الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خدمة والديّ تجعلني حبيس البيت فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بصراحة لا أعلم من أين أبدأ، مشكلتي هي أنني شاب في 20 من عمري, وأنا ولله الحمد من يباشر والدي ويهتم به.

منذ أن تخرجت من الثانوية؛ وبعد زواج أخي الأكبر وأنا أهتم بوالدي, لكني أشعر بضيق كبير؛ بسبب بقائي في البيت, وندرة خروجي من المنزل؛ لأنني لا أجد من يعينني على رعاية والدي، أمي غير مقصرة معي, ولا مع أبي, لكن أشعر بالضيق كلما فكرت في الخروج؛ لأني أشعر بالراحة أكثر لو كنت أنا من يراقبه، لكن أشعر أني مخنوق, وأحتاج للخروج من أجل التنفية عن نفسي, وتغيير الأجواء, ولا أجد الفرصة.

الأمر المرهق هو أن والدي لا يريد أن يخرج من البيت معنا, وهذا ما يؤثر على نفسيته وونفسيتي, على الرغم من محاولتي الجادة لتكوين نزهة عائلية لكنه دائما ما يقابلها بالرفض, ولا أعلم ما هو السبب, مع العلم أن علاقتنا جميعا في البيت ممتازة جدا ولله الحمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مساعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, وإنه ليسرنا تواصلك معنا, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يجعلك من أهل البر بآبائهم وأمهاتهم.

الأخ الفاضل: إنه لمن منة الله وكرمه عليك ما أنت فيه من بر وعون لوالديك, وأنت في هذا البر ترضي الله برضاك لوالديك, كما قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) وللبر بالوالدين فضائل حوتها السنة, وأصّلها القرآن, حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم برهما على الجهاد في سبيل الله، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد) [مسلم].

وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟), فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].

فما أنت فيه فضل ترجو خيره إن شاء الله في الدنيا والآخرة, أما في الدنيا فأبشر ببر أبنائك لك, واعلم أن كل ما تفعله من خير مدخر لك, تجد ذلك في أولادك, وتسر بهم إن شاء الله، مع العلم أخي الحبيب أنك مهما فعلت لن تفي حقهم, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ‏لا ‏ ‏يجزي ولد والدا, إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه.

فاجتهد أيها الحبيب فهذا باب من أبواب الجنة قد فتح لك, فاستعن بالله على برهم.

وأما ما سألت عنه من عدم التوفيق في الخروج والنزهة التي تود الخروج فيها مع عائلتك؛ ولكن والدك غير مشجع لذلك مع أنك قد ذكرت أن العلاقة في البيت ممتازة؛ فالأمر يسير, وليس عليك حرج أن تخرج بعض الوقت إذا كانت الأمور في البيت قائمة, ووالدتك ووالدك في أمان, وليسا في حاجة إليك في هذا الوقت, وأخذت إذنهما, فلا حرج أن تخرج بعض الوقت مع أصدقائك.

المهم ألا تربط الخروج بالعقوق, أو تربط النزهة بخروجهما معك ما دام لا يرغبان في ذلك، ذلك أن لكل طبيعته, فأنت قد تجد السرور في الخروج, فتحرص عليه, وعلى العكس تماما ربما لا يجد والدك السرور إلا في البقاء, فلا تكرهما على ما لا يرغبان فيه, ولا تمنع نفسك بعض الوقت في التنزه المباح.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يعينك على بر والديك, وأن يكتب لك الخير حيث كان, وأن يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً