الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لست راضية عن نفسي وحالي في الدراسة.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة انتقلت للسنة الثالثة في الجامعة، وللسنة الثانية في تخصص الرياضيات.

بداية كنت طالبة نجيبة في المرحلة الثانوية، وحين بدأت إكمال تعليمي في الجامعة في السنة التحضيرية بدأت أفتر، لا أعلم ألتراخي المعلمات معي في ثالث ثانوي دورٌ في ذلك، أم معلومة خاطئة لي عن الجامعة ( بأنها أسهل ووو ) .. أو هو النظام الجديد الذي ربما اختلف تمامًا عن مرحلة الثانوية العامة.

في الترم الثاني خصوصًا من عامي الأول في الجامعة نزل معدلي جدًا، ونتيجةً لذلك لم أوفق في دخول التخصص الذي رغبت به ( الحاسب ) حين تم قبولي في تخصص الرياضيات، كنت ساخطة وحزينة لذلك، وعازمة على أن أرفع معدلي للترم القادم ليسهُل عليّ التحويل.

وبعد مضي أقل من نصف الترم بدأت أحس براحة، ولا أعلم هل هي صادقة أو نتيجة عجزي على القيام بما يجب من إجراءات التحويل؟ انتهى الترم الأول على هذا، والترم الثاني بدأ بحماس للإكمال في تخصص الرياضيات، وإثبات نفسي فيه؛ أو أجتهد لأستطيع التحويل.

قبل نصف الترم صرت أتراخى، لم يعد يهمني ما أضيعه من درجات ( رغم أني أحيانًا أحس بالحزن حينها ) وانتهى هذا الترم الذي هو الآخير حتى الآن، وشعوري بالرضى عن نفسي في أدنى درجاته.

حملتُ مادة نتيجة الإهمال، وأنا لم أكن هكذا أبدً! .. فصار من المستحيل إكمال دراستي للماجستير، و...

أنا بطبيعتي لا أحب إلا أن أكون الأفضل! وشعور عدم الرضى عن نفسي والحزن يتجدد كلما لاقيتُ إنسانَا وجد نفسه في تخصص ما ونجح فيه، وكلما تذكرت أني تائهة حتى الآن، وكلما تذكرت أني قد ضيعت سنة في الجامعة بلا شيء يرضيني، وكلما علمت أني من المستحيل أن أتخرج في الجامعة بتقدير ممتاز.

مع العلم أن تخصُّصَي الحاسب والرياضيات ربما أنها بنفس المنزلة في محبتي لها، وربما الحاسب أعلى لأن مستقبله أنجح بكثير من الرياضيات وفرص التوظيف فيه، ولأنه الرغبة الأولى والأخيرة، لكن الحاسب يمثل لي شيئا فشلت في الوصول إليه، والرياضيات شيء أرغمت عليه، ولم يكن برضاي! أفكر أحيانًا ألا شيء من تخصصات الجامعة يناسبني تمامًا.

أحب الفن والتصاميم وربما وجدت ذاتي في تخصص الفنون، والتصاميم كثيرًا، لكنه لا يمثل لي علما يستحق أن يدرس، هو شيء أستطيع الوصول إلى مستوى جيد إلى ممتاز فيه الآن، كما لو كنت قد درسته تقريبًا! أنا لست راضية أبدًا، لا عن مستواي ولا عن أي شيء في مسيرتي في الجامع.

أريد التحويل رغم أنه ربما أكثر ما يناسبني هو الرياضيات، لكن المعدلات المتدنية فيه تحفزني إلى الهروب من فشلي هذا والتحويل لهذا السبب!

ولو أردت التحويل الآن يلزمني ترم أو ترمين لرفع معدلي كي يسمح لي التحويل، وعلى هذا سأضيع سنتين! مع العلم أن قدراتي كما أظن ويظن من حولي أنها قادرة على الرياضيات والحاسب -ولله الحمد-.

وكما أظن أن تدني مستواي الدراسي كان لانشغالي بأشياءَ أخرى غير الدراسة دور في ذلك.

أريد منكم الإدلاء برأيٍ حكيم، وإرشادي وإخراجي من عمق تيهي: (لا أشعر بالرضى عن نفسي أبدًا!.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح وريحان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإخفاق في الدراسة قد تكون له عدة عوامل، يأتي على رأسها الإهمال، أو الاختيار الخطأ للمادة، أو أن الظروف الحياتية غير مواتية، وفي أغلب الأحيان يكون هنالك تجمع لأكثر من عامل.

حقيقة في حالتك الشيء الذي جعلني أكون مطمئنًا هو أنك رافضة تمامًا لهذا الإخفاق، وأنت لا تقبلين إلا بالتميز، إذن أنت لديك الدافعية، ومن لديه الدافعية يستطيع أن ينجز، لكن هذا الإنجاز يعتمد أيضًا على كيفية إدارة الوقت بصورة جيدة. هذا هو الذي أنصحك به.

موضوع الرغبة وتحديد المادة: أنا شخصيًا لا أؤيد كثيرًا أن يغير الناس من مادة إلى أخرى، هذا ليس أمرًا جيدًا، لأن الإنسان قد تتغير قناعاته أيضًا حين يتخير دراسة مادة غير المادة التي كان يدرسها في الأول، فأمر الاختيار يجب ألا تنزعجي له، لكن الذي يجب أن تستفيدي منه حقًّا هو الدافعية الجيدة الموجودة لديك.

التحويل: أنا شخصيًا قناعاتي به ليست جيدة - كما ذكرت لك – وأنت في رسالتك أيضًا أوضحت ذلك أنك سوف يضيع منك زمنا أكثر، فاستمري في دراسة الحاسب والرياضيات، وكما ذكرت لك المهم هو أن تضعي جدولا يوميا، وهذا الجدول ليس بهدف الدراسة فقط، إنما بهدف إدارة الوقت، سمّيه (جدولي اليومي لإدارة وقتي) ابدئي بصلاة الفجر بدراسة ساعتين مثلاً، بعد ذلك خصصي وقتا قطعًا للتجهيز والذهاب إلى الدراسة، بعد ذلك الرجوع وأخذ قسط بسيط من الراحة، ثم تخصيص وقت للدراسة، ممارسة تمارين رياضية بسيطة، الترويح عن النفس بما هو طيب ومشروع، ومشاركة الأسرة في أي نوع من الأنشطة، تخصيص وقت آخر للدراسة... وهكذا.

إذن وضع خارطة ذهنية لإدارة الوقت ويتم الالتزام بها هي مفتاح النجاح فيما يخص التحصيل الأكاديمي والممتاز، وفي عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يكون لك تواصل مع زميلاتك بهدف القراءة والاستذكار والمذاكرة الجماعية، هذا أيضًا جيدا ومفيدا للإنسان.

إدارة الوقت يجب أن يتخلله أخذ قسط كاف من الراحة، هذا هو الذي يفيد، وأيضًا مطلوب في مثل هذه الأمور.

ربما لا أكون أضفتُ كثيرًا لما يجب أن تقومي به، لكن في الأصل الأسس معروفة، ما دامت هناك رغبة ودافعية ومقدرات بعد ذلك أمر التطبيق ليس بالصعب، وأمر التطبيق يكون من خلال عدم التراخي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة.

هذا هو الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً