الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الصغير يفعل حركات غير طبيعية، هل نعالجه بالرقية الشرعية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ عمره 7 سنوات، ومنذ سنة كان يستيقظ بالليل ويبدأ يمشي في البيت، ويؤشر على الأشياء في الدار، ويقول كلاماً غير مفهوم، وفي الشتاء الماضي أثناء تحضيرهم للمدرسة جاء ليوقظني، ولكن توهم من شباك الغرفة شيئاً أفزعه كثيراً -وأظن أنها الشجرة ظنها شيئاً آخر-ربما ظن أنها "وحش"

أصبحت حالته أكثر سوءاً، لدرجة أنه يستيقظ كل ليلة ويفعل أموراً غريبة حتى إن والدي يحمله ويبدأ يقرأ المعوذات والآيات المستحب قراءتها في هذه الحالات، لكن الولد يصير يشد على يد والدي وكأنه يريد جرحه بغرز أظافره فيها.

أخذناه إلى شيخ وقرأ عليه القرآن، ولم يتبين معه شيء، ولكن خفت معه الحالة، ولم يعد يستيقظ إلا بعد فترة وهي قبل كم يوم أخبرتني والدتي أنه فعلها.

كلما سألناه في الصباح لم فعلت ذلك فيخبرنا أنه لم يفعل، أو لا يتذكر! وكثيراً ما تحدث عندما تقوم والدتي بحمله لنقله من مكان لآخر، وكذا حدثت معه الحالة قبل كم يوم.

ما هي هذه الحالة؟ رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف السوء عن أخيك، وأن يعافيه من هذه الاعتداءات الشيطانية التي تغيّر سلوكه وتجعله يتصرف تلك التصرفات الغريبة والعجيبة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم الفاضل – فإن الذي ذكرته فيها يدل على أن هذا الأخ المسكين الصغير تعرض لاعتداء من الجن عليه منذ صغره، وأن الجن يستعمله في مثل هذه الحركات - التي ذكرتها في رسالتك - وهذا أمر معروف وشائع، خاصة يعرفه الأخوة الرقاة الذين يتعاملون مع مثل هذه الحالات من المس، وهذا هو الراجح، وقد يكون هذا أيضًا نوعاً من الأمراض النفسية التي قد تحتاج إلى علاج نفسي.

إلا أني أنصح بداية بعرضه على أحد الرقاة، نعم أنتم عرضتموه على أحد المشايخ وقرأ عليه القرآن، ولم يتبين معه شيء، هذا أمر طبيعي، لأن الجن قد يعلم بأنكم ستأتون بشيخ إلى أخيك ليقرأ عليه، أو قد تذهبون به إلى الشيخ، فما أن يعلم الجني بذلك إلا ويترك الجسد ويغادره ويكون على مقربة منه، ويظل الشيخ يقرأ ويقرأ ويقرأ، وفي النهاية لا يظهر أمامه شيء، بل وقد يقول (إن هذا الجسد نظيف وليس فيه شيء) لأن هناك أنواعاً من الجن لديها القدرة على مغادرة الجسد في أسرع من ثانية، تستطيع أن تخرج من الجسد وأن تدعه خاليًا، فإذا ما جاء الراقي ليرقي لا يجد أي أثر لقراءته، ولكن الدليل على أنه استفاد من هذه القراءة أنه كما ذكرت لم يعد يستيقظ إلا بعد فترة طويلة، وأن حالته تحسنت نوعًا ما.

هو ما زال يحتاج إلى قراءة، ويحتاج إلى قراءة مكثفة وطويلة، ويحتاج إلى أكثر من شيخ، بمعنى أننا لو استقدمنا شيخًا للقراءة ولم يحقق الهدف مائة بالمائة فمن الممكن أن نستقدم شخصًا آخر، لأن هذا كالطب، هناك بعض الأطباء المتخصصين المهرة الذين يستطيعون تشخيص الحالة بأقل نظرة إلى الجسد، ولديهم القدرة أيضًا على صرف الدواء المناسب، وبذلك يتم الشفاء العاجل، وهنالك بعض الأطباء الذين ليست لديهم المهارة الكافية يظلون يصفون أنواعًا من الدواء من باب الحيطة والحذر، ولذلك أحيانًا قد يحمل المريض معه صيدلية متحركة، لأن الطبيب لم يهتد بدقة إلى نوع المرض، ولذلك صرف أنواعًا متقاربة أو مشابهة من الدواء.

نفس الشيء بالنسبة للرقاة، فبعض الرقاة قد تكون لديه خبرة قليلة ولا يستطيع التعامل مع الحالات المتقدمة، خاصة إذا كان الجن ماردًا.

كذلك أيضًا أفضل بأنه لا يتم إخبار الولد بأي شيء يتعلق بمسألة القراءة، فمن الممكن أن يظل موجودًا، وأن يأتي الشيخ فجأة ليدخل عليه قبل أن يتمكن الجني من الخروج من جسده، ويستطيع أن يحبس الجني في جسده ليقرأ عليه ويتجاوب معه، وبذلك يتخلص هذا الطفل المسكين من هذا الاعتداء الشيطاني.

كذلك أيضًا من الممكن أن يكون الطفل يلعب وأن تذهبوا به إلى السوق، تقولون له (نحن سنذهب إلى السوق) أو إلى أي مكان، ولا تخبرونه بأنكم تذهبون إلى الشيخ، ثم فجأة يجد نفسه أمام الشيخ، والشيخ الفاهم الواعي المُدرك للحالات والخبير بها يستطيع أن يحبس الجني فورًا فلا يعطيه الفرصة للخروج من الجسد أو الهروب منه، وبذلك يتمكن منه تمكنًا كبيرًا، ويقرأ عليه القدر الكافي الذي يؤدي إلى إخراجه من الجسد أو إلى قتل الجني كما يحدث في بعض الأحايين.

إذن أقول لك – ولدي الكريم - : إن هذا الطفل ما زال في حاجة إلى قراءة أكثر من مرة ولفترات طويلة، ولا مانع كما ذكرت من الاستعانة بأكثر من شيخ، بمعنى أنه إذا كان هناك من قال بأنه ليس فيه شيء، فهناك أيضًا من سيقول بأن هناك شيئاً، لأن الذي ذكرته يدل قطعًا بلا شك ولا ريب أنه تعرض لاعتداء من عالم الشياطين، وأنه في حاجة إلى علاج بالرقية الشرعية، فإذا حاولنا وتمت القراءة أكثر من مرة واستعنا بعد الله تعالى بأكثر من راقٍ ولم تتحسن الحالة فيُنصح بعرضه على أخصائي نفساني، لاحتمال أن يكون هذا مرض من الأمراض النفسية التي تسبب في قيام صاحبها بحركات وهو لا يدري ولا يعلم عن ذلك شيئًا.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف السوء عن أخيك، وأن يعافيه مما ابتلي به، وأن يجعله من صالح المؤمنين، وأن يحفظكم وأسرتكم من كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً