الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي أصيب بفشل كلوي واكتئاب وحزن وفقدان للذاكرة.. أفيدونا

السؤال

السلام عليكم.

والدي قبل 5 أشهر انتكست حالته الصحية، وأصيب بفشل كلوي، وبعده أصيب بالتهاب صديدي بركبته، وأجرى لها عملية، ولم يستطع أن يمشي عليها إلى الآن.

المشكلة أنه لا يحب المستشفى، وكان ينام فيها إجباري من أجل العمليات، ومن بعد هذه الفترة إلى الآن أبي حدث له تغيرات، فهو ينام كثيرا بالنهار(نوما مقتطعا) بالليل أرق، ولا يستطيع النوم، كثير السكوت والحزن، أحيانا أحس أنه فاقد للذاكرة، ينسى قليلا، ولكن يعرف أسماءنا.

يتخيل أشياءً غير موجودة، أحيانا مثلاً ينادي شخصا من أبناء أخيه بآخر الليل، وهو غير موجود، وإذا حدثناه قال بلى كان موجودا هنا، أين ذهب، فأرجو من سعادتكم إفادتي بحالة والدي بأسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء، ونشكرك على الاهتمام به.

الاحتمالات في حالة والدك هي، أولاً: الفشل الكلوي وكثيراً ما يكون مصحوبا بالاكتئاب النفسي، وموضوع السكوت، والانعزال، والانزواء، والحزن، وكذلك اضطراب النوم ربما يكون مرتبطا ارتباطًا مباشراً بالفشل الكلوي.

الفشل الكلوي يؤدي إلى ضعف في التركيز، وربما ضعف في الذاكرة، إذن الفشل الكلوي جزء مكون أساسي مما يعاني منه والدك، والشيء الأخر هو ربما يكون أتاه اكتئاب نفسي منفصل، أو ربما يكون لديه ضعفا في الذاكرة، والتركيز بدأ مطابقاً مع نفس الوقت الذي حدث فيه الفشل الكلوي، أو كان الاكتئاب موجود أصلاً، وبعد ظهور الفشل الكلوي أصبح الاكتئاب أكثر ظهوراً.

موضوع ما يصدر منه من تخيلات، هذا في الغالب ناتج من نوع من الهلوسة السميعة أو البصرية، وهذا نشاهده عند بعض الناس الذين لديهم تصلب في الشرايين، وخاصة شرايين الدماغ، ويعرف أن مرضى الفشل الكلوي لديهم تصلب في الشرايين في معظم الأحيان، وهذه الحالات يمكن أن تساعد علاجياً.

فإذن -أيتها الفاضلة الكريمة- حالة والدك هي حالة اكتئابية، لكن لديه هلاوس، وهذه الهلاوس أدت إلى ما نسميه المرض الباروني، والظناني أو الزواري وهذه معروفة جدًا لدى الأطباء.

يجب أن تعجلوا بالذهاب إلى الطبيب النفسي، وإن ذهب لمرة واحدة، فيمكن أن يقوم الطبيب بتقييمه وضعه، بعد ذلك يضع له الخطة العلاجية المناسبة.

غالباً الوالد سوف يحتاج إلى مضادات الاكتئاب بشرط أن تناسب فشله الكلوي، وربما يعطى أيضا بعض الأدوية التي تساعد في تحسين الذاكرة مثل عقار إبكسيا Ebixa واسمه العلمي هو ميمانتين Memantine وقد يحتاج لعلاج الحالة الظنانية من خلال دواء معين هذا هو الذي أنصح به، هذه الحالات يمكن احتوائها لدرجة كبيرة، خاصة إذا بدأ العلاج مبكراً، أنا أقدر أن والدك يرفض الذهاب إلى المستشفى، لكن بشيء من المدارة والكلام اللطيف يمكنه أن يقتنع، وليس من الضروري أن نقول له إنك تعاني من اكتئاب، أو فقدان الذاكرة، أو علة نفسية أو شيئا هذه القبيل، وهذه الحالات دائماً أنا أنصح الذين يترددون علي في العيادة ليحضروا آبائهم، وأمهاتهم مرة أو مرتين وبعدها يتم التشخيص بعد ذلك يمكن أن يتم التواصل عن طريق التلفون، أو يأتينا الأبناء، ويبلغون عن الحالة ومن ثم نتخذ الإجراء العلاجي المناسب، وفي بعض الدول مثل هؤلاء المرضى توفر لهم الزيارات المنزلية من خلال الفريق العلاجي، والذي يكون مكونا من تخصصات مختلفة، وأحسب أن هذه الخدمة متوفرة في المملكة العربية السعودية؛ لأنه حسب ما أعرف أن الطب متطور ومتقدم جداً في المملكة السعودية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وكل عام وأنتم بخير، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً