الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي الصغيرة تقلد الكبيرة في كل شيء، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي ابنة عمرها 6 سنوات محبوبة واجتماعية ومنطلقة اللسان، وتحب الأطفال، والأخرى عمرها 3 سنوات ونصف، ولديها شيء من صفات أختها، ولكن مشكلتها تقليدها لأختها في كل شيء، نعم كل شيء حتى لدرجة أن الكبيرة لو قالت لي (بابا ماما) فعلت كذا أو قالت كذا تقوم الصغيرة مباشرة وهي واقفة بجوارها تقول نفس ما قالته لي أختها.

حتى إنه في بعض الأحيان تتضايق الكبيرة من هذه التصرفات، وتقوم بالتعبير عن ذلك أمامها في بعض الأحيان، وتقول: لا تسوي مثلي، وتقول لي (بابا) لا أريد أختي أن تقلدني، مع أنهما يحبان بعضهما كثيراً، ولا ترضى الواحدة منهما بأن يغضب أحد الأخرى حتى في الشراء، إذا كنت مع واحدة واشتريت لها شيء لا ترضى حتى أشتري لأختها شيئاً معها.

هل التقليد مشكلة تحتاج لحل أم أنه شيء طبيعي ولا يعد مشكلة؟

لكم كل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سديم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

إن مثل هذا التقليد أو المحاكاة بين طفلتين شقيقتين لأمر عادي، وطبيعي ومتوقع، فإن لم تقتدي بها بمن؟

وأنصح بالأمور التالية:

محاولة عدم الإشارة من قريب أو بعيد إلى أن الصغرى تقلد الكبرى، والتعامل مع الأمر بشكل طبيعي وكأنه لم يحصل هذا التقليد، فمن الضروري عدم تكبير هذا الأمر، كي لا يخلق مشكلة عند كل منهما.

لابد أن هناك حالات ولو قليلة تقوم فيها الكبيرة بتقليد الصغيرة، فيمكن أن تقولوا لها "هذا شيء حسن، فأنت تريدين مثل أختك، كم أنتما تحبان بعضكما" أي صبغ هذا التقليد ليس بلون الضعف والإزعاج، وإنما بطابع المحبة والقرب من بعضهما، فهذا سيعينهما كثيراً في مستقبل حياتهما.

محاولة اكتشاف بعض المهارات والاهتمامات والهوايات الخاصة، والتي تمتاز بها الطفلة الأصغر، ومحاولة تنمية هذه المواهب لديها مما يعزز عندها ثقتها بنفسها واستقلالها، ومع مرور الأيام ستجدونها تتميّز ببعض صفاتها الخاصة.

المتابعة بتنمية التعاون والتكامل فيما بينهما من خلال المشاركة في الأعمال والأنشطة والألعاب المشتركة، وتشجيع التعاون بدل التنافس، فهذا من الأمور الهامة جداً بينهما.

محاولة تقديم التشجيع والإطراء لكل منهما، وليس لواحدة منهما على حساب الأخرى.

حفظ الله طفلتيكم وكل أطفال المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً