الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سلوكي يتغير عندما يمدحني شخص أو يهتم بي .. ما تفسيركم؟

السؤال

أنا كنت ومازلت لا أعرف، ولكني أشعر بأن سلوكي يتغير عندما أشعر بأن هناك شخصا يهتم بي، أو يمدحني كأن تتغير مشيتي أو نبرة صوتي، ويتغير "الصوت مثلا" لا شعوريا، ولا ألاحظ نفسي إلى بعد مضي الوقت، حاولت أن أكون على طبيعتي فلم أستطع، ويبدو أن هذا التغير يلاحظه الأشخاص حولي ...

أنا فعلا لا أريد أن أكون هكذا، وأريد أن أتغير، أعلم أن مشكلتي ليست بذلك السوء، وأعتذر لتضييعي لوقتكم، لكني حقا بحاجة لأن أتغير.

وشكرا لجهودكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ RAR حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هذه الظاهرة ظاهرة سلوكية يمكن أن نصفها بالتناغم أو التوافق أو التواؤم النفسي، بمعنى أن الإنسان حين يمدحه الآخرين، ويريد أن يكون محط اهتمامهم تصدر منه استجابات تتوافق مع هذا الموقف، وذلك حسب ما يرى أنه يُكمّل الصورة في نظر الطرف الآخر.

هذا النوع من الاستجابات فيه جزء كبير شعوري، وجزء آخر لا شعوري، الإنسان بطبعه يقضي حاجاته النفسية بصور متعددة وشتّى، مثلاً هنالك من يتجنب أن يكون تحت ملاحظة الآخرين، وعلى ضوء ذلك يتصرف تصرفًا معينًا أو يتخذ موقفًا معينًا، وهذا الموقف قد يكون في سلوكه أو طريقة حركاته أو تفاعله مع هذا الموقف، حتى وإن كانت ملاحظة الآخرين عنه إيجابية، لكنه بطبعه إنسان تجنّبي، وهناك إنسان غير تجنبي يستجيب للموقف، ويريد أن يعزز النظرة الإيجابية التي يستشعر أن هنالك شخص ما يهتم به.

فهي نوع من التوافق النفسي وليس أكثر من ذلك، ولا أعتقد أن الموقف يجب أن يشغلك كثيرًا، لكن حاولي أن تتصرفي دائمًا حسب الضوابط الاجتماعية، هذا مهم جدًّا، وقطعًا في مجتمعنا وحسب ديننا لابد أن تتقيد وتتوائم تصرفاتنا وسلوكياتنا مع الآخرين على مقتضيات شريعتنا.

أي سلوك غير مُرضٍ للإنسان يصرفه من خلال أن ينتبه لأشياء أخرى مضادة لذاك السلوك، والاهتمام بأمور الحياة ومتطلباتها وواجباتها العادية أيضًا يصرف الانتباه عن ما لا نريده، مثلاً في حالتك: التركيز على دراستك، وبناء شخصيتك، والسعي من أجل تحقيق طموحاتك المستقبلية، وأن تكوني مُشارِكة مُشارَكَة فعالة في شؤون الأسرة، هذا يصرف انتباهك تمامًا عن كل ما هو ضروري، وكل شائبة سلوكية تري أنها سببت لك أي نوع من الإزعاج أو عدم القبول والراحة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر جمال عبده عبده

    تقولى
    اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي مالا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً