الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص الأوكسجين وعلاجه

السؤال

والدي عمره 52 عاماً، مريض بالسكر والضغط، أوقف علاج الضغط لمدة شهرين دون أمر الطبيب، وفجأة توقف قلبه، وعند ذهابنا إلى المستشفى وجدوا جلطة كبيرة في القلب، وتمت عملية القسطرة بنجاح، ولكن فقد الوعي نتيجة توقف الأوكسجين عن المخ، والحالة الآن منذ ثلاث شهور بالضبط، ويتناول الغذاء عن طريق أنبوب بالمعدة، ولكنه يتقيأ من حين لآخر، وحالة الكلى والكبد وجميع الوظائف جيدة جداً، والتطور أنه استغنى عن التنفس الصناعي نهائياً، ويستطيع إخراج البلغم بنفسه دون الحاجة لشفطه، ويفتح عينيه ويحركهما، ويسمع وينفذ الأوامر بعينه، ويحرك فمه ويصدر صوتاً أثناء التثاؤب فقط.

السؤال: هل هناك أمل في التقدم؟ ومتى نيأس من وجود تقدم؟ وهل هناك ما يساعد في العلاج؟ فهو يأخذ الآن فقط رعاية تمريضية، وهل توجد خطورة بشأن نقله بالطائرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelmoniem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا يسمى بالاعتلال الدماغي الناجم عن نقص الأوكسجين (Hypoxic ischemic encephalopathy) وهو ينجم عن انخفاض الضغط في الدورة الدموية، مما يسبب نقصاً في التروية الدماغية بالدم، وعدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الدماغ خلال هذه الفترة، والتي عادة ما تتم عن طريق وصول الدم إلى الدماغ، وكلما زادت المدة التي بقي فيها الدماغ لا يصله الدم والأوكسجين الكافيين، كلما أثر ذلك على الخلايا الدماغية، والتي يمكن أن تموت، أو يحصل ضرر كبير لهذه الخلايا ولوظائفها، وهذا من شأنه أن يسبب تأخراً في التحسن، أو عدم التحسن في بعض وظائف بعض المناطق التي تكون قد تضررت أكثر من غيرها.

من ناحية أخرى فإن التحسن أيضاً يعتمد على مدى السرعة التي تم فيها إعطاء المريض الأوكسجين، واستعادة ضغط الدم الذي يضخ الدم إلى الدماغ، وهذه لم تذكرها في رسالتك، أي بعد كم دقيقة من توقف القلب عاد القلب إلى نبضه الطبيعي واستعاد ضغطه وتم إعطاؤه الأوكسجين؟

أيضاً فإن المدة التي بقي فيها المريض في غيبوبة، فإنها تعطي فكرة عن مدى الضرر الذي حصل في الدماغ، وحتى مع عودة الوعي للمريض، إن كان التضرر كبيراً فقد لا يعود المريض إلى وضعه السابق، ويبقى في حالة من الحالة النباتية (vegetative satate) وهي حالة يكون فيها تضرر المراكز الدماغية كبيراً، ويفتح المريض عينيه، ويرى أنه لا يستجيب ولا يتفاعل مع المحيط، وكلما تقدم عمر الإنسان فإن العودة تكون بطيئة، وقد لا تعود مثل شخص آخر في سن الشباب.

على كل حال فإن علامة الاستجابة عند والدك وتنفيذه للأوامر تشير إلى أن وظائف الدماغ بدأت تعود -بإذن الله- فالاستجابة للأوامر تعني أن المراكز التي تصل بين الفهم للأوامر ومراكز تنفيذ الأوامر الدماغية بدأت تتسحن؛ لأنه في الحالة النباتية فإن الإنسان يفتح عينيه، إلا أنه لا يعي ما يسمع أو يرى، ولا يوجد قدرة على تنفيذ الأوامر، ويمكن للتحسن البطيء أن يستمر عدة شهور، لذا لا تيأسوا من رحمة الله، وأكثروا له من الدعاء والتصدق.

أما عن نقله بالطائرة، فهذه يقدرها طبيبه المعالج؛ لأنه الأدرى بقوة قلبة وضغطه ونبضه، واستقرار حالته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً