الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني الاكتئاب والخوف من الموت، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أدري من أين أبدأ؟ فقصتي أتعبتني، أنا في 17 من عمري، بدأت هذه الحالة تقرباً من 3 أشهر، كنت احس بوخز خفيف في قلبي، وبدأ يكثر تدريجياً وكنت أتناول فيتامين D فبحثت عن سبب هذه المشكلة، وقرأت في أحد المواقع أن كثرة تناول حبوب فيتامين D تسبب مشاكل في القلب، وتوقفت عن تناول الفيتامين –والحمد لله- ذهب هذا الوخز.

هذه ليست مشكلتي، مشكلتي هي عندما كنت أحس بهذه الآلام بدأ الوسواس أنه سوف يحدث لي شيء عما قريب، يسبب في وفاتي، تجاهلته في البداية، واستعذت بالله من الشيطان، و- الحمد لله - نسيت الموضوع لفترة، لكن رجع إلي الوسواس.

كنت أصلي صلاة الفجر، وأحسست بدوار خفيف، وأخذ بي التفكير أن هذه لحظاتي الأخيرة، فبدأ جسمي بالارتجاف، ودقات قلبي تتسارع، واشتد الارتجاف، وفقدت السيطرة على نفسي، وبدأت أرتجف لمدة تقارب الساعة، وفي هذه الأوقات كنت أحاول أشغل نفسي مثل اللعب أو المشي حتى سماع القرآن، لكن دون جدوى، ومن ثم توقف.

بدأ معي الخوف والوسواس، وبدأ يسيطر على تفكيري، فقد فقدت السيطرة على التركيز في دروسي، وحتى في صلاتي، وشهيتي للأكل قلت كثيراً، كلما مر يوم زاد الوسواس بي، والتشتت في أفكاري، وشد أعصابي، وتوتر غير طبيعي، وازداد علي ارتعاش جسمي و قوتي بدأت تتلاشي، وكأنني فقط مستيقظة جسدياً.

كنت أحاول معرفة السبب، وبحثت وعرفت أني مصابة بالاكتئاب، أو ربما لم أخبر أحداً بهذه الحالة، لأن طبيعتي كتومة جداً، لا أخبر أحداً بمشاكلي ومتاعبي، لكني اجتماعية جداً ومتفتحة وهذا لم يساعد في التخلص من مشكلتي! وصلت إلى مرحلة عجز كلما حاولت التغلب على الوسواس زاد بي وزادت ضربات قلبي، ودارت بي الدنيا، أريد البكاء لكن هناك شيء يمنعني في داخلي صوت يصرخ لكني غير قادرة على الصراخ مخنوقة بالبكاء والصراخ و بدأت أحس ان تنفسي ثقيل وقلبي يوجعني وكلما أحسست بهذه زاد وسواسي. وأنا والحمد لله ملتزمة في الصلوات.

تعبت جداً أفيدوني أرجوكم، لا أدري إن كنت أعاني من مشاكل في قلبي أم أن سبب ارتعاش جسمي بداية الصرع؟ أيضاً عندما كنت أصغر سناً كان هذا الوسواس يأتيني لكن ليس كثيراً، ولا يتعبني مثلما يحصل معي الآن، كنت فقط أبكي إذا زاد بي ويتلاشى.

علماً أنه عندما يرتعش جسدي بالكامل ويتوقف أحس بالارتياح والتعب والنعاس.

أنا طالبة في الثانوية العامة، ومقبلة على امتحانات وكل هذه الأشياء أرهقتني جسدياً ونفسياً.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

كل المؤشرات تدل أن هذه الحالة النفسوجسدية أي وجود أعراض جسدية مع وجود أعراض نفسية وهي ناتجة من قلق الوساوس التي تعاني منه، الوساوس دائماً تجعل صاحبها يفكر تفكرياً تشاؤمياً، ويضع تحليلات كثيراً ما تكون خاطئة، وهذا يزيد من قلقه وتوتره، وربما كدره أيضاً.

أيتها الكريمة: أنا حقيقة أميل إلى أن حالتك حالة نفسية مائة في المائة، لكن دائماً الذهاب إلى الطبيب يطمئن الإنسان، لأن العلاج له مراحل كثيرة، أولاً يجب أن يصوره بصورة دقيقة وجيدة، وإن كان هنالك حاجة لفحوصات لابد أن تجرى ومن ثم يقوم الطبيب بالشرح والشرح الدقيق لصاحب الشكوى حتى يتفهما، ثم بعد ذلك تضع الآليات العلاجية.

إذن هذه المراحل الأربعة مهمة، وأنا أرى بالرغم من أن حالتك هي وسواسية، لكن ذهابك للطبيب -لأن موضوع الارتعاش الجسدي وإن كنت أرى أنه ناتج من القلق- أرى أنه لا بد أن تتم الفحوصات، وخاصة أنك ذكرتي أنه بعد هذه النوبات يأتيك شعور بالارتياح وربما النعاس والارتياح، وهذا يطلب إجراء بعض الفحوصات البسيطة على الأقل يتم التأكد من وضع كهرباء الدماغ، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال فحص بسيط يعرف بتخطيط الدماغ أن رأى الطبيب حاجة إلى ذلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: تحدثي مع أهلك حول هذا الموضوع وأنك من تعانين بالفعل من وساوس في ذات الوقت هنالك أعراض جسدية مصاحبة لها، وأننا قد نصحناك بأن تذهبي إلى الطبيب، والطبيب النفسي سوف يقوم بواجبه كاملاً، سوف يجري الفحوصات ويصرف لك العلاج المضاد للوساوس، وهنالك آليات سلوكية بجانب الدواء، أهمها: تحقير الوساوس، وعدم الاهتمام به وتجاهله، والاغلاق عليه، وعدم مناقشته، وأن تصرفي انتباهك بصورة كاملة عنه، وذلك من خلال أن تجعلي حياتك بمليئة بالأنشطة المفيدة، والأنشطة على نطاق الأسرة وعلى نطاق صديقاتك، والدراسة، والتواصل الاجتماعي، قراءة القرآن، التزود بالمعارف، الترفيه عن النفس بما هو مفيد وطيب وكهذا، هذا كله - إن شاء الله تعالى - سوف يفيدك كثيراً.

أؤكد لك أن حالتك قابلة للعلاج تماماً - بإذن الله تعالى -، بارك الله فيك ونسأ الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Nadia

    أنا مثلك حيث منذ 4 اسابيع توفت قريبة بمرض القلب و منذ تلك الحادثة و أنا اشعر بالخوف الشديد كما بدأ قلبي يألمني و ذهبت إلى الطبيب و قال انك يخبر ، و لكن للآن أنا اشعر بالخوف خاصة عندما أرى في اليوتيوب علامات اقتراب الموت حيث يصبح قلبي يخفق بشدة و أشعر بخوف شديد لدرجة أصبح أبكي كثيرا مع علم أنني بدأت الصلاة و عمري 17 سنة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً