الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب في الزواج منه ولا أتخيله زوجاً لي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وعلى هذه الخدمة، لا أعرف كيف أطرح مشكلتي
أنا فتاة عمري 21 سنة، وطالبة جامعية ملتزمة -والحمد لله- وأحب الأشخاص الملتزمين والمتدينين، وكنت أحلم طيلة حياتي بزوج صالح ملتزم أحبه ويحبني.

تم عقد الزواج الشرعي بيني وبين ابن خالتي قبل ثمانية أشهر، هو في الـ 28 من عمره، إنسان حنون طيب وجميع أهلي يحبونه، المشكلة بدأت قبل العقد، حيث استخرت كثيراً ولم أرتح له ولا لفكرة الزواج منه، عانيت كثيراً لأقنع أهلي بالموضوع، لكنهم -سامحهم الله- ضغطوا علي بطرق شتى حتى وافقت، فأنا لم أوافق بكامل إرادتي وقناعتي، فقلت لعل الله يصلح حالي وأتقرب منه وأحبه، وحاولت بكل الطرق، فهو كثير الزيارة لنا، وينام عندنا كثيراً، ومع تلك الزيارات نفوري منه يزيد، ولا أحب الجلوس معه، وذقت الأمرين من تلك الحالة، وكلما حاولت التقرب تأتي الأسباب لتبعدنا، فأولها كانت اتصالات بعض الفتيات به، فقال لي: إنها علاقات سابقة وإنه تاب ولن يعود لذلك.

مع العلم أن بداية التزامه وصلاته كانت مع بداية الخطبة، فأعطيته وأعطيت نفسي فرصة، قد يكون صادقاً, وبعد فترة اكتشفت ومن طريقة معاملته معي أنه ليس بأول مرة يجلس مع فتاة، فاعترف لي بأن له علاقات جنسية كثيرة (زنى) قبل فترة الخطوبة بأشهر ، فهذا الاعتراف سبب لي مشكلة نفسية كبيرة، وانعدمت الثقة نهائياً، وزاد كرهي ونفوري منه، أنا في البداية لم أكن أتصور الحياة معه، فكيف مع هذا الوضع الآن؟!

أنا أجامله مجاملة ولا أطيق الاقتراب منه، ليس فقط لماضيه، لكن لشخصيته نفسها، فلا أطيق العيش هكذا، فهل أجبر نفسي على العيش معه مع يقيني أني لن أؤديه حقه؟ وسيبقى الشك وعدم الرضا ملازماً لي ، فأنا أعرف طبعي، وهل أبقى معه حتى لا اًغضب أهلي ولا أجرح مشاعره لأنه يحبني كثيراً أم أعلن قراري صراحة أمام أهلي بأني لا أطيق الحياة مع هذا الرجل؟

والله أصبحت معي حالة نفسية صعبة، وبعض الأحيان لا أطيق نفسي، حتى بدأ كرهي لأهلي ولومهم يلازمني، تعبت ولا مجال لأن أعيد بناء مشاعر وعلاقة برجل من البداية كنت لا أتصور العيش معه.

زرت البلد الحرام مكة المكرمة والمدينة واستخرت فيها كثيراً, أرجوكم ساعدوني لأتخذ قراري، فوالله لقد تعبت فما ذنبي؟

التزمت وحافظت على نفسي بزمن تعج به الفتن، وفي الآخر أتزوج برجل لا أتصوره، ومارس الزنى من قبل، أعلم أن الله غفور رحيم، لكن نفسي لا تطيق ذلك، وهل إذا تركته أكون آثمة؛ فذلك الموضوع يقتلني؟

آسفة على الإطالة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتنا الكريمة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

نحن نشكر لك أولاً حرصك أيتها البنت الكريمة على التزامك بدينك، وحرصك أيضًا على أن تتزوجي من رجل صالح، وهذا دليل على رجاحة عقلك وحسن تدينك، ونسأل الله تعالى أن يقر عينك، وأن يرزقك الزوج الذي تسكن إليه نفسك.

مما لا شك فيه أيتها البنت العزيزة أن حسن الاختيار كان ينبغي أن يسبق العقد الشرعي؛ لأن الرفض أيسر وأسهل، ولكن ما دام الله -عز وجل- قد قدر ذلك فينبغي أن تتعاملي مع الأمر بشيء من الروية والحكمة وتقدير الأمور حق قدرها، فإذا كان نفورك من زوجك مستحكمًا عليك بحيث لا تجدين فعلاً رغبة فيه وتشعرين بأن الحياة معه صعبة، وأنك لن توفي له حقوقه ولن تقومي بواجبك تجاهه، فإن طلب الفراق في هذه الحالة - لاسيما وأنتما في أول الطريق – ربما يكون أفضل وأيسر، وسيُغني الله -عز وجل- كل واحدٍ منكما من فضله، وليس في ذلك جرح لمشاعر أهلك ما دمت لا تطيقين العيش مع هذا الرجل، وإذا كان كل هذا النفور قبل الزفاف وقبل الدخول فمن المتوقع أن يكون ذلك أشد وأعظم بعده.

أما إذا كان الأمر مجرد عدم ميل أو عدم رغبة ولكنك لا تجدين هذا القدر من النفرة، فإننا ننصحك بأن تواصلي ما أنت عليه، فإن البيوت لا تُبنى على الحب وحده -كما قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه- وستألفين هذا الزوج، وعندما تُرزقين الذرية سيتغير الحال وتتغير النظرة، هذا كله إذا كنت تجدين من نفسك القدرة على التغلب على هذه المشاعر، وعدم نفور نفسك منه نفورًا كليًّا، وإلا فالأمر كما نصحناك أولاً.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق زهور احمد

    ازا هو تائب من المحرمات فما المشكلة اتوكلي

  • الأردن صاحبة الاستشاره

    الحمد لله قد من علي بالزواج منه بعد شهور من محاولتي بتوفيق الله من التقرب اليه والقبول بما قسم لي ربي وها انا اصبحت ام لطفل جميل احمد الله عليه وعلاقتي بزوجي جيده واحبه ودائما ادعو ربي ان يحفظه لي هو وابني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً