الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر خطيبي بما جرى بيني وبين الشاب الذي تعرفت عليه قبله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أقع ضمن حرب نفسية ولا أستطيع التخلص من هذه الأفكار القاتلة، فأرجوكم ساعدوني.

عندما كنت في 17 من عمري تعرف علي شاب عن طريق النت، وكان يتكلم معي بكلمات غرامية وحب، وأصبح يتكلم عن الجنس، وكيف سيقوم بفعل الجنس معي، مثلا كان يقول لي بأنه سيبدأ بتقبيلي ثم، ثم، ثم، أنا لم أكن أتكلم معه بهذه الطريقة، وكنت دائما أحاول تغيير الموضوع، لكنني كنت أفرح عندما يتكلم معي بهذا الأسلوب.

سؤالي الأول: هل هذا الكلام يعتبر زنا حقيقيا ويجب أن يقام عليه الحد؟ وهل أعتبر زانية؟

انتهى الموضوع وانتهت علاقتنا لأني لم أكن أرغب بالزواج منه، وتركته عندما كنت في 18 من عمري، ولم أتكلم معه لأننا كنا في بلدين مختلفين، وأنا كبر عقلي فتركت هذه التفاهات -والحمد لله- لم أتكلم مع أي شاب، وتبت إلى الله، وهو هذا الشاب الوحيد الذي كنت أتكلم معه.

المشكلة الآن تقدم لخطبتي شاب، وهناك شيء يشغل بالي:
الأول: هل يجب أن أخبره أنني كنت أكلم شابا، علما بأنه سألني هل أحببت فأنا أجبته بلا؛ لأنني فعلا الآن عندما أفكر بالموضوع لم أكن أحب الشاب الذي كنت أتحدث معه، فأنا أخبرت الخطيب فقط بهذه المعلومة حتى لا أغشه، قلت له أنه كان يتحدث معي شاب بطريقة غير لائقة لفترة وكلمته لفترة، وبعد ذلك تركته لكنني لم أخبر خطيبي بالتفاصيل.

الشيء الذي يخيفني أكثر أنني سأنتقل للعيش في مدينة يوجد فيها الشاب الذي تعرفت عليه بالنت فأنا خائفة أن يرى خطيبي صدفة أو يتعرف عليه ويخبره أنه كان يحدثني، وأنا بعدها سأنهار وتنتهي حياتي!

أخبروني وأرشدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونهنئك بالتوبة والتوقف والخروج من ذلك النفق المظلم، ونهنئك بهذا الشاب الذي جاء لداركم من الباب وخطبك، وأرجو ألا تفتحي تلك الملفات القديمة، فلست مطالبة بأن تذكري التفاصيل التي كانت معك في الماضي، فإن هذا الشاب ما جاء إلا وقد سأل عنك وتعرف عليك، والحمد لله أنك من الصالحات، والحمد لله الذي نجّاك فلم يكن عندك تمادي في السير في ذلك النفق المظلم، والمسلم غير مطالب بأن يفضح نفسه أو بأن يحكي تلك التفاصيل التي حصلت معه في حياته، طالما كانت تلك التفاصيل ليس لها علاقة بالحياة الزوجية الجديدة، التي نسأل الله أن يجعلها سببًا لسعادتك وسعادة هذا الشاب الذي تقدم إليك.

فاجتهدي في حبه لأنه جاء بطريقة الشرعية، وتقرب إلى الله بالإحسان إليه، وبحسن المعاشرة، ولا تخافي من المجهول، واعلمي أن صدقك معه وصلاحك وطاعتك هي التي كانت بعد توفيق الله تعالى سببًا في أن يتقدم هذا الشاب ليطلب يدك. وهذا الذي ينبغي أن يفعله، فمن حقه أن يسأل، وقد سأل، ومن حقه أن يبحث عن صالحة وقد وجدك، كما أن من حقك أن تسألي عن الشاب، وعن دينه، وعن أخلاقه، وعن أهله، وليس من حقك أيضًا أن تسأليه مثل هذه الأسئلة.

نحن دائمًا نقول: إذا قالت الخطيبة لخطيبها: هل عرفت قبلي؟ هل كانت لك محبوبة؟ ونحو ذلك، هذا نعتبره من الأسئلة الخاطئة، أو قال لها: هل عرفت شابا قبلي؟ أيضًا هذا سؤال خاطئ، ولذلك غير ملزم الإنسان بالإجابة بالصدق، لأن الصدق والصراحة في مثل هذه الأحوال يجري مشاكل ويجر ويلات، فالسؤال من أصله غير صحيح؛ لأن المهم أن يعيش الإنسان حياته التي سأل عنها وبحث عنها.

لو فرضنا أن بعض الناس يُخبره بأنه عرف قبلها فتاة وأنه قد خطبها، بعد ذلك لما يأتي الشيطان كلما تحصل مشكلة يقول: (لأنه يفكر في فلانة) أو كلمته، فإن الشيطان يأتي ليقول: (لأنها أصلاً ما كانت تحبك وكانت تحب فلانًا وكذا وكذا) فتبدأ المشاكل، ولذلك الإجابة الصحيحة هو أن يُنكر الإنسان، وأن تقول: (أنا لم أعرف أفضل منك، وأنت ملأت قلبي، وأنسيتني كثيرا ممن عرفتهم حتى من زميلاتي)، والشريعة تُبيح للفتى والفتاة – للزوج وللزوجة – أن يتوسعوا في مثل هذا الكلام، يعني يجوز للزوجة أن تقول لزوجها (أنت أجمل من مشى على وجه هذه الأرض)، أن يقول لها: (أنت أجمل وأحسن من عرفتُ على وجه هذه الأرض)، حتى لو كان فيه مبالغة فإن هذا الحديث طالما كان يحقق المقصد الشرعي ويؤلف بين القلوب مطلوب.

ولذلك أرجو أن تنتبهوا لهذا الأمر، وتجنبي طرح تلك الأوهام وكلام ذلك الشاب الذي أعتقد أنه توقف أيضًا لأنه لم يتماد في العلاقة، ولم يحاول أن يأتيك خلال هذه السنوات، ونسأل الله أن يصرفه عنك، وأن يُبعد عنك شياطين الإنس والجن، فتوكلي على الله تبارك وتعالى، واطردي عنك هذه الأوهام، وأقبلي على الخاطب الجديد، بروح جديدة، وبأخلاق طيبة، وأحسني إليه، بل كوني الأحسن، لأن خير الأزواج عند الله خيرهم لزوجه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا السلامه

    شكرآ ربي يحفظكوم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً