الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إفرازات دموية بنية.. هل هذا دليل على نزول الحمل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وما تبذلونه من جهد في هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يرفع القائمين عليه عنده درجات، ويرزقكم جنان الخلد آمين.

سأعرض مشكلتي:

آخر دورة لي كانت بتاريخ 8 يناير الماضي وتأخرت الدورة علي، فذهبت بتاريخ 10 فبراير لعمل تحليل دم، وبعد يومين ذهبت من أجل النتيجة.

علمًا بأني لم أكن أتوقعها، فكانت نتيجة إيجابية فحمدت الله، واستبشرت، ولم أجرب الفحص المنزلي؛ لأنني كنت أتشاءم منه، راجعت طبيبتي في اليوم التالي، فأخبرتني :"بأنني لن أستطيع فعل شيء كون الحمل صغيرا، وعليكِ بالقدوم إليّ بعد أربعة أسابيع".

في تاريخ 25 فبراير لاحظت وجود إفرازات بنية عند المسح بالكلينكس أي أنها قليلة، فذهبت للطوارئ فأخبرتهم بأني حامل في الأسبوع السادس أو السابع حسب حساب الدورة، علما أن دورتي غير منتظمة، وأعاني من تكيس وأخذت الغلوكوفاج لمدة شهر بمقدار حبتين 500 في اليوم، فعملوا لي سونارا على البطن، فلم يظهر شيء، فأخبرتهم أن مثانتي فارغة، فشربت الماء فلم أستطع الاحتمال، ومن أجل ذلك حولوني على العيادات الخارجية، وأخذوا مني دما لقياس نسبة الهرمون في الدم.

عمل لي الطبيب سونارا على البطن، فأخبرني بأن الرحم فارغ، وتحدث مع طبيبة الطوارئ عن سماكة الرحم، وأي شيء فيه، وهو ليس بورم ربما تجمع شيء ما؛ لا أعلم بالضبط!

صعقت عندما ظهرت نتيجة الفحص، وكانت 3.75 ولا أعلم إن كنت سمعت الرقم بشكل صحيح، وعلى الأغلب أني سمعته خطأ؛ لأنهم قالوا قبل ذلك أن نتيجة الفحص "سلبية" فأخبرني الطبيب بأن الرحم نظيف، وبوجود تكيس على المبيضين، علما بأنه كان على مبيض واحد، وأخبرني بأن أنتظر الدورة بعد أسبوعين أو أقل.

وسألني عن نتائج فحوصات الهرمونات للغدة الدرقية، فأخبرته بأنها طبيعية.

ما أريد أن أفهمه: كيف يكون فحص الدم ايجابيًا ثم يصبح سلبيا بعد عدة أسابيع؟ علما بأني أجريت فحص بول بعدما حصل بيوم وظهر خط خفيف ورأيته بعد 10 دقائق من عمله؟

إنني أعاني من إفرازات دموية بنية اللون، فهل هذا دليل على نزول الحمل بعد عدة أيام؟

في حال كانت نتيجة الفحص ايجابية، فهل تدل سماكة الرحم على وجود الحمل، وتعشيشه في الرحم بعد أن أصبح سلبيا؟

أليس من المفترض أن يتم فحص السونار عن طريق المهبل كون الحمل صغيرا، وربما لن يظهر عن طريق البطن، خاصة أنني أفرغت مثانتي قبل الفحص مباشرة في كلا المرتين؟

ماذا يعني ظهور خطين في اختبار الحمل المنزلي بعد علمي بأن نتيجة الحمل سلبية عن طريق الدم؟

والسؤال الأهم: هل حصل حمل من الأساس في ذلك الشهر أم لم يحصل؟

أرغب في فهم ما حصل لي! نصائحكم وتوجيهاتكم، وما يجب علي فعله من تحاليل أو استقصاءات؟

شكرًا جزيلًا لكم، وبارك الله فيكم ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الصابرة بإذن الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن ما حدث عندك هو حالة نسميها ( الحمل الكيميائي )، وهي حالة تعني بأنه قد حدث إلقاح للبويضة, وبدأت في الانقسام, لكنها توقفت في مرحلة مبكرة جدا, ولم تصل إلى مرحلة التعشيش في الرحم.

إن هذه الحالة تحدث بنسبة عالية، وعند كل النساء, وهي لا تعتبر إجهاضا حقيقيا, ولا تدل على وجود أي مشكلة عند أي من الزوجين, ولكنها لم تكن تشخص سابقا, بسبب أن التحاليل المخبرية القديمة, لم تكن تكشف لنا هرمون الحمل إلا بعد أن يصل إلى حد معين, لذلك كان تحليل الحمل لا يتم إلا بعد أن تتأخر الدورة الشهرية مدة أسبوع على الأقل, أما الآن فقد أصبحت هذه الحالة تشخص كثيرا؛ لأن التحاليل قد تطورت, وأصبحت تظهر الهرمون في الدم مهما كانت كميته, وحتى قبل حدوث التعشيش.

أقول لك هذا الكلام حتى تخففي عن نفسك، ولا تلوميها وحتى لا تشعري بالذنب.

إن سماكة بطانة الرحم تعني بأن هرمونات المبيض قد قامت بوظيفتها في تجهيز هذه البطانة من أجل استقبال الحمل, أي أن بطانة الرحم كانت جاهزة لتعشيش الحمل, لكن الحمل لم يصل إلى مرحلة التعشيش, بل توقف في مرحلة مبكرة جدا, ثم تحلل, ولذلك أكرر لك بأن ما حدث معك, لا يعتبر حالة إجهاض, لأن كلمة إجهاض تعني حدوث تعشيش في الرحم.

السبب في حدوث الحمل الكيميائي في أغلب الحالات, هو وجود خلل في الصبغيات (سواء في البويضة، أو في الحيوان المنوي), هذا الخلل يجعل البويضة الملقحة غير قادرة على الانقسام والتكاثر.

عندما يكون تحليل الحمل في الدم سلبيا, فهنا لا أهمية لنتيجة تحليل البول؛ لأن تحليل الدم هو الأصح والأدق.

ما أنصحك به هو أن تستمري بتناول حبوب الغلكوفاج, وأن تنتظري إلى أن تنزل الدورة الشهرية, ثم تقومي بعمل التحاليل الهرمونية الآتية -إن لم تكوني قد قمت بعملها سابقا وهي:

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH- FREE T4-PROLACTIN-17-HYDROXYPROGESTERON.

ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة، وفي الصباح.

فإن وجد أي خلل، فيجب علاجه أولا, وإن كانت التحاليل طبيعية, وكان قد مضى على زواجك أو على محاولتك الحمل أكثر من سنة, فهنا يمكن البدء بتنشيط الإباضة, عن طريق تناول حبوب الكلوميد, بالإضافة إلى الاستمرار بتناول الغلكوفاج, للمساعدة على حدوث الحمل بإذن الله تعالى.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ابوعبدالرحمان

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً