الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترك العادة السرية يؤدي للقلق وإلى ارتفاع هرمون الحليب؟

السؤال

أشكر لكم جهودكم في حل المشكلات, وأسأل الله أن يجزيكم الخير والجنة.

أنا في شتات من أمري, فلم أعد أقدر على أن أعيش حياتي, فعندما كنت صغيرة لم أكن أعلم أن العادة السرية حرام, لكني كنت مواظبة على صلاتي, وبعد أن كبرت اتضح لي الأمر وأنها حرام فتركتها, ولكني لم أستمر, وقد تعبت نفسيتي, وأحسست بالجنون بعد أن تركتها, وتركت الأمور الأخرى مثل الأغاني, فقد قللت منها, أو استبدلتها بالقرآن والأناشيد, وأصبحت أشد تمسكًا بالله - فذكره دائمًا على لساني - لكني عندما تركت العادة السرية سمعت أنها تولد حالة نفسية أو اكتئابًا, فهل يجوز أن أرجع لها؛ لأني أحسست أن تركها غيَّر نفسيتي وجسمي؟

وأنا أتمنى الزواج كي أتركها؛ لأني لا أريد أن أغضب الله, ولكن الفتاة ليست كالرجل يتزوج متى يريد.

وعندي سؤال آخر: فلدي ارتفاع في هرمونات الحليب, ولست متزوجة, فهل هذا بسبب العادة السرية؟ ودائمًا ما أشعر بألم في رأسي, وتأتيني أفكار مزعجة, وبكاء, وضيق, وخوف شديد, فهل سبب الجنون الذي في رأسي والأمور التي ذكرتها هو الغدة التي تفرز هرمون الحليب - الغدة الكظرية -؟ علمًا أني أتعالج, والجنون يجعلني أفكر كثيرًا في أشياء مزعجة, ولا أعلم السبب.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دمعة خضوع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد استفقت الآن وعرفتِ أن أمر العادة السرية وممارستها هو أمر غير مقبول، خاصة بالنسبة للإناث، وأنا أقول لك: إن تحررك من هذا الاستعباد – أي ممارسة العادة السرية – لهو إنجاز كبير وأمر طيب، والمنطق المعوج الذي يقول إن التوقف عن العادة السرية هو الذي يؤدي إلى القلق وإلى الاكتئاب منطق خاطئ، ومبرر قبيح جدًّا، فلا تسمعي لهذه الأفكار، ولا تعيريها اهتمامًا؛ لأن العكس هو الصحيح.

التوقف عن العادة السرية والابتعاد عنها ومقاومتها وتحقيرها هو الذي سوف يفيدك، وسوف يُحررك أيضًا من القلق ومن التوترات النفسية - إن شاء الله تعالى - وعدم الاستقرار الذي أراه هو الشيء الذي يُسبب لك كل هذه الأعراض.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت على الطريق الصحيح، فلا تجعلي للشيطان سبيلاً ووسيلة ليدخل إلى ذاتك، ويقنعك بممارسة العادة السرية، لا، فأنت الآن على الطريق الصحيح، وبعد أن تحررت من ممارسة هذه العادة فسوف تحسين بالفعل أنك قد انتصرت على شهوة حقيرة، وأن كيانك النفسي وبناءك الفكري ومهاراتك الاجتماعية أصبحت تأخذ حجمها وحيزها الحقيقي في حياتك.

يجب أن تجعلي لحياتك معنىً، بأن تكون لك صحبة طيبة، وأن تسعي لبر والديك، وأن تديري وقتك بصورة فعالة ومتميزة، ولا تتركي مجالاً للفراغ، فأكثري من الإطلاع والقراءة فيما هو مفيد، وعندكم فرصة عظيمة في المملكة العربية السعودية للانضمام لحلق القرآن ومجالسه، فلا تحرمي نفسك من ذلك أبدًا، وسوف تجدين الصحبة الطيبة والقدوة والرموز الحسنة التي يحتاج لها الإنسان في حياته.

بشيء من الفطنة والصبر والكياسة تستطيع الفتاة أن تبني لنفسها شخصية قوية محترمة تساعدها في كل أمور الحياة، حيث ستُرزق الزوج الطيب الصالح -إن شاء الله تعالى – وسوف تكون لها شخصيتها، ووجودها الاجتماعي والأسري الحقيقي.

أرجو أن تسيري على هذا المنوال وهذا الطريق، وأنا لا أرى أبدًا أي مانع من أن تذهبي إلى الطبيبة النفسية، فهذا قد يفيدك أيضًا؛ لأنني أرى أنك محتاجة لدواء نفسي بسيط، وهنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) يفيد كثيرًا في مثل حالتك، والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة.

موضوع زيادة هرمون الحليب: هذا قطعًا لا يؤدي أبدًا إلى زيادة الرغبة في العادة السرية، فليس هنالك علاقة، لكن علاج زيادة هذا الهرمون مهمّة، وأنت ذكرت الآن أنك على تواصل مع الطبيب المعالج، وسوف تجدين منه التوجيه والنصح والإرشاد المطلوب - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً