الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من احمرار الوجه إذا حصل أي موقف، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن وجهي يحمر بسرعة، وليس عند الحديث مع الغرباء ولكن إذا حصل أي موقف محرج أو مضحك أو مقلق، حتى في مجال النقاش الجاد يحمر وجهي، أي أن وجهي يحمر حتى إن لم أشعر بالخجل!

كما أنني إذا أردت أن أتحدث أمام مجموعة من الناس فإن صوتي يتغير، ووجهي يحمر كما كان يحدث لي في الجامعة.

الأمر متعبني جداً، وقد كنت طفلة خجولة، وفي المدرسة أشارك في الإجابات التي أكون متأكدة منها، ولا أشارك أبداً إذا لم أكن متأكدة من الإجابة، وكنت طالبة متوفقة دراسياً، ولدي أصدقاء كثير.

احمرار الوجه عندي أصبح يحدث من دون سبب، أي يحمر وجهي في مواقف أراها عادية، لكن لماذا يحصل ذلك؟ لا أعلم! كما ألاحظ أن الأمر يزيد، أي في الماضي كان وجهي يحمر إذا أحرجني شخص، الآن يحمر من أي شيء.

أرجو المساعدة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن احمرار الوجه الذي يحدث عند المواجهات الاجتماعية بالنسبة للشخص الذي يعاني من قلق اجتماعي – أي رهاب اجتماعي – حتى وإن كان من درجة بسيطة فإن احمرار الوجه قد يحدث، ويكون ناتجًا من زيادة في تدفق الدم، لأن الإنسان عند المواجهات تزداد ضربات قلبه ويزداد ضخ الدم، والوجه به شعيرات دموية سطحية حين تمتلئ بالدم يظهر هذا في شكل احمرار، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: كثير من الأشخاص القلقين في المواقف الاجتماعية يتحسسون جدًّا، حتى وإن كانت هنالك تغيرات بسيطة، وغير محسوسة للآخرين، تجدهم ينزعجون حيالها جدًّا، فيذكر لك البعض أنه يتلعثم أو يرتجف أو يتعرق أو أنه سوف يسقط أرضًا، أو يفقد السيطرة على الموقف، أو أنه يحدث له احمرار شديد في الوجه، هذه الأعراض يكون مبالغاً فيها جدًّا، حتى وإن كانت موجودة لكنها تكون أقل وأقل كثيرًا مما يتصوره الإنسان.

أنت ذكرت أنك كنت طفلة خجولة في الأصل، وألاحظ أيضًا جوانب الانضباط الشديد، وموضوع تأكدك من الإجابات الذي تحدثت عنها يدل على النمط الوسواسي المتدقق، وهذا بالطبع لا بأس به، لكنه قد يجعل صاحبه عُرضة للمخاوف في المستقبل.

أرى (حقيقة) أن تتجاهلي هذا العرض – أي عرض الاحمرار في الوجه – لأن التركيز عليه يعطيك الشعور بأنه متزايد، وهذا يؤدي إلى القلق، والقلق حين يحدث يزداد تدفق الدم، وهذا يؤدي إلى احمرار حقيقي في الوجه، لكن إذا استطعتِ أن تكسري هذه الحلقة من خلال التجاهل وأن عرض احمرار الوجه الذي تتصورينه ليس بالشدة المزعجة، وأنه غير ملاحظ للآخرين، حاولي أن تدربي نفسك على هذه الفكرة.

الأمر الآخر: تدربي على تمارين الاسترخاء، لأن تمارين الاسترخاء بصفة عامة جيدة، وتجعل الإنسان يواجه الرهبة والقلق والتوتر، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) فيها توضيح لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، أرجو أن تطلعي عليها، وربما تجدين فيها - إن شاء الله تعالى – ما يفيدك.

هنالك دواء يعرف باسم (إندرال) من الأدوية البسيطة جدًّا قد يكون مفيدًا في هذه الحالة، وجرعته المطلوبة هي عشرة مليجرام – أي حبة واحدة – وهذه جرعة صغيرة، يتم تناولها يوميًا في الصباح لمدة أسبوع، ثم تكون الجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وفي بعض الأحيان قد تكون مقابلة طبيب الأمراض الجلدية أيضًا أفضل؛ لأن بعض النساء قد يُصبن بحساسية في بعض الأماكن المكشوفة في الجسد، خاصة الأماكن التي تكون عرضة للشمس في بعض الأحيان، فلو بالإمكان أن تقابلي طبيب الأمراض الجلدية أعتقد أن ذلك أيضًا سيكون أمرًا جيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً