الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاءتني فرصة عمل وأتردد بينها وبين مواصلة الدراسة فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الأولى ثانوي, جاءتني فرصة للعمل في بلاد المهجر. وأنا تائه بين مواصلة الدراسة, أو العمل براتب جيد لمساعدة أبي, نحن عائلة فقيرة ـ والحمد الله ـ.

أنا خائف من المستقبل, أي عند ترك الدراسة و العمل في بلاد المهجر، أرجوكم ساعدوني.

وشكرًا لكم كثيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – أيها الابن الكريم – في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

بداية نشكر لك المشاعر النبيلة تجاه الأسرة، ورغبتك في مساعدتها، والوقوف إلى جوارهم، ونهنئك على هذه الفرصة التي جاءتك للعمل، ونتمنى أن تغتنم هذه الفرصة، ونعتقد أن مسألة الدراسة لا ترتبط بالعمل والوظيفة.

نحن نُخطئ عندما نربط العلم بمسألة الدراسة، بمعنى: أننا نتوقف عندما نصل إلى مرحلة عمرية نستطيع فيها أن نتوظف ـ نتوقف عن الدراسة, وعن طلب العلم ـ.

والعلم ينبغي أن يُطلب من المهد إلى اللحد، أو كما قال الإمام أحمد وقد سألوه: إلى متى تحمل المحبرة؟ فقال: (المحبرة إلى المقبرة) ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ولا يزال المرء عالمًا ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل.

فنقترح عليك الآن اغتنام فرصة العمل، وتأجيل الدراسة النظامية، أو المواصلة من هناك عن طريق المراسلة، أو الدخول للاستفادة في معاهد, أو أشياء تطور بها قدراتك العلمية، لأن الهدف من الدراسة ليس الوظيفة، وإنما الهدف أن يطور الإنسان المهارات التي تعينه على النجاح, والعمل في هذه الحياة.

فلا خوف من المستقبل، فالمستقبل بيد الله ـ تبارك وتعالى ـ وفرص الدراسة ستظل مفتوحة لكل جاد يريد أن يتعلم, ويستزيد من المعارف، فمن هنا نحن ننصح باغتنام فرصة العمل، ثم الاستمرار في الدراسة بأي طريقة: في المنازل، بالمراسلة، أو بغيرها، أو دراسات جديدة تدخل فيها في ذلك البلد، المهم أنك تحاول أن تطور ما وهبك الله من قدرات, ومعلومات؛ لأن هذا مما يعينك - إن شاء الله تعالى – على النجاح في الحياة.

والنجاح المطلوب ليس في الدراسة وحدها، وإنما هو نجاح في حياة الإنسان, وفي قيامه بأدوار حيّة، وفي تطوير أمته، وفي نفع العالم جميعًا، ونفع جميع الناس.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب عمر

    شكرا لكم على لاجابة
    واتمنى لكم ايام سعيدة

  • الجزائر amira

    يجب عليك مواصلة الدراسة فهي الاهم و الله بعونك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً