الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الخوف من الموت؟

السؤال

السلام عليكم

مند 3 أشهر أحسست أن شيئاً طلع من رجلي حتى رأسي، وأحسست بالخوف وخرجت من البيت، حتى الآن لا أستطيع الجلوس في هذا المكان، أي بيتي، وأحس بالخوف من البيت، فعلت الرقية الشرعية، وذهبت عند طبيب نفسي، ومعدتي (متعصبة) هي أيضاً ولا أستطيع الأكل، لأنها تؤلمني عند الأكل، ووصفت لي الطبيبة (زيبام 6mg) أخدت منه ربع حبة في الليل، لكني لا أحس بتحسن، ورأسي يؤلمني جداً، أريد الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / saida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحالة التي أصابتك بالفعل لا تخلو من غرابة، لكن أعتقد أنها تأتي في طيف ما يعرف بحالات قلق المخاوف المفاجئ، الإحساس بالخوف، ثم بعد ذلك الأعراض الجسدية، وما حدث لك من رفض لفكرة الجلوس في البيت، والشعور بعدم الأمان: هذا نوع من المخاوف، والمخاوف قد تكون مخاوف مركبة، متعددة المكونات والجوانب، أو قد تكون مخاوف بسيطة مثل ما تعانين منه.

بالنسبة التعصب الذي حدث في المعدة: يعرف أن القلق والتوتر والمخاوف تؤثر على أعراض معينة في الجسم، وأكثر الأعضاء تأثرًا هي عضلات الصدر والجهاز الهضمي، وكذلك عضلات أسفل الظهر وعضلات الرأس، لذا كثير من الذين يعانون من القلق والتوترات تجدهم يشتكون من آلام وتقلصات عضلية تُصيب أجزاء الجسم التي ذكرناها.

مقابلتك للطبيب أمر جيد، وخطوة إيجابية جدًّا، والطبيب وصف لك عقار (زيبام) بجرعة ستة مليجرام، هذا الدواء ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى بـ (بنزوديزبين) وهي مجموعة جيدة لعلاج القلق والتوتر، كما أنها تؤدي إلى استرخاء وتحسين النوم، لكن يعاب عليها أنها ربما لا تعالج الخوف بصفة جذرية، كما أنها قد تؤدي إلى التعود إذا استمر الإنسان فترة طويلة عليها.

أعتقد أن الشيء الأفضل بالنسبة لك هو أن ترجعي إلى الطبيب، الحمد لله أنت قابلت طبيبًا مختصًا، وهذه الحالات حالات بسيطة جدًّا بالنسبة للأطباء النفسانيين، قلق المخاوف يعالج من خلال آليات كثيرة، من خلال أن يُشرح لك.

هكذا قمنا بشرح الحالة، وفي ذات الوقت أن تغيري نمط حياتك، وأن تحقري فكرة الخوف، هذا كله - إن شاء الله تعالى – سوف يناقشك فيه الطبيب، وسوف يقوم أيضًا بتدريبك على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وبهذه المناسبة موقعنا أعد استشارة تخص تمارين الاسترخاء تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين لمن لا يستطيع أو لا يجد شخصًا يُدربه، فيمكنك أيضًا الاستفادة منها.

أعتقد أن الطبيب سوف يقوم بإعطائك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهنالك عقار ممتاز جدًّا يعرف باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) هذا الدواء سوف يفيدك كثيرًا، وأعتقد أنه متوفر في المغرب، والجرعة المطلوبة هي خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يتم تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر تدعيمي – أي يساعد في فعالية السبرالكس – هذا الدواء يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) من الأدوية التي وجد أنها مفيدة جدًّا، وهو دواء بسيط وغير إدماني وغير تعودي، والجرعة المطلوبة في مثل حالتك هي حبة واحدة – وقوة الحبة نصف مليجرام – يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة مساءً لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

إذن الحالة بسيطة - إن شاء الله تعالى – وأرجو أن تتبعي ما ذكرته لك، وإذا كان هنالك حاجة لأي فحوصات إضافية سوف يقوم الطبيب قطعًا بإجرائها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً