الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا وصلت للوزن المثالي هل سأشفى من مرض السكر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة عمري 23 عاما، وزني 110، وطولي 173، لدي نسبة سكر معتدلة وأنا صائمة 128، وبعد الفطور أكثر من ساعتين 309، أعلم أنه وزن زائد ونسبة سكر كبيرة، ولدي أيضاً زيادة في هرمون الحليب والذكورة؛ لأني فحصت قبل سنتين ولم أفحص من جديد.

أريد نظاما غذائيا مناسبا لنسبة السكر، أو اتباع أي نظام صحي والامتناع عن السكر؛ لأني أريد أن أشفى منه بالحمية من غير علاج، فهل إذا نزلت وزني للنصف مثلا، تنضبط عندي الهرمونات؟ وكم مقدار الرياضة في اليوم؟ فقط أمشي في البداية، لدي جهاز المشي في المنزل، كم السرعة المناسبة للمشي 30 أو أكثر؟ دلوني ماذا أعمل في البداية؟ وكم الوزن المثالي لي؟

سؤالي الأهم: إذا وصلت لهذا الوزن المثالي بالصحة -بإذن الله- هل سأشفى من مرض السكر نهائيا؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالسمنة مرض من الأمراض المزعجة، وهي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي، نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وبداية التخلص من السمنة تحتاج إلى الاعتراف بوجود مشكلة ناتجة من السمنة، والرغبة الأكيدة في محاولة حلها، ولأن معظم المشاكل التي تواجه الفتيات لها علاقة بالسمنة، فلذلك يجب تحدي النفس في مسألة الضعف أمام أصناف الأطعمة المتعددة، والبدء الفوري في نظام غذائي يعدل كفة الميزان بين ما تتناولينه من سعرات حرارية، وبين الاحتياج اليومي، حتى تتوقف عملية التخزين، وتبدأ مرحلة حرق الدهون والتخلص من المخزون بالتدريج، وبغير تلك النظرة فلن تنجح أي محاولة لإنقاص الوزن؛ لأنها سوف تصطدم بالرغبة في الأكل.

اضطراب الدورة الشهرية من أحد المضاعفات التي تنتج عن السمنة والوزن الزائد، والمواد السكرية تستخدم مباشرة كوقود ليمد جسم الإنسان بالطاقة، كما يخزن جزءا منه في الكبد على صورة جلايكوجين، وما زاد عن الحاجة بعد ذلك يتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية للجسم، ويحتاج جسم الإنسان طاقة أساسية BMR وهي التي يحتاجها جسم الإنسان لنشاطاته الغير إرادية، مثل دقات القلب والتنفس وحركة الأمعاء، وغيرها، ولا تختلف كمية هذه الطاقة من فرد إلى فرد كثيرا، ولكن الاختلاف يأتي من الحركة وبذل المجهود العضلي، وممارسة الرياضة، حيث أن ذلك يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية، وعادة ما يحتاج الإنسان العادي المتوسط الوزن حوالي من 2500 إلى 3000 سعرة حرارية، والباقي يخزن في الجسم على صورة دهون.

هناك ما يعرف بمعدل كتلة الجسم، وبهذا المعدل يمكن معرفة حالة الجسم من حيث السمنة أو النحافة، ولحساب دليل كتلة الجسم حسب المعادلة (الوزن بالكيلو جرام مقسوم على مربع الطول بالمتر المربع) وفي حالتك فإن معدل كتلة جسمك تساوي 37 تقريبا، وهي تدخل في نطاق السمنة المفرطة، وهي بين الرقم 35 والرقم 40، ولكي تصلي إلى الوزن القياسي يجب أن تخسري 35 كجم.

السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص الدائبي الحركة، أو الذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر، ولكن يجب أيضا أن نعرف أن قلة حجم النشاط ليس هو الحل، والمثال على ذلك لو أنك مارست السباحة أو الجري لمدة ساعة كاملة دون توقف، فإنك ستفقدين حوالي 170 سعرة حرارية، فإذا توقفت بعدها وشربت كوباً من البيبسي وقطعة صغيرة من الشوكولاته فإنها ستعطيك 500 سعرة حرارية.

مما سبق يتضح لنا أن أهم سبب لحدوث السمنة هو تناول كميات من الطعام أكبر مما نحتاج، والتحكم بالنظام الغذائي للبدينين هو أهم وأنجح طريقة يمكن بها تخفيض وزنهم، وذلك بتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة لحدود أقل من حاجة الجسم من الطاقة، وبعيدا عن الكميات والأرقام يمكن عن طريق زيادة كميات السلطات والخضار المسلوقة والطازجة، والسمك والدجاج المشوي، والخبز الأسمر، وشوربة العدس وشوربة الشوفان، والحليب قليل الدسم، والخيار والطماطم والخس، مع التنوع اليومي في هذه الأطعمة، وترك وجبات المطاعم، والشيكولاتا والحلويات، والمشروبات الغازية، عندئذ ستصلين إلى الهدف المنشود.

وللإجابة على أسئلتك أقول لك: عند تشخيص وجود مشاكل في السكر، فإن شيئين يكونان قد حصلا، الأول هو نقص كمية الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، والثاني هو حدوث مقاومة من الخلايا، وهي مصانع حرق السكر لعمل الإنسولين، ولذلك في المرحلة الأولى فإن حبوب الجلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا مهمة جدا لإنقاص الوزن، وعلاج اضطراب الدورة يجب أخذها، حتى لو كان السكر سليما وغير مضطرب، طبعا هذا مع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة المنتظمة، وأكل نوعيات الطعام المذكورة سابقا، كذلك فإن حبوب الجلوكوفاج، بخلاف أنها تحسن عمل الإنسولين، فإنها بالتالي تقلل هرمون الذكورة، وتمنع حب الشباب، وتعالج اضطراب الدورة.

مؤكد أن نزول الوزن بشكل مناسب سوف يؤدي إلى ضبط الهرمونات والدورة الشهرية، وأقل مدة رياضة من الممكن أن تحرق سعرات حرارية هي نصف ساعة فأكثر، والسرعة المناسبة هي 30 على التريد ميل، حتى لا تؤثر على مفاصل الركبتين.

الوزن القياسي المناسب لك هو 75 كجم، والشفاء من عند الله سبحانه وتعالى، وتحسن عمل الإنسولين من خلال الحمية الغذائية، والتمارين الرياضية، وحبوب الجلوكوفاج، والتي ليس لك غنى عنها، وعندما تخسرين الوزن الزائد وينتظم عمل الإنسولين، فقد لا تحتاجين إلى أي علاج بعد ذلك -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً