الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير حالي وأصبحت انعزاليا وأتضايق من المذاكرة

السؤال

أنا طالب في كلية الطب، بعمر 23 عاما، كنت متفوقا قبل الجامعة ومواظبا على صلاتي، ولا أعرف ما حدث لي في الجامعة، نجحت في الفرقة الأولى بصعوبة ورسبت في الفرقة الثانية ثلاث مرات، ولا أنتظم في الصلاة أكثر من يومين، ولا أقدر على المذاكرة، أشعر بضيق شديد إذا ذاكرت وأتركها سريعا، وإذا ضغطت على نفسي لا أستمر في المذاكرة غير يومين أو ثلاثة ثم أقطعها، لا أذهب إلى المناسبات مع عائلتي؛ لأني أتحرج من رسوبي وسؤالهم عن دراستي؛ مما جعلني منعزلا ومكتئبا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وقد أعادني سؤالك سنوات للوراء عندما كنت طالبا في كلية الطب!
يا ترى ما هي أسباب قلة الرغبة في الدراسة، وفي تهاونك بالصلاة؟
وما هي ظروف حياتك الأسرية والاجتماعية؟
وهل أنت مشغول البال بالأحداث الكثيرة التي تمرّ بها مصر؟
وما هي طريقة دراستك؟
وما هي اهتماماتك وهواياتك الأخرى إلى جانب دراستك الجامعية؟
وما هو نمط حياتك اليومي؟

كل هذه الأسئلة هامة لأنه من الصعب أن نفصل بين كل هذه المواضيع وبين وضعك الدراسي.

هل هناك ما يشغلك عن الدراسة كقضاء الوقت الطويل مثلا على النت والألعاب الالكترونية؟ أنا أسأل فقط ولا أفترض بالضرورة أن هذا موجود، ولكنه مرّ معي بما يتعلق بالكثير من الشباب أمثالك.

لاشك أنه يوجد عندكم في كلية الطب مرشد أكاديمي مسؤول عن تطور الطلاب يمكن أن تجلس معه، وتراجع كامل وضعك في الكلية، وتبحث معه عن الخيارات المتاحة أمامك، وأن تسأله عن تقييمه لهذا الوضع، وخاصة أنك رسبت عدة مرات، وهذه ليست مما اعتدت عليه، وتحدث معه كيف يمكنك السير للأفضل في الدراسة.

اسمح لي أن أقول: إنه لا توجد وصفة سحرية، ولا توجد طريقة من دون الدراسة الجدية والعمل والتعب وبذل الجهد!

ولا شك أن هناك أمورا كثيرة يمكنك القيام بها من أجل تحقيق هذه الدراسة بالشكل المناسب، ومما يمكن أن يفيد، والتي يمكنك أن تبدأ معها اليوم، وليس غدا:
• بذل جهد أكبر في الصلاة على وقتها قدر الإمكان، فهذا سيرفع كثيرا من معنوياتك، وخاصة يبدو أنك حريص على رضا الله تعالى وتوفيقه لك.

• تقسيم الوقت للدراسة في النهار أو المساء إذا كنت ممن يفضلون الدراسة مساء، وبحيث يتخلل ذلك دقائق من الراحة.

• تحديد المادة المطلوبة للدراسة، وقبل أن يحين الوقت الذي حددته للدراسة، وبحيث لا تحتار كثيرا في اختيار المادة التي تدرسها في هذه الفترة.

• تناول الطعام والشراب باعتدال قبل الدراسة، بلا جوع وبلا تخمة، فكلاهما مما يدعو للنوم.

• تهيئة جو الغرفة فلا تكون باردة ولا حارة، وإنما الاعتدال، وكذلك من ناحية الأصوات.

• هناك كثير من الطلاب يحبون الدراسة في مكتبات الكلية، ولديكم في معظم الكليات الأمريكية مكتبات في غاية التنظيم والهدوء والجو المريح.

• محاولة زيادة المدة المخصصة للدراسة وبالتدريج، كي يعتاد جسمك على هذا الجهد.

• أن تبدأ الجلسة بمراجعة ما درسته في الليلة أو اليوم السابق، فهذا مما قد يزيد حافزيتك للدراسة.

• لا بأس أن تأخذ كوبا من الشاي أو القهوة أو الشكولاتة الساخنة أثناء الدراسة، مما يزيدك نشاطا.

• إذا ما شعرت ببعض النعاس أو التعب أثناء الدراسة أن تأخذ بعض الوقت للاستراحة، وأن تقوم من مكانك، وربما تقوم ببعض الحركات الرياضية الخفيفة لمجرد التنشيط.

• أن تضع اللابتوب أو جهاز الكمبيوتر وربما الهاتف الجوال (والبلي ستيشن) بعيدا عنك.

• مما يعين كثيرا أن تدرس مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، فهذا مما يدعوك للنشاط، ولكن انتبه أن لا يصبح هذا بابا للانشغال وإضاعة الوقت.

• لا بد من التأكيد كثيرا على حضور المحاضرات وأخذ ملاحظات مختصرة للمحاضرة.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والنجاح، لنراك طبيبا معنا خلال سنوات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً