الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التماثل في الجنسية من شروط الزواج؟

السؤال

السلام عليكم

تقدم شاب لخطبتي ووافق أبي عليه، وبعد فترة رفضه أبي بحجة أنه أجنبي وليس من جنسيتنا، مع العلم أنه كان يعرف ذلك من البداية، وعندما سألته عن السبب قال: مزاجي وأنا حر.

هل تحديد الجنسية من شروط الزواج؟ أنا لم أسمع هذا في الدين أبداً، كيف أقنع والدي بالأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على إقناع هذا الوالد الذي رضي بالخاطب ثم رفضه، فإن هذا الأمر لا يمكن أن يُقبل، خاصة إذا كان يعرف من أحوال الخاطب أنه أجنبي ونحو ذلك، لا شك أن الدين لا يعرف هذه اللغة، ولا يعرف هذه التسمية، ولذلك نحن نتمنى أن يهدي الله كبار السن، وأن يرد الجميع إلى الحق والصواب.

وننصحك بالتعامل مع الوالد بهدوء، ومن المفيد والمهم أن تعرفوا الأسباب الفعلية لرفضه، إذا كان السبب هو هذا السبب المذكور الذي كان يعرفه، ثم وافق على الشاب ثم رفضه لأجله، فإن هذا لا ينبغي أن يحدث، وأرجو أن تبحثي في الأعمام والأخوال، والعقلاء والفضلاء من يستطيع أن يؤثر عليه، إذا كان الشاب صاحب دين، وكان مناسبًا، ولم تكن هناك إشكالات في هذه الزيجة، لأننا دائمًا نريد الفتاة أن تتزوج من أبناء بلدها خاصة في هذا الزمان، فربما تكون هناك إشكالات قانونية أو اجتماعية لأبناء الإنسان إذا تزوجت المرأة من غير بلدها، ومن غير جنسيتها.

كما أن حصول التوافق في العادات والتقاليد ونمط الحياة مما يعين على التماسك الأسري، لكن بعض الأجانب قد يكون عاش في البلد وترعرع فيه وتربى، وأخذ عادة أهل البلد، وهو صاحب دين وخلق، ورضي بالفتاة ورضيتْ به، فإن عند ذلك ما ينبغي أن يقف في طريقها أحد، لأن الشرع يريد ويُوصي فقط بصاحب الدين والخلق، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وهذه هي الأسس التي نبني عليها، فإن وجد بعد ذلك وسائل أخرى للوفاق والتقارب فذلك خير إلى خير، ولكن الدين لا يعتدَّ إلا بهذا الشرط الأساسي، فليس للأب ولليس للأم، وليس لأحد أن يرفض الخاطب إذا كان صاحب دين وأخلاق، ورضيته الفتاة، وجاء البيوت من أبوابها وقابل أهلها، والعجيب أن الوالد قبله ورضي به.

على كل حال نحن نكرر دعوتنا لك للتعامل مع الوضع بحكمة، والاجتهاد في معرفة الأسباب الفعلية، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع حتى نستطيع أن نفكر معك في الأسلوب المناسب في الحل.

كما نتمنى من ذلك الشاب إذا كان حريصًا أن يُكرر المحاولات، ويُدخل وساطات بعد أن تتوجهوا جميعًا إلى رب الأرض والسماوات، وعليه أن يأتي بمن يُقنع الوالد من الدعاة ومن الفضلاء، من يستطيعون أن يؤثروا على الوالد ويجعلوه يقتنع، لأن هذا المبدأ الذي رفض لأجله لا قيمة له من الناحية الشرعية، والشريعة كما قلنا تهتم بأمر الدين والأخلاق، وحصول الوفاق والميل والقبول من الطرفين.

نتمنى أن يكون في الأسرة من العقلاء والفضلاء من يستطيع أن يتدخل، ليتكلم بلسانك ويعينك على إقناع هذا الوالد، ونتمنى أن يكون فعلاً الخاطب صاحب دين وأخلاق، وننصحك بأن تقدمي بين يدي طلب الوالد صنوفًا من البر والإحسان إليه، ومعرفة فضله، وتذكري أن في رفضه أو قبوله ربما يكون يراعي مصلحتك، لكن قد يُخطئ الطريق، فاصطحبي هذه المشاعر النبيلة، وتذكري أنه والد، نسأل الله أن يعينك على بره، وأن يعينه أيضًا على الوفاء لك، فإن من بر البنت بوالدها أن يضعها عند الرجل الصالح صاحب الدين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً