الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في الرأس ووخز لاسع في كامل الجسم بالتناوب بينهما.

السؤال

جزاكم الله خيراً وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

لقد عانيت منذ عشر سنوات: من تنميل في مناطق من الرأس، نزل إلى الكتف واليد اليسرى، اختفى في ظرف أسبوع، وفي الأيام الأخيرة، وبينما أنا أقرأ الجريدة على متن الحافلة، أحسست بدوران سرعان ما توقف، خلال ذلك الأسبوع عاودتني الحالة التي مر عليها 10 سنوات، الجديد هو: أنها مصحوبة بهواجس وخوف من الموت، وأسئلة من قبيل مع من أنا؟ ربما جنون؟ عصبية تجاه أهلي، فقدان الشهية، قلة النوم.

زرت طبيباً متخصصاً في الأعصاب، وشخص حالتي بكونها حالة اكتئاب، ووصف لي الدواء التالي: زيبام ولوديوميل بجرعات خفيفة: ربع النوع الأول، ونصف حبة من النوع الثاني، مدة العلاج ثلاثة أشهر، موازاة مع ذلك وضعت برنامجاً للرقية والعلاج بالقرآن الكريم، بعد مدة قصيرة تحسنت حالتي والحمد لله.

السؤال: هل هذا هو الطريق الصحيح؟ وهل من الضروري إتمام العلاج؟

لا أزال أحس ببعض الألم في مؤخرة الرأس عند الإجهاد ورفع الصوت، مع فرقعة في أعلى العنق في اتجاه الدوران إلى اليمين، مع السلام في الصلاة وغيرها.

أشكو منذ فترة طويلة من ألم لاسع في جسمي كله كوخز بالإبر، متناوب مع ألم في الرأس ككتلة ضاغطة على رأسي، فعندما يؤلمني رأسي لا يكون هناك ألم أو وخز لاسع في جسمي، والعكس صحيح، عندما يكون هناك ألم ووخز في جسمي كله لا أشعر بألم في رأسي؛ أي أن هذا الألم متناوب بين جسمي ورأسي.

مع العلم أني ذهبت إلى دكتور وقال لي: المشكلة أعصاب، ووصف لي مغنزيوم ودواء يسمى stresam، تابعت العلاج مدة شهر لكن دون نتيجة، مع العلم أني في الآونة الأخيرة أصبحت قلقا ومتخوفا جدا من هذا الألم؛ لكوني لا أعرف سببه، لاسيما أني مقبل على وظيفة، فهل هو مشكلة الأعصاب أم هناك شيء آخر كالتهابات؟ وإذا كان من الأعصاب فما هو الحل؟

شكرا لكم وجزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karoudi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

الذي يظهر لي: أن أعراضك في مجملها تأتي تحت ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، لديك عدة أعراض جسدية، لكن لا أرى أن منشأها عضويا، أرى أن حالة الهواجس والخوف والتوترات والقلق، والخوف من الموت على وجه الخصوص هي: التي أدخلتك في هذه الحالة، والأعراض الجسدية المختلفة من إحساسك بالآلام في مؤخرة الرأس، والذي يظهر لك عند الإجهاد والفرقعة التي تحدث عند العنق، وكل الأعراض التي ذكرتها؛ أعتقد أنها ناتجة من انقباضات عضلية يكون السبب فيها هو حالة القلق الذي تعاني منه.

هذا لا يعني -أيها الفاضل الكريم- أننا نتجاهل الأسباب العضوية، وأنا أحسب أنك قد قمت بإجراء الفحوصات اللازمة التي يجب أن تكون مطمئنة لك، والفحوصات يجب أن تشمل التعرف على مستوى فيتامين (د)، الآن لوحظ أن نقص فيتامين (د) في كثير من الدول يؤدي إلى أعراض جسدية تشبه أعراض الروماتيزم، والفحص إن شاء الله بسيط، يمكنك أن تُجريه مع بقية الفحوصات الأخرى، وهي الفحوصات العامة الخاصة بمستوى الدم، ومعرفة وظائف الكلى والكبد، ومستوى الدهنيات ووظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات عامة ومهمة، وهنالك أيضًا فحص خاص للروماتيزم بجانب فحص ترسيب الدم، وأعتقد حين تذهب وتعرض مشكلتك على الطبيب سوف يقوم بإجراء اللازم حيالك.

كما ذكرت لك قناعاتي: أن الحالة نفسية كبيرة جدًّا، لكن أكرر: يجب أن تُجري الفحوصات التي ذكرتها لك؛ لأن ذلك في حد ذاته سوف يساعدك ويجعلك أكثر طمأنينة.

الذي أراه أيضًا هو: أن تقوم بتنظيم برنامج رياضي، الرياضة ذات فائدة عظيمة جدًّا، ابدأ بدايات بسيطة، مثلاً: المشي لمدة عشرة دقائق أو ربع ساعة في اليوم، وبعد ذلك ارفع المعدل بشرط أن تكون ملتزمًا بالاستمرارية في هذه البرامج الرياضية، سوف تحس بأن الإجهاد الجسدي، الآلام، التوترات، كلها إن شاء الله بدأت في الانخفاض والزوال.

تمارين الاسترخاء أيضًا علاج جيد ومفيد، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتحاول أن تطبقها، عسى أن تجد إن شاء الله تعالى فيها فائدة.

النقطة الأخيرة التي أود أن أذكرها لك هي: أريدك أن تستمر على عقار (لوديوميل) هذا دواء ممتاز، وهو مضاد للاكتئاب، ومحسن للمزاج، ويزيل القلق، وفي ذات الوقت يتميز بسلامة عالية جدًّا، لكن لا تتناول عقار (زيبام) هو دواء أيضًا ممتاز لكن يسهل التعود عليه، أما الـ (لوديوميل) فلا يؤدي إلى أي نوع من التعود.

الذي أراه هو: أن تستمر على جرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا من الـ (لوديوميل) تناولها ليلاً لمدة شهرين، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها يوميًا، تتناولها ليلاً لمدة أربعة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر –وهذه ليست مدة طويلة أبدًا– بعد ذلك اجعلها بنفس الجرعة يومًا بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

ويمكن أن تُضيف عقارا آخر يعرف باسم (سلبرايد) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (دوجماتيل) وربما يكون متوفرًا تحت مسميات تجارية أخرى في المغرب، هو دواء بسيط جدًّا وفعاليته معروفة في علاج الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه؛ الجرعة هي: كبسولة واحدة –وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا– تتناولها صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: اجعل حياتك عامرة، عامرة بكل خير، الفعالية على مستوى الأسرة، الفعالية على مستوى العمل، الفعالية على مستوى الأصدقاء، الفعالية والتطوير المعرفي والثقافي.

وقد أسعدني تمامًا أنك أيضًا قد دخلت في برنامج العلاج بالرقية الشرعية، هذا عظيم وجميل وطيب، وفي ذات الوقت احرص على الصلاة في وقتها، وارق نفسك، ويجب أن يكون لك وردًا يوميًا من القرآن، وعليك بالأذكار والدعاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات عصام العامري

    جزاكم الله خير

    وان كان الموضوع قديم نوعا ما
    ولكن وددت أن يضيف فحص آخر وهو فحص جرثومة المعدة عن طريق النفخ والتأكد من عدم وجود ارتجاع من المعدة وشكرا لكم

    والاستمرار على الرقية وقراءة البقرة يوميا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً