الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرأت على مريض فأصبت بألم في معدتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواننا الأعزاء في يوم حضر عندي صديق -عافانا الله وإياكم وشفاه الله من كل مرض- أتى إلى بيتي وكان مصابا بمس؛ وبحيث إنني أحد طلبة العلم الشرعي -دراسات عليا- حاولت مساعدته كصديق، وفي أثناء التلاوة على بعض الماء أنا وهو ظهر مسه على صوته وهو يجلس في بيتي.

المهم: شعرت بالإصابة بالرياح أو بشيء، وقد أصبت بألم في بطني ومعدتي وخاصرتي وصدري وفي رأس المعدة لدي، وشعرت أن أهل بيتي قد تأثروا أيضا، فأصبت بخوف على نفسي وعلى زوجتي وأولادي، ومن فضل الله تمكنت من تلاوة القرآن والرقية الشرعية، وقرأت أنا بنفسي -وأعوذ بالله من كلمة أنا- على نفسي آيات كثيرة، وسور من كتاب الله، وكانت فواتح البقرة وقول الله (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) وقول الله (فسيكفيكهم الله) وآية الكرسي، والعشر الأواخر من سورة البقرة وفواتح آل عمران، وأوائل كل السور من كتاب الله وأواسطها، وصولا إلى الجزء الخامس عشر، وسورة الكهف كاملة، وسورة يس، وسورة الذاريات والأحقاف والصافات والدخان والحديد والزخرف والحشر والملك والجن والفجر والحاقة والبروج والزلزلة والكافرون والإخلاص والمعوذتين، والأدعية المعروفة للاستعاذة بالله من الأرواح الخبيثة.

ولقد التزمت بذلك من قبل رمضان بأسبوعين ووصولا إلى اليوم، وذهبت أيضا لشيخ ليرقيني، وبالفعل بعد أن ذكرت للشيخ ما ذكرته من التشخيص، والشعور بالوسواس القهري، وأيضا ما تم تلاوته على نفسي وعلى الماء، وبعد تلاوة الشيخ علي، قال لي: أخي أقسم لك بالله العلي العظيم أنه لا يوجد بك روح خبيثة، ولا حسد ولا عشق ولا مس ولا سحر ولا لبس أو مس، فقلت له: إنني أشعر بقمة الراحة وأنا اقرأ آية الكرسي وأكررها أكثر من عشرين مرة، فقال لي: لعلك مصاب عضويا.

وللعلم فقد حدث معي حادث بالدراجة النارية قبل أن يحدث ما حدث مع صديقي، ولقد شربت ماء مقروءا عليه، وكنت أفطر عليه في رمضان، واغتسلت به، وأيضا الزيت المقروء عليه، وأتى لي معالج روحاني أيضا، وقال لي: ليس بك شيء.

أنا الآن أشعر بألم بسيط أسفل الظهر في الجوانب (الخواصر) وألم يتحرك كأنه شيء يمشي أسفل بطني، ويتحرك ما بين السرة، وكذلك ألم في رأس المعدة، وأشعر في بطني بالكثير من الغازات والتجشؤ الكثير، وفي بعض الأوقات أشعر أن جوانب ظهري بها سخونة يفتلق منها الحجر، وألم بها، وفي بعض الأوقات ارتداد معوي، وشيء صغير بصغر البيضة بالقرب من السرة كأن له نبضا.

أشعر بهذا عندما أفكر بموضوع الجن، مع أنني والحمد لله متيقن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولكن أصدقكم القول: إن الأمر فيه عدة جوانب نفسية ووسواسية، ولكن هل به جانب عضوي؟ يا ليت تفيدونني، هل هذا مثلا: قولون عصبي؟ علما أنني قبل فترة -قبل 9 أشهر- قد عملت منظارا للمعدة فوجد الطبيب معي التهابات في الاثني عشر.

وهل هو مرض روحي، والمشايخ الذين تلو القرآن بالرقية علي لم يصلو إلى الحد المطلوب، مع أنني أعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قد رقى بآية.

الرجاء من إخوتي في الإسلام إفادتي بشكل واضح: هل هو مرض عضوي وبعض الهواجس، أم أنه روحي ولم يخرج، ولكنه مسيطر عليه بما شاء الله في صدري من حفظ كلام الله؟

أتمني أن تردوا علي بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُلبسك لباس العافية، وأن يُذهب عنك ما تعانيه وتجده.

لقد أحسنت -أيها الحبيب- حين لجأت إلى كتاب الله تعالى، ترقي به نفسك وتقرأه على جسدك، وفيه شفاء، كما أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور}، وقال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة} فهو شفاء -بإذن الله تعالى- ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ولذلك فوصيتنا لك أن تداوم على ما أنت عليه من قراءة الأذكار والتحصن بكتاب الله تعالى، وقراءته على نفسك وعلى ماء تشربه وتغتسل به، فإن ذلك ينفعك على أي حال.

ولا بأس عليك فيما لجأت إليه من الاستعانة بمن يرقيك ويعينك على ذلك، وقد ظهر لك من خلال كلام الثقات من الرقاة كما أخبروك أنه لا شيء بك، وهذا الذي يبدو لنا من خلال كلامك.

ولذلك فنصيحتنا لك: ألا تسمح لهذه الوساوس بأن تسيطر عليك وتتغلب عليك، فاستعن بالله وتوكل عليه، واطرد عن نفسك هذه الوساوس، وهذه الثقة بالله تعالى والجزم بأنك بخير وعافية هي من أسباب شفائك بإذن الله تعالى، فإن قوة نفسك وصحة اعتمادك على الله تعالى من أعظم الأسباب التي تطرد عنك الداء كما يُقرر هذا العلماء، وابن القيم -رحمه الله تعالى- تحدث عن قوة نفس المريض وأثرها على الإنسان المريض، ولذلك يقول: "شرع الله تعالى لنا زيارة المريض لتحصل له هذه القوة في نفسه".

فإذًا ينبغي لك أن تستمر على ما أنت عليه من قراءة الأذكار والتحصن بها، ولكن ينبغي لك في المقابل أيضًا: أن تستشعر نعمة الله تعالى عليك بالعافية، وأنك صحيح معافى لا ضير عليك، وإذا كنت تعاني من آلام حسّية فينبغي لك أن تطلب الدواء لدى الأطباء المختصين، فإن هذا مما شرعه الله تعالى أيضًا، قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء)، وقال: (تداووا عباد الله).

ولا بأس بأن تعرض نفسك أيضًا على الأطباء النفسيين الثقات فإنهم سيعينونك أيضًا في تشخيص حالتك وما تعانيه.

نسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل، وأن يُذهب عنك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً