الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أكره كل شيء بسبب شكلي ومشاكلي العائلية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أود أن أشكركم على الموقع الرائع والمفيد، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة، عمري 26 عاماً، طولي 150سم، ووزني 73 ك، عملت أكثر من ريجيم، وكنت عند أخصائية، ونزل وزني حتى أصبح 58 كيلو في فترة ثمانية أشهر، ثم عاد وزني.

كنتُ أعمل بعض الريجيمات، ثم أرجع مرةً أخرى إلى وزني، وأصبح عندي ترهلٌ كبير، وعندي شراهة في الطعام غير طبيعية، وتوجد عندي ظروف اجتماعية صعبة جداً -أي مشاكل عائلية لها بداية وليست لها نهاية-، أحياناً أحس أني أوبخ نفسي، ولا أهتم بنفسي، وأتغاضى على نفسي، وعن علاج أسناني، فعندي خراج تحت طواحيني، وعندي التهابات فطرية في المنطقة الحساسة، وقشرة وجروحٍ في شعري، وعندما يتقدم لي أحدهم لا أرضى بمقابلتهم.

أنا أصلي –والحمد لله-، لكني أصبحت أكره كل شيء، ولا أتمتع بشيء في الحياة -أي لا أحس بطعم الفرحة أبدا-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

نحن البشر كثيراً ما نسجن أنفسنا في أفكارٍ ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلاً نتحلى بصفاتٍ معينة، أو أننا ضعاف الثقة في أنفسنا، أو أننا غير جذابين، أو أننا غير مقبولين من قبل الآخرين، وتأتي عادةً هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلاً: إن عندنا خجلاً أو تردداً أو حساسية، أو ضعف الثقة في النفس، أو قلة جاذبية، فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنواتٍ قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار، ويشعر أنه في سجن، وينسى أن مفتاح هذا السجن في يديه!

لابد لك أختي الكريمة وقبل أي شيء آخر أن تبدئي بحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، بغض النظر عن الوزن والشكل والطول، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمةٍ ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها، وخاصةً نمط الحياة، من التغذية، والنوم، والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، واعطي نفسك بعض الوقت حتى تبدئي في تقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

يقول لنا الله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} فنحن مكرّمون عند الله، وقد قال تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحدياتٍ ومواقف، وكما يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها؟!!

ومن الطبيعي أن يشكك الإنسان أحياناً في قدراته، وخاصة عندما تكون عنده مشكلة ما في الطول أو الوزن، أو ملامح الوجه، وخاصةً عند اللقاء بالنساء، فيبدأ يشك في إمكاناته، وتراوده فكرة عدم قدرته على اللقاء بالناس، ويأتيه شعور وكأنه لن يكون مقبولاً من قبل الآخرين، أو بأنهم سيرفضونه -كما هو الحال ربما معك-، ولذلك ترفضين مقابلة الخطاب وغيرهم، فمثل هذه الشكوك طبيعية، وهي ستختفي تلقائيا مع الوقت، وخاصة إذا كنتِ تتحلين بالروح الإيجابية.

ولدينا قصصٌ كثيرةٌ عن رجالٍ ونساءٍ أُصيبوا بالكثير من الإصابات والعاهات وغيرها، ولم يمنعهم هذا من امتلاك آمالٍ وطموحات، ومن تحقيق الكثير من هذه الأحلام، وهم سعداء، ويمكن أن تشاهدي الكثير من هؤلاء ممن وضع مقاطع من حياته على اليوتيوب.

هل تعرضت في طفولتك لحدث أو بعض الأحداث الصادمة، مما يجعلك تشعرين بضعف الثقة بالنفس بعض الشيء؟

طبعاً وضعت في سؤالك العديد من الجوانب التي تحتاج للإصلاح في جوانب حياتك، ولكن لن تستطيعي علاجها كلها هكذا دفعةً واحدة، وإنما جزئيها، وقومي بتدبير كل جانب لوحده، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن الشمس قد أشرقت من جديد، فأنتِ شابةٌ هامة، ولك مكانتك في الحياة، بالرغم من المشكلات والصعوبات الأسرية.

من المحتمل أن تخف عندك مثل هذه الحساسية من تلقاء نفسها، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبكين فيها، كلقاء الناس، ومقابلة الخطاب، وإذا طال الحال أو اشتدت معاناتك مما تشعرين به من أعراض هذه الحساسية؛ فقد يفيد مراجعة أخصائية نفسية، ممن يمكن أن يقدم لك الإرشاد النفسي المطلوب.

وفقك الله ويسر لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر amira

    اختى الجميلة امل انا عندى بعض الحلول البسيطة لمشاكلك
    اولا.. موضوع الوزن ممكن كل ما تجوعى تاكلى خيار او طماطم او سلطة او تفاح و كمثرى و حاولى تخففى السكر يعنى حاولى بين الوجبات لو جوعتى مش تاكلى غير خضراوات او فاكه و خلى اخر وجبة قبل ما تنامى بساعتين يعنى مش تاكلى و تنامى على طول و حاولى تمشى كتير وتشربى مياه كتير .. بالنسبة للقشرة و الجروح فى كريم بانثينول ادهنى بية فروة راسك و متلبسيش حجاب و شعرك مبلول و استخدمى شامبو كلير ضد القشرة و فى عبوة صغيرة رخيصة جدا و اغسلى شعرك 3 مرات اسبوعيا و لكن حاولى تاخدى شاور يوميا عشان تبقى دايما نظيفة يعنى البسى بونية..بالنسبة للالتهاب الفطرية هاتى غسول و لو مش هينفع اجلسى فى مياه دافئة و ملح يعنى يوم و يوم و لازم تكون ملابسك الداخلية نظيفة باستمرار يعنى كل يوم تغييري و لازم تتنشفى كويس جدا بعد التواليت لان المياه تسبب باكتيريا و حاولى انك تختارى القطنيات و يكون لونها ابيض فى الملابس الداخلية.. و بالنسبة لاسنانك هاتى شريط واحد من الدواء دة (augmentin 1g) و دة مرة كل 12 ساعة ولو ضرسك عامل ورم هاتى (الفنترن)و دة لون القرص لبنى و بيتاخد قبل الاكل بساعة 3 مرات يوميا و لو نسيتى خديه بعد الاكل بساعتين و هاتى (ديكلوسب ) و دة مرتين فى اليوم بعد الاكل مرة بعد الفطار و مرة بعد العشاء و انشاء الله الخراج يروح بس حاولى تروحى لطبيب اسنان بعد ما تخلصى كورس العلاج دة .. و على فكرة انا متأكدة انك جميلة و عشان كدة دايما بتحاسبى نفسك و انشاء الله ربنا هيكرمك و استغفرى ربنا دايما فى وقت فراغك و انتى بتنامى و انتى فى البيت و انتى فى مواصلات وربنا هيحققلك كل حاجة نفسك فيها وهقولك قصة عن الامام الحسن البصرى كانت قاعد و معاة جماعة و جاءه شخص و قال له نحن نشتكى المطر يعنى مفيش مطر فى بلدهم قال له عليك بالاستغفار و ثانى شخص قال له يا امام انا ليس عندى اموال فقال له عليك بالاستغفار و الثالث قال له اننى اريد الزواج ماذا افعل قال له عليك بالاستغفار فسألوه من حولة من جماعتة احنا لاحظنا ان الثلاثة اللى جولك قلت لهم نفس الرد (عليك بالاستغفار)فقال لهم مش انا اللى بقول دة ربنا قال فى سورة نوح ..بسم الله الرحمن الرحيم . فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراو يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا .صدق الله العظيم ..دة وعد من عند ربنا اللى هيستغفر كتير ربنا هيرزقة بالمال و الاموال و البنين و كل شىء خلى عندك يقين فى الله و ربنا قال انا عند حسن ظن عبدى بى ..خليكى واثقة فى الله و ان الله لا ينظر الى وجوهكم ولا اشكالكم و لكن ينظر الى قلوبكم خلى قلبك متسامح و انا مبسوطة انك بتصلى و متأكدة ان ربنا هيخرجك من اللى انتى فى و متقوليش مشاكل ملهاش نهاية اللى ليه اول ليه اخر و انشاء الله ربنا هيكرمك و يفرحك قريب

  • الجزائر كريمة

    اتمنالك كل الخير اختي امل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً