الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد التخلص من الخوف والارتجاف عند المشاركة في الفصل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في الصف الثاني ثانوي، بداية هذه السنة شعرت بالخوف والاكتئاب من أن أرسب، دائماً يلازمني هذا الشعور، مع العلم أني كنت متفوقة -ولله الحمد- ومن الأوائل، لكن هذه السنة بالذات لا توجد لدي رغبة للمذاكرة أبداً، ولدي مشكلة التوتر والارتجاف عندما تجعلني المعلمة أكتب أو أجاوب، حتى زميلاتي في الفصل يستهزئن بي بسبب ارتجافي عندما أخرج وأكتب على السبورة، أريد التخلص من هذا الارتجاف والخوف المحرج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marooom حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على السؤال، وعلى التواصل معنا.

من الواضح أن ما وصفت هي حالة مما نسميه الرهاب الاجتماعي، و"الرهاب الاجتماعي" حالة قد تبدأ فجأة، وأحياناً من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام جمع من الناس، وفي بعض المناسبات كالحديث مع المعلمين أو أمام الطلبة، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه، وتسارع ضربات القلب، وجفاف الفم، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، أو يتحدث مع المعلم على انفراد.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية، كالتعرق والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص الإسراع في حديثة، أو طلبه من الآخرين، لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق، ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

وفي معظم هذه الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه المرحلة من نفسه، وخاصة عند اليافعين الشباب، وعندما يتفهم الشخص طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء، وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاولي أن لا تتجنبي الأماكن التي تشعرين فيها بهذا الارتباك، كالحديث أمام الطلبة والمعلمات، لأن هذا التجنب يزيد الأعراض والارتباك ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحمي مثل هذه الأماكن، ورويداً رويداً ستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم، والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

حاولي في وقت قريب أن تتحدثي أمام الطالبات، وسترين أن الأمر أبسط مما كنت تتصورين أو تتخوفين منه، وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطيعي السيطرة عليها، فيمكنك مراجعة الأخصائية النفسية التي يمكن أن تستعمل معك العلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، فالعلاج الأساسي والفعال يقوم على العلاج السلوكي المعرفي، وإن كنت أشعر بأنك ستتجاوزين هذا من نفسك، ومن دون الحاجة للأخصائية النفسية، صحيح أن الأمر قد لا يكون سهلاً في البداية، إلا أنه سيسهل مع الوقت.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نجيب

    الشخصية الجبانة فقط هي التي لديها الرهاب الاجتماعي عليك بالشجاعة

  • سليمة

    انا ايضا اعاني من هذه المشكلة

  • المغرب ilham

    جل الأعراض المذكورة أعاني منها شكرا على الشرح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً