الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب نقص الوزن بعد عملية البواسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في البداية أشكر الجميع على النصائح التي يقدمونها بشكل تفصيلي.

أنا بصراحة أتابعكم منذ سنتين تقريبا, وكنت أعاني من شرخ شرجي في بداية الأمر, وعندها لم أستطع معرفة المشكلة, هل هي بواسير أم شرخ شرجي؟ لعدم القدرة على الكشف السريري, وبعد أن بدأ الشرخ بمضايقتي؛ قمت بالذهاب للمستوصفات التجارية, وأفادني الأطباء بأن لدي شرخا شرجيا.

أعطوني بعضا من المراهم والملينات, وكان الشرخ يختفي مدة قصيرة ويرجع, واستمررت على هذا الحال مدة سنتين وأنا أراجع المستشفيات والمستوصفات التجارية, ولم أستفد منهم شيئا, حتى أخذت القرار بنفسي وذهبت لمستشفى سليمان الحبيب (الذي في العليا) ودخلت على الطبيب الجراح, وشرحت له موضوعي, ومعاناتي الطويلة مع الشرخ الشرجي, وقلت له: لا أستفيد من المسكنات سوى شهرا أو شهرين, ثم يعود الشرخ من جديد.

كشف الطبيب علي, وقال: هذا الشرخ مزمن, ولا بد من جراحة, قلت له: لا مانع من إجراء العملية, وقال: موعدنا غدا, وعمل لي كل تحاليل الدم, وأعطاني حقنة شرجية أستخدمها قبل أن آتيه لإجراء العملية.

أتيت في اليوم الثاني صائما, وكنت مرتبكا -صراحة- من العملية, زاد الارتباك عندما أخذوني إلى غرفة العمليات, فأجريت العملية, وكانت سهلة جدا, وكان التخدير كاملا, ولم أحس بشيء, فجلست عندهم 4 إلى 5 ساعات, وبعدها أعطوني أمر بالخروج, وقال الطبيب: هذا ملين اسمه (Agiolax) تستخدمه ثلاث مرات يوميا, ملعقة كبيرة.

علما أني قد أجريت العملية في رمضان 1434, ولم أستطع استخدام الملين سوى مرة واحدة فقط في اليوم, لم أستمر عليه بسبب أوجاع كثيرة حصلت في بطني من هذا الملين, وعند رجوعي لطبيب الجراحة اشتكيت له بأن الملين (Agiolax) قد أتعبني في معدتي, فأعطاني ملينا اسمه (Movicol) وكان استخدامه ممتازا, ثم استمررت على الملين ما يقارب الشهر والنصف وبعدها تركت جميع الملينات, والحمد لله ذهب الشرخ, وإن شاء الله لن يرجع.

سؤالي:

1- عند ترك الملين أحسست بأوجاع في بطني, وفي ظهري, فهل سببها الملين؟

2- بعد خروجي من العملية بأسابيع حصل لي نقص في الوزن مفاجئ, فقد كان وزني 72 كيلو, ثم صار في أقل من شهر 65 كيلو, فما تفسير هذا؟ هل سببه الإفراط في استخدام الملين؟ أم بسبب ارتباكي عند دخول غرفة العمليات, أم بسبب الصيام بعد العملية؟ أم ثمة سبب آخر؟

علما بأن عمري 29 سنة, وكان وزني سابقا 72 كيلو, والآن وزني 65 كيلو, وطولي 165سم, فهل يتطلب الأمر مراجعة الطبيب بخصوص نقص الوزن؟ وكم من الوقت أحتاج لإرجاع الوزن؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية, والحمد لله رب العالمين أن العملية قد تكللت بالنجاح, وأنت ولله الحمد أصبحت بخير.

بالنسبة لوزنك فأنت تقول: إنه بعد خروجك من المستشفى بأسابيع حصل نزول مفاجئ؛ فهل حصل كل هذا النزول خلال أسبوع؟ لأنك أجريت العملية في رمضان, أي منذ (8-10) أسابيع من يوم أن أجريت العملية.

فإن كان التناقص في الوزن تدريجيا منذ خرجت من العملية فقد يكون بسبب الصيام بعد العملية, كما ذكرت, والمهم أن تراقب الآن, فأنت أنهيت الصيام, وطعامك من المفروض أن يعود إلى ما كان عليه قبل العملية؛ فإن استمر في النزول فيجب البحث عن السبب.

ومن ناحية أخرى: فإن من المهم معرفة الشهية, فإن كانت الشهية موجودة, وتناولك للطعام جيد, والوزن ينزل؛ فهذا عادة يكون إما بسبب السكري, أو زيادة نشاط الغدة الدرقية, وأما إن كان هناك نقص في الشهية فقد يكون بسبب عوامل نفسية, أو بسبب أمراض, أو بسبب بعض الأدوية التي يتناولها المرضى, وفي هذه الحالة يجب أن يتم فحص طبي دقيق للجسم, وإجراء للتحاليل التي يراها الطبيب مناسبة.

وبما أنك تركت الملين؛ فإن كان هو السبب فإن الوزن يجب أن يتوقف الآن, ويبدأ الوزن بالزيادة إلى ما كان عليه, وأما عن زيادة الوزن فإن العودة إلى ما كان عليه يعتمد على كمية الطعام التي تتناولها, وعلى الطاقة التي تصرفها, وحسب مدى الحركة والنشاط الجسدي الذي تؤديه.

ما هو مهم -كما ذكرت- أن تكون الشهية طبيعية, وأن الوزن لم يستمر بالنزول, وقد توقف عن النزول, وإن شاء الله سيعود خلال عدة أسابيع إن كانت الشهية جيدة, ولا يوجد أي سبب آخر.

إن توقف الوزن عن النزول, وأنت تشعر بشكل جيد, والشهية طبيعية؛ فلا حاجة لمراجعة الطبيب, وأما إن كانت الشهية ناقصة أو زائدة؛ ومع ذلك يتناقص الوزن؛ فعندها يجب مراجعة الطبيب.

وأما آلام البطن والظهر: فهي ليست من الملين؛ لأن أي أعراض جانبية للأدوية عادة ما تختفي بعد التوقف عن الدواء.

وعلى كل حال فأنت عليك مراقبة الآلام إن كان لها علاقة بالطعام, أو مع أي نوع من الطعام, وموضع الألم إن كان في أعلى المعدة؛ فهذا يعود عادة من المعدة, وأما إن كان في الجانبين -أي في الخاصرة- فإما أن يكون من القولون, أو من الكلى, أو أحيانا من عضلات الظهر, وإن كان في أسفل البطن فيكون من القولون.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً