الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التلعثم والتأتأة في الكلام أثرت على مستواي الدراسي، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، عمري 13 سنة، أعاني من التلعثم والتأتأة في الكلام، وقد ظهرت هذه المشكلة – فأنا في الأصل لم أكن أعاني منها - قبل سنة تقريبًا، ولكنها ازدادت في الفترة الأخيرة كثيرًا، مما جعلتني أقل في حديثي ومشاركتي في الفصل.

كنت من الأوائل في السابق، ولكن الآن ومنذ أن ظهرت التأتأة، بدأت درجاتي بالنزول، وكلما حاولت المشاركة في الفصل؛ أبدأ بالتعرق، وتزداد نبضات قلبي، وأحس بثقل كبير في صدري، وأتجنب المشاركة، وخاصة عند القراءة، خوفًا من التلعثم، وهذه المشكلة موجودة في أحد أقاربي أيضا.

ولقد بدأت حاليًا بقراءة القرآن، وتطبيق تمارين الاسترخاء.

أرجو إفادتي بنصائحكم، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Park حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا يعتبر نوعًا من التلعثم أو التأتأة الثانوية المكتسبة، بمعنى أنها ظهرت عندك منذ وقت قريب، وغالبًا مثل هذه الحالات تكون ناتجة من رد فعل نفسي معين، فربما تعرضت لضغط نفسي بسيط، أو حدث لك نوع من المخاوف، أو كنت مشغولة بأمر ما، فحدث لك ما نسميه بـ (النكوص)، ويقصد به (التراجع)، أي أن الإنسان يتراجع إلى مرحلة تطورية أقل.

التأتأة في الأصل يصفها كثير من علماء السلوك أنها مثل كلام الطفل الصغير، فقد تكون نوعًا من النكوص الذي نتج من حالة قلقية.

المهم لا تشغلي نفسك بالحالة، لأنها سوف تزول عنك – بإذن الله -، خاصة وأن التأتأة تقل جدًّا في وسط الإناث، وتكثر في وسط الذكور، ولكن وجود التاريخ الأسري ربما يؤثر سلبًا، ولكن بدرجة بسيطة جدًّا.

الذي أرجوه منك هو الآتي:

أولاً: الحرص على تمارين الاسترخاء، وهذا أمر جيد جدًّا، فأنت ذكرت أنك تمارسين هذه التمارين.

ثانيًا: قراءة القرآن بصوت مرتفع وبتؤدة.

ثالثًا: لا تراقبي نفسك في أثناء الكلام.

رابعًا: حاولي أن تربطي ما بين التنفس وما بين بداية الكلام.

خامسًا: حددي الحروف التي تجدين صعوبة في نطقها، وأدخلي هذه الحروف في كلمات، وكرري هذه الكلمات.

سادسًا: تصوري أنك أمام جمع كبير من الناس، وطُلب منك أن تقدمي عرضًا لموضوع معين في المدرسة، وطبقي هذا الخيال. أي حضري الموضوع، وقومي بالفعل بتقديمه، ويا حبذا لو قمت بتسجيل المادة التي سوف تتحدثين عنها، وبعد ذلك تستمعين مرة أخرى لما قمت بتسجيله. وهذا نوع من التدريب السلوكي الجيد جدًّا، كما أن الكلام ببطء يفيد الكثير من الناس، فأرجو أن تكوني حريصة عليه.

الأمر الآخر: لا تلتفتي لأي نوع من الانتقاد الاجتماعي، فهذا أمر لا اعتبار له أبدًا.

من المهم أيضًا أن تتجنبي اللغة الحركية، ولا تستعملي يدك كثيرًا أثناء الكلام، واتباع هذه الإرشادات - إن شاء الله تعالى – سوف يأتي بنتائج إيجابية جدًّا، وإن استطعت أن تقابلي أخصائي تخاطب أيضًا هذا سوف يكون جيدًا، لأنه سوف يدربك على الربط ما بين التنفس ومخارج الحروف.

وانظري علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً