الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيطر الجن على صديقي، كيف أتعامل معه حتى لا يصلني آذاه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤالان أتمنى تجيبوني عليهما:

الأول: كيف أزيد طولي، علما أن عمري 16 سنة، وشهرين وطولي 170 سنتمترا، وأبي طوله 172 تقريبا، وأمي 155 سنتمترا، وكيف أعرف أن نهايات العظام مفتوحة أم مغلقة؟

السؤال الثاني : صديقي ضربه الجن، وسيطر عليه، وهو الآن صار (مخاوي) يعني بأمر الجن، وهذه حقيقة، وهناك مواقف أخاف منها كيف أبعده عني بدون أن يؤذيني؟ وكيف أتعامل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الصالحين الموفقين، الذين يُحبون الله ورسوله، ويحرصون على تنفيذ أوامره، ويقتدون بنبيهم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الفاضل الكريم - فإن السؤال الأول سوف أدعه للأخ الأخصائي الطبي ليتولى الإجابة عليه، وأما عن سؤالك الثاني فيما يتعلق بهذا الأخ الصديق الذي له علاقة مع الجن وصارت بينك وبينه مواقف ترتب عليها أنك أصبحت تخاف منه وتسأل كيف تُبعده عنك؟

أقول لك - أخي الفاضل الكريم - إن أهم وسائل دفع الجن عن الإنس إنما هو قراءة آية الكرسي، فاجتهد قدر الاستطاعة أنك عندما تكون معه، أو تحتك به قبل أن تبدأ الحديث معه تقرأ آية الكرسي، فإن الجني الذي معه لا يستطيع أن يصل إليك بحال من الأحوال.

لو استطعت أن تكون متوضئًا معظم الوقت يكون ذلك حسنًا؛ لأن المتوضئ يجعل الله له حارسًا يحفظه من كيد شياطين الإنس والجن، فحافظ - بارك الله فيك - على أذكار الصباح والمساء، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، مثل سابقتها، كذلك التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومثلها مساءً، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – بشَّر بأنها تكون حرزًا للإنسان من الشيطان على مدار اليوم والليلة.

كذلك تكرار آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وقراءة المعوذات وسورة الإخلاص.

هذه الأذكار المباركة لو قلتها باليقين صباحًا ومساءً لا يضرك لا إنسٌ ولا جن، مهما كانت خطورة الجني أو الإنسي فإنه لا يستطيع أن يصل إليك أبدًا - بإذن الله تبارك وتعالى - .

كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف الله عنك كيد شياطين الإنس والجن، تحافظ على الصلوات في أوقاتها؛ لأن الصلاة نور، وهي أقوى وسيلة من وسائل حفظ الإنسان من كيد الشيطان الرجيم.

أسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يوفقك لكل خير، وأُبيِّن لك أن الشيطان لا يستطيع أن ينال منك بنفسه، وإنما إذا شاء الله تبارك وتعالى مكّنه منك، أو سلطه عليك، وإذا لم يشأ لا يمكن لا للشيطان ولا لغيره من الجن ولا من الإنس أن ينال منك أبدًا أي شيء؛ لأن الله تبارك وتعالى ولي الذين آمنوا، وحافظهم، ويدفع عنهم ويدافع عنهم، والله تبارك وتعالى قدَّر المقادير وقسّم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ولا يمكن لهذا الجني أو غيره أن ينال منك بأي مكروه أبدًا إلا إذا كان قد قدَّر الله تبارك وتعالى لك ذلك.

فعليك - بارك الله فيك - ألا تشغل بالك بهذه القضية، واعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الشيطان ليفرك من المؤمن) ومعنى يفرك: أي يخاف، فما دمت تحافظ على الصلوات وتحافظ على الأذكار، وتحافظ على الأدعية، وتحافظ على الورد القرآني اليومي، فاعلم أن الشيطان يخاف منك ويخنس، ولا يمكن أن ينال منك أبدًا أي شيء، لا تخشى الشيطان ولا تخافه، لأنه ضعيف، كما قال الله تبارك وتعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا} ،وإنما عليك بتقوية علاقتك مع الله تبارك وتعالى ولا تشغل بالك بهذا الأخ، ولا بالجنِّي الذي يزعم أنه معه، ولا بغيره من مخلوقات الله تعالى؛ لأن الله لا يكلك لهؤلاء أبدًا، وسوف يحفظك ويرعاك على قدر إخلاصك له في الطاعة واستقامتك على منهاجه، والتزامك هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ/ موافي عزب .. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة/ د. محمد حمودة … استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لا يوجد مقاييس دقيقة لنمو العظام من (16 إلى 21) سنة، حيث يوجد دائماً اختلافات بين فرد وآخر، بالنسبة للذكور فإن الاستمرار في زيادة الطول يستمر حتى سن 18-19 سنة، وحسب منحنيات النمو، فإن طولك يمكن أن يصل إلى 172-175 بإذن الله مع سن 19-20 سنة.

والإنسان يزيد طوله بزيادة نمو نهايات العظام، ولا يمكن أن تعرف إن كان قد توقف الطول إلا بإجراء صورة شعاعية للعظام، ويقدر طبيب الأشعة أن نهايات العظام قد انغلقت تماما أي أن طبيب الأشعة هو الذي يقدر أن نهايات العظام قد انغلقت، ولا أرى أنك بحاجة لمثل هذه الأشعة فأنت تنمو بشكل طبيعي -ولله الحمد- فطولك مقارب لطول والدك.

نرجو من الله دوام العافية والقناعة بما كتبه الله لنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً