الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الإفادة حول أدوية الخوف ورهاب الساحة.

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: جزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به، وجعله في ميزان حسناتكم، أنا شاب عمري 26 سنة، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وشرحت له معاناتي، وقال لي: إني أعاني من نوبة هلع ورهاب الساحة، طبعاً معاناتي بدأت قبل عامين فجأة بدون أي سبب.

أنا الآن أعاني من خوف أثناء قيادة السيارة في السفر، خصوصاً إذا أسرعت قليلاً، أو يكون خلفي سيارة، أبدأ بالخوف والتعرق والقلق الشديد، وعدم بلع الريق وعطش شديد لدرجة أني أوقف السيارة مما جعلني لا أسافر إلا إذا ذهبت مع شخص، ولا أذهب لوحدي.

أيضاً في صلاة الجمعة يأتيني نفس الشعور: خوف وقلق وتعرق، حتى أصبحت أصلي في الصف الآخير، وأيضاً إذا لم أنم جيدا يأتيني خوف، وأحس بتعب وضيق بسبب هذا الشعور.

صرف لي الدكتور علاجين:

الأول: اسمه ميرزاجن نصف حبة قبل النوم لمدة أربعة أيام، ثم حبة كاملة قبل النوم.

العلاج الآخر: vealxr 37 مل حبة صباحاً يبدأ بعد أربعة أيام لمدة 6 أشهر.

سؤالي: أنا لم أستخدم الأدوية إلا العلاج الأول استخدمته تقريباً 4 أيام، وتركته؛ لأنه سبب لي خمولا، وأنا أعاني من الخمول أصلاً، الثاني لم أستخدمه لسببين: أخاف أن يسبب لي إدمانا، أو أنه نوع من المخدر، أو يؤدي للسمنة، أريدك أن تفيدني.

وفقكم الله وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائمًا ننصح الإنسان حين يراجع الطبيب أن يتواصل معه، أنت قمت بعمل ممتاز جدًّا وصحيح وعلمي، وهو مقابلة الطبيب، بعدها شعرت بهذه الأعراض، الرهاب الاجتماعي منتشر، وبالرغم من أنه ليس خطيرًا، لكنه مزعج، لذا التواصل مع الطبيب أحيانًا يكون هو المبدأ الرئيسي.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: هي كثيرة ومنتشرة، والـ (vealxr)، أعتقد أنه الـ (فلافاكسين)، وهو دواء جيد لعلاج الرهاب، لكن يجب أن تنتقل الجرعة من الجرعة التمهيدية إلى الجرعة العلاجية، والتي هي ما بين خمسة وسبعين إلى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم.

الـ (ميرزاجن) دواء يستعمل كمساعد لعلاج قصير الأمد؛ لأن الاستمرار فيه ربما يؤدي إلى شيء من التعود.

عمومًا مراجعتك للطبيب مرة أخرى أعتقد أنها مهمة، والخيارات الدوائية الأخرى كثيرة جدًّا، الذين يخافون من الشعور بالاسترخاء في بداية العلاج نقول لهم: هنالك أدوية لا تؤدي إلى هذا الاسترخاء، منها (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) كان يُعتقد فيما مضى أنه لا يساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، لكن اتضح أن هذا الأمر خاطئ، والصحيح أن له فعالية كبيرة جدًّا في علاج الخوف الاجتماعي، لكن يجب أن تكون الجرعة أربعين مليجرامًا على الأقل.

فيا أخِي الكريم: بعد التشاور مع الطبيب أنا أرى أن هذا الدواء الأصلح، ابدأ فيه بجرعة عشرين مليجرامًا (كبسولة واحدة) يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها كبسولتين يوميًا، بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أراه من ناحية العلاجات الدوائية، أما العلاجات السلوكية فتحتاج منك للإصرار على التحسن، تكثر من المواجهات، اركب السيارة - إن شاء الله تعالى - وأنت مطمئن، واحرص على أذكار السفر، اصرف انتباهك عن هذه المخاوف تمامًا من خلال الاجتهاد في عملك، وأن تكون دائمًا في الجانب الإيجابي في الحياة، وأن تطور ذاتك، وأن تنميها، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك.

هذا هو الذي أنصح به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً