الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع طفل يخاف كثيراً ويكذب جداُ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الصغير عمره 12 سنة، يخاف جداً من الظلمة، والبقاء وحيداً، حيث أنه قد حبس وحيداً في البيت عندما كان عمره سنة واحدة، وقد ضاع المفتاح فأخذ يبكي لأكثر من ساعة.

إضافة أن وزنه 46 كيلو تقريبا، وهو أغلب الوقت يأكل، وعندما نمنعه يصبح عدائياً جدا، وخارج البيت شخصيته ضعيفة، وهو كثير الكذب جداً.

سؤالي: كيف نعامله ونبني ثقته بنفسه؟ وهل لما حدث له في صغره تأثير عليه الآن؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا مجددا بهذا السؤال.

المخاوف عند الأطفال هي الأصل، وهذه مرحلة طبيعية من مراحل تطور الطفل ونموّه، ومن الطبيعي خاصة أن الطفل الذي مرّ بمثل هذه التجربة، من الحبس وحيداً في البيت والبكاء، أن يصبح أكثر خوفا من المعتاد، سواء من الظلمة أو من أشياء أخرى كثيرة.

وحتى كثرة تناول الطعام والوزن الزائد لا نستغرب أن له علاقة بحالة القلق التي يشعر بها هذا الطفل، ففي كثير من الأحيان يصبح سلوك تناول الطعام عادة تساعد الطفل على تخفيف قلقه، أو ليشعر بالاسترخاء، ولذلك فبعض الناس تزداد شهيتهم للطعام عندما يشعرون بالقلق، أو الملل أو غيرها من المشاعر السلبية، وكذلك عدائيته في البيت وضعفه خارجه، وكذلك كذبه، كلها قد تكون عرضا للقلق العام الذي يشعر به هذا الطفل.

وأحسنت في السؤال عن كيفية رفع ثقة الطفل بنفسه، لأن هذا حجر الأساس في تغيير أكثر ما ورد في سؤالك من مظاهر قلقه سواء داخل البيت أو خارجه، ونحن نرفع عادة ثقة الطفل في نفسه من خلال:

أولا: تقديم التشجيع والإطراء على كل ما يتقنه من أعمال يقوم بها، مهما كانت صغيرة، بدل التركيز على سلبياته، فكثرة الانتقاد والعتاب واللوم لا تزيد الإنسان إلا ضعفا في ثقته بنفسه.

وثانيا: عن طريق تشجيعه على اهتماماته وهواياته ومهاراته الخاصة، التي قد يتقنها، كالرياضة وغيرها من الهوايات، فهذا يرفع الثقة بالنفس، ويجعل الطفل يشعر بأنه يستطيع فعل أكثر مما كان يتصور.

ومن الأهمية هنا أن نذكر أنه لا يفيد أبدا أن نعاير هذا الطفل بخوفه أو تردده أو زيادرة وزنه أو شرهه للطعام، فهذا أيضا من أكثر أسباب ضعف الثقة بالنفس.

حاولوا هذه الأمور مع هذا الطفل في الأسابيع القادمة، وستلاحظون تطورا نوعيا في سلوك هذا الطفل وصفاته الشخصية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً