الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف كبير جدا من معالجة أسناني، أرشدوني ما الذي علي فعله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لدي خوف وقلق كبير جدا من علاج الأسنان، وأعلم أن كل الناس لديها الخوف ولكنها تحاربه وتعالج أسنانها، ولكن أنا لم أستطع محاربة خوفي من طبيب الأسنان.

كان لدي تجربة وأنا صغير مع طبيب الأسنان، ولكن ليس هذا السبب؛ لأن الخوف لدي من قبل ذلك، والآن أعاني من مشاكل في الأسنان، ولم أذهب إلى الطبيب بسبب خوفي، فكرت في أن أعالج أسناني بالتخدير الكامل حتى لا أحس بشيء، ولكنها سوف تكون مكلفة جدا.

أرجو منكم مساعدتي في هذا الموضوع، ما الذي علي فعله لتجاوز هذا الخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من كرسي طبيب الأسنان موجود، وهو يتفاوت في شدته من إنسان لآخر، هنالك من لديهم مخاوف بسيطة يتجاوزونها، وهنالك من لديهم مخاوف متوسطة، بشيء من الاستدراك والإصرار على التغلب على المخاوف يستطيعون أن يتغلبوا عليها ويذهبوا إلى طبيب الأسنان، وهنالك مجموعة ثالثة تكون هذه المخاوف فيها شديدة جدًّا لدرجة أن تصل إلى مرحلة الإعاقة؛ بمعنى أن الإنسان لا يستطيع أن يذهب إلى طبيب الأسنان بالرغم من حاجته الماسة لذلك.

العلاج هو أن تحقّر فكرة الخوف تحقيرًا تامًا، والخوف من هذا النوع يكون مكتسبًا، والشيء المكتسب يعلم أنه قد تم تعلمه، وما هو متعلم يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد؛ عليه يجب أن تحقر فكرة الخوف، وألا تتقبلها أبدًا.

من الخطأ أن يتقبل الإنسان أي نوع من المشاعر تأتيه أو المخاوف، لا بد أن يكون هنالك حوار مع النفس، وأن توضع الأمور في منطقها الصحيح، طبيب الأسنان هو تخصص نحتاج له، وهو تخصص محترم جدًّا، وقد تقدم كثيرًا، والمبدأ الأصيل هو أن يراجع الإنسان طبيب أسنانه كل ستة أشهر حتى ولو لم يكن يعاني من أي علة في الأسنان؛ لأن الوقاية خير من العلاج في موضوع الأسنان.

أريدك أيضًا أن تقرأ عن الأسنان وعن أطباء الأسنان؛ حتى يحدث نوع من الألفة بينك وبين طبيب الأسنان.

ثالثًا: تمارين الاسترخاء وجد أنها مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد فيها من تمارين، وسوف تجدها على المدى القصير والبعيد مفيدة جدًّا.

العلاج الأخير هو: تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وأنا أعتقد أن عقار (زولفت Zoloft) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لوسترال Lustral) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) جيدًا، ويساعد في هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي أن تتناوله بخمسين مليجرام – أي حبة واحدة – ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.

وهناك عقار آخر مساعد يعرف باسم (إندرال Inderal) تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، وفي اليوم الذي تذهب فيه إلى طبيب الأسنان تناول عشرين مليجرامًا قبل موعد الطبيب بساعتين.

الـ (إندرال) لا يُسمح باستعماله إذا كان الإنسان يعاني من مرض الربو، وأريد أن أحمل لك بشرى طيبة، وهي أن الإخوة أطباء الأسنان لديهم أساليب جميلة ومقنعة جدًّا ليتجاوز الإنسان خوفه، نحن الآن أعطيناك بعض الإرشادات ووصفنا لك أدوية مضادة للمخاوف بصفة عامة، وأعتقد أنه بشيء من العزيمة والإصرار من جانبك تستطيع أن تذهب إلى طبيب الأسنان، حتى وإن كان هنالك نوع من التردد والوسوسة، وحين تصل إلى الطبيب أنا متأكد أن الطبيب بأسلوب الترغيب الجميل سوف يجعل الأمور سهلة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً