الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل ابني المراهق يحترمني ويحترم إخوانه وأؤلف بينهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء على موقعكم الرائع للاستشارات.

أريد استشارتكم - بارك الله فيكم -، ابني عمره 15 سنة ولا يحترمني، ولا يحترم إخوانه الذين أكبر منه، فهو يتلفظ عليهم بألفاظ غير لائقة، كيف أجعله يحترمني ويحترم إخوانه؟ وكيف أؤلف بينهم وأجعلهم يحبون بعضهم ويحترمون بعضهم؟ والله تعبت منه، كل يوم ونحن في خلاف معه.

أسأل الله أن يصلحه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيوش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال.

ولا شك أن مثل هذا السؤال يقلق الكثير من الآباء والأمهات، ومن الصعوبة اختصار الجواب المفصل في صفحة أو صفحتين.

يقال عادة أن الاحترام يؤخذ ولا يعطى، أي لا يمكن للإنسان طفلا أو راشدا، أن يطالب الآخرين باحترامه، إلا أنه من خلال سلوكه واحترامه للآخرين، فسوف يبادله الآخرون بالاحترام.

يبدو من وصفك لحالة هذا المراهق أن هناك ربما بعض الصعوبات في التواصل معه، وليس هذا بغريب حيث أن معظم الصعوبات بين الأسرة والمراهق، والتي تصل إلى 80 %، إنما هي بسبب مشكلات التفاهم والتواصل، ولا بد من الإشارة إلى أن الكثير من السلوكيات المتعبة عن الأبناء والمراهقين إنما هي عرض لأمور أخرى، ومن أهمها التوتر وضغوط الحياة من جهة، ومن جهة أخرى صعوبات فهم هذا المرهق.

ومما سبق يتبيّن لك كيف أن الخطوة الأولى في إصلاح الحال مع هذا الابن هي محاولة التراجع قليلا، وإنهاء حالة الصراع في الدائرة المفرغة، حيث أن من الواضح أن طريقة التعامل في السابق لم تأتِ بنتيجة، بل على العكس، ربما ساءت الحالة أكثر وأكثر.

ربما يفيد محاولة فهم ظروف عيش هذا المراهق، والمرحلة العمرية التي يمرّ بها، وربما إشعاره بأننا نقدر كل هذه الصعوبات والتحديات، هل هناك من الرجال من يمكن أن يتقرب منه أكثر وأكثر؟ ويحاول إقامة شيء من علاقة الصداقة معه؟ وربما الأب هو الشخص المناسب إذا كان الأب على هذا الاستعداد.

ولا شك أن احترام الزوج للأم أمام الأولاد من العوامل الرئيسية في تعويد الأبناء على احترام أمهم، ويفيد جدا دراسة كتاب عن تربية الأبناء، وخاصة المراهقين منهم.

وفقكم الله، وأصلح الحال مع هذا الابن.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ابو محمد (لندن)

    جزاكم الله خير
    الموضوع جداً معم وصعب
    علينا بدعاء والصبر
    والقدرة الحسنة
    ولا تنسى المدح فانه مرغوب عند المراهقين
    وكذلك كنا
    نفع الله بكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً