الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي وعبادتي تدهورت بعد دخولي كلية الآداب.. ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم فى مساعدتنا، وجزاكم الله كل خير، وجمعنا الله وإياكم فى الجنة.

أكتب إليكم، وأنا أشعر بالأسف والمعاناة وجميع المشاعر السلبية، أكتب إليكم وأنا مُنهار، وأشعر بخيبة أمل شديدة، وأدعو الله أنا أجد عندكم ما يعيننى ويواسينى ويحل مشكلتى.

مشكلتى هي أنني منذ الصغر، كنت إنسانا متدينا متفوقا، وعلى خلق، والحمد لله، عندما أصبحت فى بداية الـ 15 سنة نزلت إلى بلدي، وهى مصر واستقررت هناك، وتغيرت البيئة، والمجتمع بالكامل، فقد كنت أعيش في دولة الكويت سابقا, وبالتالي تغٌير المجتمع، أصابني بانفصام غريب جدا، فلا أعلم هل يجب أن أتعامل بالاحترام كما كنت متعودا على هذا أم أعاملهم بالمثل؟

وهكذا تبعثرت حياتى بالكامل إلى أن جاءت مرحلة الثانوية العامة، وأهملت دراستي وانشغلت بأشياء أخرى غير مفيدة, وها أنا أدفع الثمن, ثمن تقصيري أطاح بي فوق المتوقع، فحصلت على معدل منخفض، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وكنت أرغب في الالتحاق بكلية علوم الحاسوب.

المهم منذ هذا الوقت، وأنا أواسي نفسي، وأقنع نفسي أنني في كلية محترمة، وأن البرمجة سوف أتعلمها مع نفسي، بالكورسات، وسأصبح مبرمجا مشهورا كما كنت أريد بدون الكلية، لأني أجيد اللغة الإنجليزية، فأنا جيد فيها ( وهذا حقيقي)، وسوف تساعدني في مسيرتي، ولكني أحس بشيء من الاستحقار للذات، وأحس أن حياتي ليس لها معنى، أو أي شيء، وأحس أنني أقل من أصحابي، فمنهم من أصبح دكتورا، ومنهم من أصبح مهندسا، وهكذا.

أحاول دائما أن أقنع نفسي أن لكل كلية مكانتها، وكليتي جميلة، ولكن يتملكني الاستحقار للذات مرة أخرى!، وهذا يؤدي إلى إهمالي مرة أخرى في كليتي الآن، ولا أستطيع أن أتعلم شيئا من البرمجة بسبب إهمال الوقت، ولا يوجد عندي هدف من الحياة.

الله وحده يعلم بماذا أشعر، أنا أكتب لكم الآن من يأس، وحزن وشفقة، فأنا أريد أن أصبح شيئا من أجل والدتي أولا لأنها تعبت من أجلي، ولم أرد جميلها، بل فشلت في أن أفرحها، وأدخل كلية في القمة، وثم من أجل نفسي لأثبت لنفسي المقدرة, وثم أفكر في أشياء كثيرة من المستقبل، تزيد علي الهم مثل هل سيكون الأجر في العمل جيدا؟ هل عندما سأتزوج وأقول أني خريج هذه الكلية سيقبلوني؟ هل هذه الكلية قد أسقطت المكانة الاجتماعية والحياه بشكل جيد؟ هل هل هل ..... وهذا يزيد الوضع سوءً وهم وغم.

أرجو منكم المساعدة بأى شيء يساعدني في جعل حياتي أفضل, مع العلم أن كل شيء في حياتى أصبح يؤول للأسوأ مثل العبادة والأخلاق وهكذا.

الجزء الثانى :
أنا نحيف من الجزء الأعلى من جسدي، ولا أعرف السبب، حيث ظهرت النحافة من الصف الأول الثانوي، ولا أعرف السبب أكان الحزن والقلق وعدم الأكل، أم ماذا؟ حيث طولى هو 180سم، ووزني يقارب الـ 70 ، ولكن الوزن معظمه من الأسفل، ولست بدينا فى الأسفل، ولكن الجزء العلوي من جسمي نحيف إلى درجة كبيرة، وكتفي ليس عريضا, ماذا أفعل؟

شكرا لكم جدا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، وحسن الظن بإخوانك، وشرف لنا أن نكون في خدمة الكرام من أمثالك، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، ونحب أن نؤكد لك أنك على خير، وفي خير، وهذه الكلية التي دخلت فيها لها رسالة، والناس بحاجة لهذه التخصصات الجميلة الرائعة، والعبرة ليست بالكلية التي يدخلها الإنسان، ولكن بالتفوق والتميز، ونحن في زمان لا بد فيه للطالب أن يحرص فيه على التفوق مهما كانت الكلية التي دخلها، فإنه يستطيع أن يبلغ أعلى الدرجات، والمطلوب منك الآن بدلا من أن تندب حظ نفسك، وتندم على ما مضى أن تحمد الله على ما أنت عليه، وأن تجتهد للتفوق في دراستك.

ومعلوم أن هذه الجامعات تأخذ المتفوقين، ثم تؤهلهم ليكونوا أساتذة ودكاترة في هذا المجال، والأمة بحاجة لهذا التخصص الذي هو كلية الآداب، فخريجو هذه الكليات لهم بصمات وآثار كبيرة في حياة الناس، وفي المجتمعات، ولذلك أرجو أن لا يضيع منك الوقت في التأسف على ما مضى، ولكن لا بد أن تقبل على حياتك الجديدة، واعلم أن علم الحاسوب وغيرها من العلوم الأخرى فعلا يمكن أن تأخذها بالموهبة، والهواية، وتتقدم فيها إلى أبعد المراحل، في مستقبل الأيام.

فنحن نقترح الآن أن يكون همك أن تتفوق في الدراسة التي أنت فيها، فنريد أن تتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف، أو بتقديرات مرتفعة؛ لأن هذا يضمن لك أيضا فرصة تأهيل أكبر، والعبرة ليست بالدراسة الجامعية فقط، ولكن بالمواصلة والاستمرار حتى يصل الإنسان لمرحلة التخصص.

بالنسبة للجزء الثاني سيجيب عليه الطبيب، ولكننا لا نريد أن تشغل نفسك بالهم والغم والأحزان، ولا نريدك أن تقف طويلا للتأسف على ما مضى، ولا تقل لو أني فعلك كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، وارض بما قسم الله لك تكن أسعد الناس.

واعلم أن هذا الشيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضآرهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان سبحانه، وأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله لك ما بينك وبين الناس، ويعينك على النجاحات، واعلم أن الوالدة ترضى عنك ما دمت بارا ومطيعا لله، وحريصا على برها والإحسان إليها.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي استشاري الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا ولدي "كل ميسر لما خلق له" ومن قال لك أن كلية الآداب لغة إنجليزية كلية وضيعة يجب أن تداري نفسك خجلا كلما رآك أحد معارفك؟ ياولدي كثير من المشاهير أهل الفن والسياسة والأدب، وكثير من الكتاب والصحفيين، ونجوم المجتمع كانوا خريجي كلية الآداب، وبالتالي العبرة بما سوف تقدمه للمجتمع مهما كانت وظيفتك وليس لقبك.

وعلى العكس ليست مسيرة كل الأطباء والمهندسين نجاح وتفوق، المهم أن يطور الإنسان نفسه، وينجح في التخصص الذي درسه، وتخصص الإنجليزية له نصيب كبير في سوق العمل حيث إن الإنجليزية لغة عالمية لها مجالات عدة منها التدريس والعمل في مراكز الترجمة، والصحف الناطقة بالإنجليزية، وسوق كبير من الوظائف غير التقليدية التي ترجع بالعائد المادي المحترم.

والمهم الاجتهاد والمثابرة وتطوير نفسك للمستوى الذي تتطلبه تلك الوظائف، ودراسة أبنائنا الطلاب في مدارس اللغات والـ IG تعطيهم ميزة التفوق، والنطق السليم، وهذا من متطلبات اللغة سواء في التدريس، أو في المجالات الأخرى.

والمجتمع يا ولدي تغير بسبب سوء العملية التعليمية والتربوية، وأصبح المدرس يأخذ السجائر من الطالب أثناء الدرس، وأصبح الطالب ولي نعمة المدرس؛ لأنه يعطيه مرتب الدرس آخر الشهر، وأصبحت الألفاظ السوقية والمعاكسات تملأ الشوارع، وهذا زمن بشر به النبي صلى الله عليه وسلم فيه: (القابض على دينه كالقابض على الجمر).

وعليك بنفسك أولا، ومن تستطيع من حولك من الصحبة الطيبة أن تؤثر فيهم وتتأثر بهم، ودع عنك الصحبة الفاسدة والمفسدة، وتجنب الإنزلاق إلى هاوية المخدرات والفتيات؛ لأن فيها النهاية السيئة، سواء دخلت كلية الآداب او غيرها من الكليات فالنتيجة واحدة.

ويجب أن تحدد هدفك ووظيفتك من الآن، وتعمل على الوصول إلى ذلك الهدف، والحصول على تلك الوظيفة عن طريق بناء نفسك، والقراءة في الأدب الإنجليزي لتقوية لغتك، وبناء الخلفية اللغوية التي تساعدك في عملك، وعليك بترك السهر وشلة الشباب الضائع، وترك الجلوس على الشاشات إلا لعمل شيء ذو قيمة،

وعند تخرجك بتفوق فقط عليك كتابة CV لك على المواقع التي تطلب اللغة، وسوف ترى أن الوظيفة جاءتك، وأنت في البيت، ولن تسعى لها، والمهم الاجتهاد والمثابرة، وبر الوالدين، والمداومة على الصلاة، والأدعية، والذكر، وقراءة لو صفحة من القرآن بعد كل صلاة، وسوف ترضى عنك نفسك، ويرضى عنك والديك، ويرضى عنك المولى عز وجل.

أما فيما يخص الجزء الثاني من السؤال، فمعدل كتلة جسمك قياسي، وهو 21 ، وهذا المعدل ممتاز فيما يخص الوزن، والتمارين الرياضية، وتمارين الضغط وتمارين شفط البطن تقوي عضلات البطن، والأكتاف والساعدين، والعضدين، ويمكن التركيز على المواد البروتينية من الدجاج والأسماك والبروتين النباتي مثل الفول والعدس؛ لأن بناء العضلات من البروتينات، وتكوين الدهون من السكريات، والحلويات، والزيوت.

وبالتالي سوف تحصل على العضلات التي ترضيك -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً