الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من المستقبل أفقدني الشعور بالسعادة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالبة أدرس في الجامعة، عمري 20 سنة، أعاني من الوسواس والخوف من المرض والموت، وأرى كل شيء بسيط مرضا خطيرا، وهذا الأمر سبب لي ضغطا كبيرا على الأعصاب، ولما ذهبت إلى دكتور الأعصاب أعطاني علاجا جعلني أشعر بتحسن، ولكن مع ذلك فقد ضل الوسواس، ولا أعرف كيف أتخلص منه؟

أنا مداومة على صلاتي وقراءة القرآن، ولكني تعبت من حالتي هذه، فأنا لم أكن في السابق هكذا متشائمة من المستقبل وخائفة، وكل أمر يحدث معي فإني أعلم به طبيبي، مما جعلني أخاف من الحياة.

مشكلتي أني أعاني من فراغ كبير في حياتي، ولا أفكر إلا بالأمراض الخطيرة، فلو أصبت بالأنفلونزا؛ فإني أقلق وأخاف من أن أكون مصابة بمرض خطير، ولا أنام من هذا الوسواس.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وساوس المخاوف من الأمراض المنتشرة جدًّا في هذا الزمان، وذلك لأسباب معروفة، وهي أن الأمراض بالفعل قد كثرت، ووسائل الفحوصات أيضًا قد تطورت، وأصبح ما يُثار في الإعلام كثير جدًّا حول الأمراض، وطمأنينة الناس أيضًا قد قلَّت بصفة عامة.

للتخلص من هذه الحالة:
من المهم جدًّا أن تكوني صارمة مع نفسك ولا تكثري الذهاب إلى الأطباء، ويجب أن يكون هنالك اتفاق بينك وبين أهلك في هذا السياق بأن لا تترددي على الأطباء، والشيء المطلوب هو أن تذهبي مرة واحدة لطبيبة الأسرة لإجراء فحوصات عامة، اذهبي الآن معهم ليتم فحصك بواسطة الطبيبة، وسوف تقوم الطبيبة قطعًا بإجراء الفحوصات المختبرية الدورية، وهنا تكوني قد أسست قاعدة طبية ممتازة جدًّا، بعدها راجعي الطبيبة بعد أربعة أشهر مثلاً، يعني مرتين أو ثلاثة في السنة.

هذا تطبيق عملي مهم وضروري، ومن يتبعه يستفيد كثيرًا في موضوع المخاوف المرضية.

ثانيًا: عليك بالدعاء، واحرصي على الأذكار التي تُشعر الإنسان بالطمأنينة حيال المرض.

ثثالثا: عيشي حياة صحية، مارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، اهتمي بموضوع التغذية، وأن تكون متوازنة، وكذلك النوم المبكر، كل تلك الأمور تعطي الإنسان شعور بأنه في وضع جيد من حيث صحته.

رابعًا: زوري المرضى في المستشفيات بقدر المستطاع، وادعي لهم بالشفاء، هذا أيضًا وجد أنه يفيد، على العكس مما يعتقده الناس أن زيارة المرضى قد تزيد من مخاوفهم، هذا ليس صحيحًا.

خامسًا: الفراغ يجب أن تتخلصي منه من خلال حسن إدارة الوقت، ومن المفترض الآن أن تركزي على دراستك حتى تكوني من المتميزين، لماذا يكون عندك فراغ؟ والأصل في الأمور الآن هو أن الواجبات أكثر من الأوقات، هنالك أشياء كثيرة جدًّا يمكن للإنسان أن يقوم بها.

سادسًا: تحقير فكرة المخاوف والوساوس أيًّا كانت، وصدِّها، وعدم الاهتمام بها، وتجنبها.

سابعًا: أحد الأدوية المضادة للمخاوف الوسواسية سوف يفيدك كثيرًا، تشاوري مع أهلك حول هذا الموضوع، وحتى الطبيبة العمومية يمكن أن تكتب لك الدواء، مثل عقار (زولفت) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين) من الأدوية الممتازة جدًّا المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأنت تحتاجين أن تتناولي هذا الدواء بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولينها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هو دواء ممتاز وسليم وغير إدماني، ومعروف جدًّا بفعاليته لعلاج قلق المخاوف الوسواسي خاصة المخاوف المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً