الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوقع الأخبار السيئة وحدوث المصائب دائماً.

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 22 سنة، لدي نوبات خوف ورعب، دائماً أشعر أنني سوف أموت بجريمة قتل، مما أشاهده من جرائم وخوف من أفلام الرعب، أريد مواجهة خوفي، كيف أتغلب عليه؟ عندما أشاهد الأخبار في التلفاز من موت ومجازر، تصيبني نوبات من الهلع، وأصرخ، دائماً أكون منتظرة خبراً مفزعاً وشنيعاً، أتوقع حدوث المصائب.

لا أستطيع ممارسة حياتي بشكل عادي أبداً، تأتيني فكرة صغيرة عن الانتحار، ولكن أكافحها، ويحاول الشيطان أن يوسوس لي بها، ولكني في صراع مع هذه الفكرة، لا أريد أن تكبر برأسي، ماذا أفعل؟

حياتي تدمرت من كل النواحي، صحتي أصبحت هزيلة، وشكلي بشع من عدم الاهتمام؛ لأنني لا أجد طعماً لحياتي، أفكر بالمصيبة قبل حدوثها، وأعيشها بلحظتها دائماً، ولا أعرف معنىً لأي شيء جميل، وكل شيء جميل بحياتي أراه بشكل قبيح، ساعدوني أرجوكم، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأحداث التي تجري حولنا بشعة ومؤلمة وممزقة للنفس الإنسانية العادية والطبيعية، أنت تأثرت بهذا الوضع، وكان تأثرك بصورة خاصة جدًّا، وهو أن الخوف الناتج عن هذه المشاهدات القبيحة أدى إلى مخاوف وسواسية، تتمركز حول نفسك، وتتمثل هذه الأفكار في الخوف من الموت، وأن تموتي بجريمة قتل، وبعد ذلك تشعبت الأفكار، وكان محتواها ما ذكرته في رسالتك.

أما الفكرة الصغيرة أو البسيطة التي تأتيك حول الانتحار، فهي أيضًا من الأفكار التي اكتسبتِها من هذا المحيط غير المريح، أصبحت كل وسوستك حول العنف وحول الموت، وحين تتحول الوسوسة إلى وسوسة داخلية، بمعنى أن يوجّه الإنسان عنفه نحو ذاته، وهذا يكون عن طريق الانتحار.

أنت -الحمد لله تعالى- بعيدة من كل هذا الذي يدور، واسألي الله -تبارك وتعالى- أن يربط على قلبك، وحقّري هذه الأفكار التي تأتيك، نعم هي متسلطة عليك، لكن الإنسان يجب ألا يقبل أي نوع من الفكر يأتيه خاصة إذا كان الفكر فكرًا غير منطقي وسخيف وحقير.

تعاملي مع الأفكار السلبية برفض، وأنصحك بشدة وقد يصل نصحي إلى درجة التحذير، وهو: ألا تناقشي الفكر الوسواسي، لا تسترسلي أبدًا، أنت الآن قلقة وتعيشين مخاوف ووساوس، والمشكلة أيضًا أنك تضعين مخاوف مستقبلية، وتفسرين الأمور وتؤولينها بصورة وسواسية جدًّا، لا، اسألي الله -تعالى- أن يحفظك، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، احرصي على الصلاة في وقتها، على تلاوة القرآن، على الذكر، واعلمي دائمًا أن الله خير حفاظًا، التغيير الفكري الداخلي هو الذي يساعدك في حياتك.

النقطة الثانية هي: التوجه الإيجابي نحو الحياة، من حيث استثمار الوقت بصورة صحيحة، وأن تكون لك مشاركات ومساهمات إيجابية على النطاق الأسري، وإن وجدت طريقة للانخراط في العمل الخيري، من مساعدة هؤلاء الضعفاء الذين يُقتلون دون ذنب، فهذا أيضًا فيه خير كثير، جمع التبرعات لأسرتهم، مساعدة الذين شُردوا، هذا كله يؤدي إلى الرضا والشعور بالإشباع الإيجابي الداخلي.

بقي أن أقول لك أنه لا بأس أن تتناولي عقاراً مثل (أنفرانيل) لأنه مضاد لقلق المخاوف الوسواسي، والجرعة هي (50 مليجرام) تناولينها بانتظام لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى (100 مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى (50 مليجرامًا) ليلاً لمدة شهرين، ثم (50 مليجرامًا) يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً